يُشيرُ بحثٌ جديد إلى أنَّ تقييمَ خطر أمراض القلب والسكتة، التي يُمكن أن يتعرَّضَ لها الإنسانُ في المستقبل, قد يُساعِدُ على توقُّع تراجع القدرات الذهنيَّة أو المعرفية بشكلٍ أفضل من اختبارات مخاطر مرض الخرف.
اشتملت الدراسةُ على ما يقرُب من 7800 رجلٍ وامرأة، كان متوسِّطُ أعمارهم 55 عاماً؛ وقدَّر الباحِثون خطرَ أمراض القلب والسكتة والخَرف عندَ كل مُشارِكٍ ومُشارِكة لدى بداية الدراسة.
اشتمل تقييمُ أمراض القلب على عوامل الخطر، مثل العُمر وضغط الدَّم ومُعالجة ارتفاع ضغط الدَّم والتدخين والسُكَّري ومستويات الكوليسترول الإجمالي والكوليسترول الجيِّد HDL.
كما اشتمل تقييمُ السَّكتة على عوامل خطر مُشابِهة، إضافةً إلى التاريخ المرضي لأمراض القلب وعدم انتظام نظم القلب.
واشتمل تقييمُ الخَرف على عوامل، مثل العُمر ومستوى التعليم وضغط الدَّم ومُؤشِّر كتلة الجسم والكوليسترول الإجمالي ومُستويات التمرين، وما إذا كان لدى المريض نوعٌ مُعيَّن من الجينات التي تترافق مع الخَرف.
بعدَ 10 سنوات من تقييم عوامل الخطر تلك, خضع المُشاركون إلى اختبارات قدراتهم العقليَّة ومن ضمنها الذاكرة. كانت كلُّ ثلاثة عوامل خطر قادرةً على التنبُّؤ بتراجع القدرات العقليَّة عبر فترة 10 سنوات, لكن كان لنتائج خطر أمراض القلب صِلة أقوى مع تراجع القدرات العقليَّة، مُقارنةً بنتائج خطر الخَرف.
ترافق كلٌّ من خطر أمراض القلب والسكتة مع تراجع في كلِّ اختبارات القدرة العقليَّة أو المعرفية، باستثناء الذاكرة؛ ولم يرتبط خطرُ الخرف مع تراجعٍ في الذاكرة أو القدرات اللفظيَّة.
قالت سارا كافاشيان، من المعهد القومي الفرنسي للصحَّة والأبحاث الطبيّة: "رغم أنَّ نتائجَ خطر الخرف وأمراض القلب والأوعية جميعها تنبَّأت بتراجعٍ في القدرات العقليَّة بدءاً من نهاية منتصف العمر, لكن قد تُشكِّلُ مؤشِّراتُ خطر أمراض القلب والأوعية ميزةً بالنسبة إلى مؤشِّرات خطر الخَرف من ناحية استخدامها للوقاية واستهداف عوامل الخطر القابلة للتعديل".
"تُؤكِّدُ النتائجُ أيضاً على أهميَّة عوامل الخطر بالنسبة لأمراض القلب والأوعية، مثل ارتفاع مستويات الكوليسترول وارتفاع ضغط الدَّم، ليس فقط بالنسبة إلى زيادة خطر أمراض القلب والسكتة, إنَّما من حيث تأثيرُها السلبيُّ في القدرات العقليَّة أو المعرفية أيضاً".
هيلث داي نيوز, روبرت بريدت, الاثنين 1 نيسان/أبريل