النتائج 1 إلى 5 من 5
الموضوع:

ابن زيدون

الزوار من محركات البحث: 193 المشاهدات : 2026 الردود: 4
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    صديق مؤسس
    صاحبة الامتياز
    تاريخ التسجيل: January-2010
    الدولة: البصرة
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 27,178 المواضيع: 3,882
    صوتيات: 103 سوالف عراقية: 65
    التقييم: 5826
    مزاجي: هادئة
    أكلتي المفضلة: مسوية رجيم
    موبايلي: Iphon 6 plus
    آخر نشاط: 5/August/2024
    مقالات المدونة: 77

    ابن زيدون


    ابن زيدون

    نبذه عن الشاعر :


    394 - 463 هـ / 1003 - 1070 م
    أحمد بن عبد الله بن أحمد بن غالب بن زيدون المخزومي الأندلسي، أبو الوليد.
    وزير، كاتب وشاعر من أهل قرطبة، انقطع إلى ابن جهور من ملوك الطوائف بالأندلس، فكان السفير بينه وبين ملوك الأندلس فأعجبوا به. واتهمه ابن جهور بالميل إلى المعتضد بن عباد فحبسه، فاستعطفه ابن زيدون برسائل عجيبة فلم يعطف.
    فهرب واتصل بالمعتضد صاحب إشبيلية فولاّه وزارته، وفوض إليه أمر مملكته فأقام مبجّلاً مقرباً إلى أن توفي باشبيلية في أيام المعتمد على الله ابن المعتضد.
    ويرى المستشرق كور أن سبب حبسه اتهامه بمؤامرة لإرجاع دولة الأمويين.
    وفي الكتاب من يلقبه بحتري المغرب، أشهر قصائده: أضحى التنائي بديلاً من تدانينا.
    ومن آثاره غير الديوان رسالة في التهكم بعث بها عن لسان ولاّدة إلى ابن عبدوس وكان يزاحمه على حبها، وهي ولاّدة بنت المستكفي.



    وله رسالة أخرى وجهها إلى ابن جهور طبعت مع سيرة حياته في كوبنهاغن وطبع في مصر من شروحها الدر المخزون وإظهار السر المكنون.
    ما ضر لو أنك لي راحم


    مَا ضرَّ لوْ أنّكَ لي راحمُ؛"
    "وَعِلّتي أنْتَ بِها عَالِمُ
    يَهْنِيكَ، يا سُؤلي ويَا بُغيَتي،"
    "أنّك مِمّا أشْتَكي سَالِمُ
    تضحكُ في الحبّ، وأبكي أنَا،"
    "أللهُ، فيمَا بيننَا، حاكمُ
    أقُولُ لَمّا طارَ عَنّي الكَرَى"
    "قَولَ مُعَنًّى ، قَلْبُهُ هَائِمُ:
    يا نَائِماً أيْقَظَني حُبُّهُ،"
    "هبْ لي رُقاداً أيّها النّائِمُ!


    خليلي لا فطر يسر ولا أضحى


    خَليلَيّ، لا فِطرٌ يَسُرّ وَلا أضْحَى ،"
    "فما حالُ من أمسَى مَشوقاً كما أضْحَى ؟
    لَئِنْ شاقَني شَرْقُ العُقابِ فَلَمْ أزَل"
    "أخُصّ بمحوضِ الهَوى ذلك السفحَا
    وَمَا انفكّ جُوفيُّ الرُّصَافَة ِ مُشعِرِي"
    "دوَاعي ذكرَى تعقبُ الأسَفَ البَرْحا
    وَيَهْتاجُ قصرُ الفارسيّ صبابة ً،"
    "لقلبيَ، لا تألُوا زِنادَ الأسَى قدْحا
    وَليس ذَميماً عَهدُ مَجلسِ ناصحٍ،"
    "فأقْبَلَ في فَرْطِ الوَلُوعِ به نصْحَا
    كأنِّيَ لمْ أشهَد لَدَى عَينٍ شَهْدَة ٍ"
    "نِزَالَ عِتَابٍ كانَ آخِرُهُ الفَتْحَا
    وَقائِعُ جانيها التّجَنّي، فإنْ مَشَى"
    "سَفِيرُ خُضُوعٍ بَيْنَنا أكّدَ الصّلْحَا
    وَأيّامُ وَصْلٍ بالعَقيقِ اقتَضَيْتُهُ،"
    "فإلاّ يكُنْ ميعادُهُ العِيدَ فالفِصْحَا
    وآصالُ لهوٍ في مسنّاة ِ مالكٍ،"
    "مُعاطاة َ نَدْمانٍ إذا شِئتَ أوْ سَبْحَا
    لَدَى رَاكِدٍ يُصْبيكَ، من صَفَحاته،"
    "قواريرُ خضر خلتّها مرّدتْ صرحَا
    مَعاهِدُ لَذّاتٍ، وَأوْطانُ صَبْوة ً،"
    "أجلْتُ المعلّى في الأماني بها قدْحَا
    ألا هلْ إلى الزّهراء أوبَة ُ نازحٍ"
    "تقضّى تنائيهَا مدامعَهُ نزْحَا
    مَقَاصِيرُ مُلكٍ أشرَقَتْ جَنَباتُهَا،"
    "فَخِلْنَا العِشاء الجَوْنَ أثناء صِبحَا
    يُمَثِّلُ قُرْطَيها ليَ الوَهْمُ جَهرَة ً،"
    "فقُبّتَها فالكوْكبَ الرّحبَ فالسّطَحَا
    محلُّ ارْتياحٍ يذكرُ الخلدَ طيبُهُ"
    "إذا عزّ أن يَصْدى الفتى فيه أوْ يَضْحَى
    هُنَاكَ الجِمامُ الزُّرْقُ تَنْدي حِفافَها"
    "ظِلالٌ عهِدتُ الدّهرَ فيها فتًى سمحا
    تعوّضْتُ، من شَدوِ القِيانِ خلالها،"
    "صَدى فَلَوَاتٍ قد أطار الكرَى ضَبحَا
    ومِنْ حمليَ الكأسَ المفَدّى مديرُها"
    "تَقَحُّمُ أهْوَالٍ حَمَلْتُ لها الرُّمْحَا
    أجلْ‍! إنّ ليلي، فوقَ شاطئ نيطة ٍ،"
    "لأقْصَرُ مِنْ لَيْلي بآنَة َ فَالبَطْحَا



    يا غزالا أصارني

    يا غزالاً ! أصَارني"
    "موثقاً، في يد المِحنْ
    إنّني، مُذْ هَجرْتَني،"
    "لمْ أذُقْ لذّة َ الوسنْ
    ليتَ حظّي إشارة ٌ"
    "منكَ، أو لحظة ٌ عننْ
    شافِعي، يا مُعذّبي،"
    "في الهوَى ، وجهُكَ الحسنْ
    كُنْتُ خِلواً منَ الهَوى ؛"
    "فأنَا اليَوْمَ مُرْتَهَنْ
    كانَ سرّي مكتًّماً؛"
    "وَهُوَ الآنَ قَدْ عَلَنْ
    ليسَ لي عنكَ مَذهَبٌ؛"
    "فكما شئتَ لي فكُنْ

    وضح الحق المبين


    وَضَحَ الحقُّ المبينُ؛"
    "وَنَفَى الشّكَّ اليَقيِنُ
    وَرَأى الأعْداءُ مَا غَرَّ"
    "تْهُمُ منهُ الظّنونُ
    أمّلُوا ما لَيْسَ يُمْنَى ؛"
    "وَرَجَوْا مَا لا يَكُونُ
    وتمنّوءا أنْ يخونَ الـ"
    "ـعَهدَ مَوْلًى لا يَخُونُ
    فإذا الغيبُ سليمٌ،"
    "وإذا الودُّ مصونُ!
    قُل لمَنْ دانَ بهَجْرِي،"
    "وَهَوَاهُ ليَ دِينُ
    يا جَوَاداً بيَ! إنّي"
    "بِكَ، واللَّهِ، ضَنِينُ
    أرخصَ الحبُّ فؤادي"
    "لكَ، والعلقُ ثمينُ
    يا هلالاً! تترَا"
    "ءاهُ نفوسٌ، لا عيونُ
    عَجَباً للقَلِبِ يَقْسُو"
    "مِنْكَ، وَالقَدّ يَلِينُ
    مَا الّذي ضرَّكَ لوْ سُـ"
    "ـرّ بِمَرْآكَ الحَزِينُ
    وَتَلَطّفَتْ لِصَبٍّ،"
    "حينُهُ فيكَ يحينُ
    فوجوهُ الّلفظِ شتّى ،"
    "وَالمَعَاذِيرُ فُنُونُ




  2. #2
    من المشرفين القدامى
    تاريخ التسجيل: July-2010
    الدولة: العراق بلد الانبياء
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 5,846 المواضيع: 443
    صوتيات: 0 سوالف عراقية: 4
    التقييم: 883
    مزاجي: متفائل
    المهنة: معلم جامعي
    أكلتي المفضلة: الحلويات
    موبايلي: صيني
    آخر نشاط: 31/August/2022
    الاتصال:
    مشكورة دالين على ترجمة احد الشعراء المتمكنين في الشعر والادب اهديك قصيدة لابن زيدون من اجمل القصائد

    أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا


    أضْحَى التّنائي بَديلاً مِنْ تَدانِينَا،
    وَنَابَ عَنْ طيبِ لُقْيانَا تجافينَا
    ألاّ وَقَد حانَ صُبحُ البَينِ، صَبّحَنا
    حَيْنٌ، فَقَامَ بِنَا للحَيْنِ نَاعيِنَا
    مَنْ مبلغُ الملبسِينا، بانتزاحِهمُ،
    حُزْناً، معَ الدهرِ لا يبلى ويُبْلينَا
    غِيظَ العِدا مِنْ تَساقِينا الهوَى فدعَوْا
    بِأنْ نَغَصَّ، فَقالَ الدّهرًُ آمينَا
    فَانحَلّ ما كانَ مَعقُوداً بأَنْفُسـِنَا؛
    وَانْبَتّ ما كانَ مَوْصُولاً بأيْدِينَا
    وَقَدْ نَكُونُ، وَمَا يُخشَـى تَفَرّقُنا،
    فاليومَ نحنُ، ومَا يُرْجى تَلاقينَا
    يا ليتَ شعرِي، ولم نُعتِبْ أعاديَكم،
    هَلْ نَالَ حَظّاً منَ العُتبَى أعادينَا
    لم نعتقدْ بعـدكمْ إلاّ الوفاء لكُمْ
    رَأياً، ولَمْ نَتَقلّدْ غَيرَهُ دِينَا
    ما حقّنا أن تُقِرّوا عينَ ذي حَسَدٍ
    بِنا، ولا أن تَسُرّوا كاشِحاً فِينَا
    كُنّا نرَى اليَأسَ تُسْلِينا عَوَارِضُه،
    وَقَدْ يَئِسْنَا فَمَا لليأسِ يُغْرِينَا
    بِنْتُم وَبِنّا، فَما ابتَلّتْ جَوَانِحُنَــا
    شَوْقاً إلَيكُمْ، وَلا جَفّتْ مآقِينَا
    نَكادُ، حِينَ تُنَاجِيكُمْ ضَمائرُنــا،
    يَقضي علَينا الأسَى لَوْلا تأسّينَا
    حَالَتْ لِفقدِكُمُ أيّامُنــا، فغَدَتْ
    سُوداً، وكانتْ بكُمْ بِيضاً لَيَالِينَا
    إذْ جانِبُ العَيشِ طَلْقٌ من تألُّفِنا؛
    وَمَرْبَعُ اللّهْوِ صَافٍ مِنْ تَصَافِينَا
    وَإذْ هَصَرْنَا فُنُونَ الوَصْلِ دانية ً
    قِطَافُها، فَجَنَيْنَا مِنْهُ ما شِينَا
    ليُسقَ عَهدُكُمُ عَهدُ السّرُورِ فَما
    كنتم لأروَاحِنَ‍ا إلاّ رَياحينَ‍ا
    لا تَحْسَـبُوا نَأيَكُمْ عَنّا يغيّرُنا؛
    أنْ طالَما غَيّرَ النّأيُ المُحِبّينَا!
    وَاللهِ مَا طَلَبَتْ أهْواؤنَا بَدَلا
    مِنْكُمْ، وَلا انصرَفتْ عنكمْ أمانينَا
    يا سارِيَ البَرْقِ غادِ القصرَ وَاسقِ به
    مَن كانَ صِرْف الهَوى وَالوُدَّ يَسقينَا
    وَاسـألْ هُنالِكَ: هَلْ عَنّى تَذكُّرُنا
    إلفاً، تذكُّرُهُ أمسَى يعنّينَا؟
    وَيَا نسيمَ الصَّـبَا بلّغْ تحيّتَنَا
    مَنْ لَوْ على البُعْدِ حَيّا كان يحيِينا
    فهلْ أرى الدّهرَ يقضينا مساعفَة ً
    مِنْهُ، وإنْ لم يكُنْ غبّاً تقاضِينَا
    رَبيبُ مُلكٍ، كَأنّ اللَّهَ أنْشَأهُ
    مِسكاً، وَقَدّرَ إنشاءَ الوَرَى طِينَا
    أوْ صَاغَهُ وَرِقاً مَحْضاً، وَتَوجهُ
    مِنْ نَاصِعِ التّبرِ إبْداعاً وتَحسِينَا
    إذَا تَأوّدَ آدَتْهُ، رَفاهِيّة ً،
    تُومُ العُقُودِ، وَأدمتَهُ البُرَى لِينَا
    كانتْ لَهُ الشّمسُ ظئراً في أكِلّته،
    بَلْ ما تَجَلّى لها إلاّ أحايِينَا
    كأنّما أثبتَتْ، في صَحنِ وجنتِهِ،
    زُهْرُ الكَوَاكِبِ تَعوِيذاً وَتَزَيِينَا
    ما ضَرّ أنْ لمْ نَكُنْ أكفاءه شرَفاً،
    وَفي المَوَدّة ِ كافٍ مِنْ تَكَافِينَا؟
    يا رَوْضَة ً طالَما أجْنَتْ لَوَاحِظَنَا
    وَرْداً، جَلاهُ الصِّبا غضّاً، وَنَسْرِينَا
    ويَا حياة ً تملّيْنَا، بزهرَتِهَا،
    مُنى ً ضروبَاً، ولذّاتٍ أفانينَا
    ويَا نعِيماً خطرْنَا، مِنْ غَضارَتِهِ،
    في وَشْيِ نُعْمَى ، سحَبنا ذَيلَه حينَا
    لَسنا نُسَمّيكِ إجْلالاً وَتَكْرِمَة ً
    ؛ وَقَدْرُكِ المُعْتَلي عَنْ ذاك يُغْنِينَا
    إذا انفرَدَتِ وما شُورِكتِ في صِفَة ٍ،
    فحسبُنا الوَصْفُ إيضَاحاً وتبْيينَا
    يا جنّة َ الخلدِ أُبدِلنا، بسدرَتِها
    والكوثرِ العذبِ، زقّوماً وغسلينَا
    كأنّنَا لم نبِتْ، والوصلُ ثالثُنَا،
    وَالسّعدُ قَدْ غَضَّ من أجفانِ وَاشينَا
    إنْ كان قد عزّ في الدّنيا اللّقاءُ بكمْ
    في مَوْقِفِ الحَشرِ نَلقاكُمْ وَتَلْقُونَا
    سِرّانِ في خاطِرِ الظّلماءِ يَكتُمُنا،
    حتى يكادَ لسانُ الصّبحِ يفشينَا
    لا غَرْوَ في أنْ ذكرْنا الحزْنَ حينَ نهتْ
    عنهُ النُّهَى ، وَتركْنا الصّبْرَ ناسِينَا
    إنّا قرَأنا الأسَى ، يوْمَ النّوى ، سُورَاً
    مَكتوبَة ً، وَأخَذْنَا الصّبرَ يكفينا
    أمّا هواكِ، فلمْ نعدِلْ بمَنْهَلِهِ
    شُرْباً وَإنْ كانَ يُرْوِينَا فيُظمِينَا
    لمْ نَجْفُ أفقَ جمالٍ أنتِ كوكبُهُ
    سالِينَ عنهُ، وَلم نهجُرْهُ قالِينَا
    وَلا اخْتِياراً تَجَنّبْناهُ عَنْ كَثَبٍ،
    لكنْ عَدَتْنَا، على كُرْهٍ، عَوَادِينَا
    نأسَى عَليكِ إذا حُثّتْ، مُشَعْشَعَة ً،
    فِينا الشَّمُولُ، وغنَّانَا مُغنّينَا
    لا أكْؤسُ الرّاحِ تُبدي من شمائِلِنَا
    سِيّما ارْتياحٍ، وَلا الأوْتارُ تُلْهِينَا
    دومي على العهدِ، ما دُمنا، مُحافِظة ً،
    فالحرُّ مَنْ دانَ إنْصافاً كما دينَا
    فَما استعضْنا خَليلاً منكِ يحبسُنا
    وَلا استفدْنا حبِيباً عنكِ يثنينَا
    وَلَوْ صبَا نحوَنَا، من عُلوِ مطلعه،
    بدرُ الدُّجى لم يكنْ حاشاكِ يصبِينَا
    أبْكي وَفاءً، وَإنْ لم تَبْذُلي صِلَة ً،
    فَالطّيفُ يُقْنِعُنَا، وَالذّكرُ يَكفِينَا
    وَفي الجَوَابِ مَتَاعٌ، إنْ شَفَعتِ بهِ
    بيضَ الأيادي، التي ما زِلتِ تُولينَا
    إليكِ منّا سَلامُ اللَّهِ ما بَقِيَتْ
    صَبَابَة ٌ بِكِ نُخْفِيهَا، فَتَخْفِينَا



  3. #3
    من أهل الدار
    Jeanne d'Arc
    تاريخ التسجيل: January-2010
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 16,465 المواضيع: 8,043
    صوتيات: 10 سوالف عراقية: 0
    مقالات المدونة: 27
    شكرا عزيزتي دالين للموضوع الجميل والقصائد البليغة وشكرا للاخ مازن ايضا هذه القصيدة من اجمل ماقرات من القصائد..شكرا لكم مع خالص ودي~

  4. #4
    صديق مؤسس
    صاحبة الامتياز
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مازن مشاهدة المشاركة
    مشكورة دالين على ترجمة احد الشعراء المتمكنين في الشعر والادب اهديك قصيدة لابن زيدون من اجمل القصائد

    أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا


    أضْحَى التّنائي بَديلاً مِنْ تَدانِينَا،
    وَنَابَ عَنْ طيبِ لُقْيانَا تجافينَا
    ألاّ وَقَد حانَ صُبحُ البَينِ، صَبّحَنا
    حَيْنٌ، فَقَامَ بِنَا للحَيْنِ نَاعيِنَا
    مَنْ مبلغُ الملبسِينا، بانتزاحِهمُ،
    حُزْناً، معَ الدهرِ لا يبلى ويُبْلينَا
    غِيظَ العِدا مِنْ تَساقِينا الهوَى فدعَوْا
    بِأنْ نَغَصَّ، فَقالَ الدّهرًُ آمينَا
    فَانحَلّ ما كانَ مَعقُوداً بأَنْفُسـِنَا؛
    وَانْبَتّ ما كانَ مَوْصُولاً بأيْدِينَا
    وَقَدْ نَكُونُ، وَمَا يُخشَـى تَفَرّقُنا،
    فاليومَ نحنُ، ومَا يُرْجى تَلاقينَا
    يا ليتَ شعرِي، ولم نُعتِبْ أعاديَكم،
    هَلْ نَالَ حَظّاً منَ العُتبَى أعادينَا
    لم نعتقدْ بعـدكمْ إلاّ الوفاء لكُمْ
    رَأياً، ولَمْ نَتَقلّدْ غَيرَهُ دِينَا
    ما حقّنا أن تُقِرّوا عينَ ذي حَسَدٍ
    بِنا، ولا أن تَسُرّوا كاشِحاً فِينَا
    كُنّا نرَى اليَأسَ تُسْلِينا عَوَارِضُه،
    وَقَدْ يَئِسْنَا فَمَا لليأسِ يُغْرِينَا
    بِنْتُم وَبِنّا، فَما ابتَلّتْ جَوَانِحُنَــا
    شَوْقاً إلَيكُمْ، وَلا جَفّتْ مآقِينَا
    نَكادُ، حِينَ تُنَاجِيكُمْ ضَمائرُنــا،
    يَقضي علَينا الأسَى لَوْلا تأسّينَا
    حَالَتْ لِفقدِكُمُ أيّامُنــا، فغَدَتْ
    سُوداً، وكانتْ بكُمْ بِيضاً لَيَالِينَا
    إذْ جانِبُ العَيشِ طَلْقٌ من تألُّفِنا؛
    وَمَرْبَعُ اللّهْوِ صَافٍ مِنْ تَصَافِينَا
    وَإذْ هَصَرْنَا فُنُونَ الوَصْلِ دانية ً
    قِطَافُها، فَجَنَيْنَا مِنْهُ ما شِينَا
    ليُسقَ عَهدُكُمُ عَهدُ السّرُورِ فَما
    كنتم لأروَاحِنَ‍ا إلاّ رَياحينَ‍ا
    لا تَحْسَـبُوا نَأيَكُمْ عَنّا يغيّرُنا؛
    أنْ طالَما غَيّرَ النّأيُ المُحِبّينَا!
    وَاللهِ مَا طَلَبَتْ أهْواؤنَا بَدَلا
    مِنْكُمْ، وَلا انصرَفتْ عنكمْ أمانينَا
    يا سارِيَ البَرْقِ غادِ القصرَ وَاسقِ به
    مَن كانَ صِرْف الهَوى وَالوُدَّ يَسقينَا
    وَاسـألْ هُنالِكَ: هَلْ عَنّى تَذكُّرُنا
    إلفاً، تذكُّرُهُ أمسَى يعنّينَا؟
    وَيَا نسيمَ الصَّـبَا بلّغْ تحيّتَنَا
    مَنْ لَوْ على البُعْدِ حَيّا كان يحيِينا
    فهلْ أرى الدّهرَ يقضينا مساعفَة ً
    مِنْهُ، وإنْ لم يكُنْ غبّاً تقاضِينَا
    رَبيبُ مُلكٍ، كَأنّ اللَّهَ أنْشَأهُ
    مِسكاً، وَقَدّرَ إنشاءَ الوَرَى طِينَا
    أوْ صَاغَهُ وَرِقاً مَحْضاً، وَتَوجهُ
    مِنْ نَاصِعِ التّبرِ إبْداعاً وتَحسِينَا
    إذَا تَأوّدَ آدَتْهُ، رَفاهِيّة ً،
    تُومُ العُقُودِ، وَأدمتَهُ البُرَى لِينَا
    كانتْ لَهُ الشّمسُ ظئراً في أكِلّته،
    بَلْ ما تَجَلّى لها إلاّ أحايِينَا
    كأنّما أثبتَتْ، في صَحنِ وجنتِهِ،
    زُهْرُ الكَوَاكِبِ تَعوِيذاً وَتَزَيِينَا
    ما ضَرّ أنْ لمْ نَكُنْ أكفاءه شرَفاً،
    وَفي المَوَدّة ِ كافٍ مِنْ تَكَافِينَا؟
    يا رَوْضَة ً طالَما أجْنَتْ لَوَاحِظَنَا
    وَرْداً، جَلاهُ الصِّبا غضّاً، وَنَسْرِينَا
    ويَا حياة ً تملّيْنَا، بزهرَتِهَا،
    مُنى ً ضروبَاً، ولذّاتٍ أفانينَا
    ويَا نعِيماً خطرْنَا، مِنْ غَضارَتِهِ،
    في وَشْيِ نُعْمَى ، سحَبنا ذَيلَه حينَا
    لَسنا نُسَمّيكِ إجْلالاً وَتَكْرِمَة ً
    ؛ وَقَدْرُكِ المُعْتَلي عَنْ ذاك يُغْنِينَا
    إذا انفرَدَتِ وما شُورِكتِ في صِفَة ٍ،
    فحسبُنا الوَصْفُ إيضَاحاً وتبْيينَا
    يا جنّة َ الخلدِ أُبدِلنا، بسدرَتِها
    والكوثرِ العذبِ، زقّوماً وغسلينَا
    كأنّنَا لم نبِتْ، والوصلُ ثالثُنَا،
    وَالسّعدُ قَدْ غَضَّ من أجفانِ وَاشينَا
    إنْ كان قد عزّ في الدّنيا اللّقاءُ بكمْ
    في مَوْقِفِ الحَشرِ نَلقاكُمْ وَتَلْقُونَا
    سِرّانِ في خاطِرِ الظّلماءِ يَكتُمُنا،
    حتى يكادَ لسانُ الصّبحِ يفشينَا
    لا غَرْوَ في أنْ ذكرْنا الحزْنَ حينَ نهتْ
    عنهُ النُّهَى ، وَتركْنا الصّبْرَ ناسِينَا
    إنّا قرَأنا الأسَى ، يوْمَ النّوى ، سُورَاً
    مَكتوبَة ً، وَأخَذْنَا الصّبرَ يكفينا
    أمّا هواكِ، فلمْ نعدِلْ بمَنْهَلِهِ
    شُرْباً وَإنْ كانَ يُرْوِينَا فيُظمِينَا
    لمْ نَجْفُ أفقَ جمالٍ أنتِ كوكبُهُ
    سالِينَ عنهُ، وَلم نهجُرْهُ قالِينَا
    وَلا اخْتِياراً تَجَنّبْناهُ عَنْ كَثَبٍ،
    لكنْ عَدَتْنَا، على كُرْهٍ، عَوَادِينَا
    نأسَى عَليكِ إذا حُثّتْ، مُشَعْشَعَة ً،
    فِينا الشَّمُولُ، وغنَّانَا مُغنّينَا
    لا أكْؤسُ الرّاحِ تُبدي من شمائِلِنَا
    سِيّما ارْتياحٍ، وَلا الأوْتارُ تُلْهِينَا
    دومي على العهدِ، ما دُمنا، مُحافِظة ً،
    فالحرُّ مَنْ دانَ إنْصافاً كما دينَا
    فَما استعضْنا خَليلاً منكِ يحبسُنا
    وَلا استفدْنا حبِيباً عنكِ يثنينَا
    وَلَوْ صبَا نحوَنَا، من عُلوِ مطلعه،
    بدرُ الدُّجى لم يكنْ حاشاكِ يصبِينَا
    أبْكي وَفاءً، وَإنْ لم تَبْذُلي صِلَة ً،
    فَالطّيفُ يُقْنِعُنَا، وَالذّكرُ يَكفِينَا
    وَفي الجَوَابِ مَتَاعٌ، إنْ شَفَعتِ بهِ
    بيضَ الأيادي، التي ما زِلتِ تُولينَا
    إليكِ منّا سَلامُ اللَّهِ ما بَقِيَتْ
    صَبَابَة ٌ بِكِ نُخْفِيهَا، فَتَخْفِينَا


    جميل جداا مازن دوما مرورك مميز وغني بالمعلومات القيمة ... وهذه المرة قصيدة من اجمل قصائد ابن زيدون
    شاكرة لك هذا المرور القيم اخي العزيز

  5. #5
    صديق مؤسس
    صاحبة الامتياز
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Sally مشاهدة المشاركة
    شكرا عزيزتي دالين للموضوع الجميل والقصائد البليغة وشكرا للاخ مازن ايضا هذه القصيدة من اجمل ماقرات من القصائد..شكرا لكم مع خالص ودي~
    شكرا لحضورك النقي دوما سالي .. مرورك عطر متصفحي بشذى الورد

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال