بين فترة وأخرى تطالعنا الصحف والمواقع الإلكترونية على حالات تمثل ظاهرة لا يمكن التغاضي عنها حيث تشير الإحصاءات على انتشار السحر والشعوذة في مختلف المناطق السعودية، فمنذ عدة أيام أصدرت المحكمة الكبرى بمحافظة الطائف حكما بالقتل تعزيرا لساحر، متهم بممارسة الشعوذة، وأعمال الصرف والعطف، وإجهاض أكثر من 40 سيدة، كما قبض رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمحافظة خميس مشيط على مشعوذ بحوزته طلاسم وأعمال شعوذة وذاكرة تخزين “USB” عليها عدد من كتب تعلم وتعليم السحر، ومن قبلها أطاحت هيئة مكة المكرمة بساحر خمسيني يدعي مقدرته على تزويج العوانس عن طريق الجان كما يقول.
من المؤسف أن أغلب المترددات على المشعوذين والسحرة من واقع ما يتردد حول هذه القصص وغيرها هم من النساء، فما هو الدافع وراء لجوء النساء إلى ذلك؟
بدايةً يمكن أن نلقي نظرة حول هذا الموضوع، والذي تمت مناقشته في إحدى البرامج التلفزيونية، حيث ركزت الحلقة على الشريحة الأكثر توجها للسحرة والمشعوذين وهي شريحة النساء، بهدف المحبة أو التفريق، وذلك بحضور المشرف الميداني على وحدة مكافحة السحر بالرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ عادل المقبل، الذي وجه رسالة صريحة للزوجات بعدم اللجوء إلى السحرة بهدف إعادة زوجها أو كسب محبته، وقالـ “عليهن أن يتوجهن إلى رب العالمين، فهؤلاء لا يغنون عن الله شيئاً، وهم ضعفاء وحينما نمسك بهم يستقذرون على أنفسهم من الخوف، فنواصي العباد بيد الله سبحانه وتعالى، وليس بالذهاب إلى هؤلاء الكفرة والفجرة”.
أما الراقي الشرعي الشيخ سلطان الصالح، فلقد علق على الموضوع بقوله “هناك من المرضى من يأتي إلينا وهو متشبع أنه يعاني من مرض روحي، والسحر مرتبط بالتفريق بين الأزواج، والسحر أصبح مرتبط لدينا في الخادمات بالمنازل”ولقد طالب بأن يكون هناك كرسي في إحدى الجامعات الشامخة في السعودية، لأبحاث الرقية الشرعية.
وقد كشفت دراسة قامت بها الدكتورة إجلال إسماعيل أستاذ علم الاجتماع في إحدى الجامعات، أن كثرة تردد المرأة على المشعوذين يأتي من كونها أكثر تصديقا للشائعات فهي تصدق بسهولة أن الدجال يستطيع حل مشاكلها كما أنها تجد في السحر وسيلة وهمية لحل الأزمات التي تتعرض لها وتميل للبوح بما يؤرقها بصورة أكبر من الرجل إضافة إلى أن لديها وقت فراغ أطول من الرجل، وأضافت أن المشاكل التي تجعل المرأة تلجأ إلى السحرة كثيرة منها عدم الإنجاب والأمراض النفسية والعقلية والتقلبات المزاجية والعنوسة ومحاولة ربط الأزواج.
أما الأخصائية الاجتماعية “جيهان توفيق” فقد بررت ذلك بقولها “أن المرأة الممارسة لهذا الخطأ باعتبارها ذات سمات شخصية ضعيفة لا تقوى على إيجاد حلول واقعية مما يدفعها إلى الذهاب إلى عالم مجهول يمتاز بالخرافة ظناً منها بأنه سيحول حياتها إلى حيث تريد فتطلب منه الحلول السريعة متناسية أنها خالفت الدين والعرف لذلك يجب على المرأة التي تعاني من مشاكل أسرية أو اجتماعية أن تسلك الطرق الصحيحة لحل هذه المشكلات وأن تضع نصب عينها أن هذا العمل لا يجوز شرعاً وأنها لن تتوجه إليه ابتغاء مرضاة الله حتماً ستجد حلاً أفضل فمن ترك شيئاً لله أبدله خيراً منه، وستجد حلولًا كثيرة واقعية ونتائجها فعالة على أرض الواقع ليس كأعمال السحرة والمشعوذين والتي لا تهدف سوى إلى كسب المال”.