النتائج 1 إلى 7 من 7
الموضوع:

الزعيم الصغير

الزوار من محركات البحث: 11 المشاهدات : 259 الردود: 6
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    مراقبة
    سيدة صغيرة الحجم
    تاريخ التسجيل: September-2016
    الدولة: Qatif ، Al-Awamiya
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 23,007 المواضيع: 8,239
    صوتيات: 139 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 28262
    مزاجي: متفائلة
    المهنة: بيع كتب
    أكلتي المفضلة: بحاري دجاج ،، صالونة سمك
    موبايلي: Galaxy Note 20. 5G
    آخر نشاط: منذ دقيقة واحدة
    مقالات المدونة: 1

    22 الزعيم الصغير

    الزعيم الصغير
    قصة قصيرة

    من جماليات الطفولة حبّ التقليد، وأحيانًا يكون هناك من يبدع في تقليد الكبار بمهارة فائقة.

    كانوا صغار السن، أو هكذا بدا لي، حيث كنت صغيرًا مثلهم، ولكنّي - لسبب أجهله - كنت أراقبهم والحسرة تعتصرني، كان الزمان في بدايات الستينيات من القرن العشرين.

    كان الأطفال في أيام العطل الدراسية، يصعدون على سور المدرسة الحجري، يلمحون رجال الشرطة الذين لا يتجاوزن عشرة أشخاص في طابورهم الصباحي بزيّهم العسكري. كان منظر انتظامهم جميلًا ومهيبًا، لم يألفه الأطفال، تدريبات الجنود ببزاتهم العسكرية وبنادقهم المحمولة على الأكتاف يثير في نفوسهم الفخر الإعجاب.


    أما الذي كان يقوم بقيادتهم وتدريبهم، فرجل حنطي اللون، يأمرهم بطريقة غير معتادة، وبلهجة تختلف عن لهجة المنطقة، ولكنها مفهومة على كلّ حال.
    كانوا يراقبون تلك …
    قد يصل العدد أحيانًا إلى الستين طفلًا أو شابًا صغيرًا، وبعد أن يزداد اللعب حماسًا، يُهيأ للأطفال وكأنّ الأمر تحول من مجرد لعبة إلى فعل حقيقي، بل قد ينتج عن بعض العراك بينهم إصابات دموية. يزداد المشاركون شجاعة، فلا مجال للضحك أو السخرية أو الثرثرة.

    انضم إلى جوقة الموسيقى التنكية في المقدّمة، مكي، صاحب المزمار الكبير، وزكريا بصحنيه المعدنيين الكبيرين، لتكتمل الجوقة الموسيقية.
    "اِمشِ بثبات، هيّا"، صاح الزعيم الصغير في منتظمي الطابور الذي اتسعت حلقته.


    اعدل نفسك أيّها الجندي، اضبط تليلك. هيّا امشِ في طابور معتدل، ارفع رأسك عاليًا، لا تشغلك جموع الناس من تأدية واجبك، هيّا، حرّك قدمك اليمنى أولًا واليسرى بعدها، هيّا، اِمشِ بانضباط!

    ازداد العدد، وقف المتفرجون والمتفرجات على طول الخط، غالبيتهم من الكبار والعجائز، مندهشين لهذه اللعبة التي أصبحت بفعل الحماس، والتشجيع تتحول إلى ما يشبه الجدّ.
    يصيح الزعيم الصغير، عندما يصل التشجيع إلى منتهاه بالقول: اعدل نفسك، حدّد هدفك، اضرب بحذائك الأرض، اجعلها قوية.
    صاح بأعلى صوته آمرًا: كلّ من ليس له حذاء يخرج من الطابور!
    (قال الزعيم) وهو متجهّم الوجه: طربق، طربق، طربق طربق، اضرب الصفائح بقوة أكثر أيّها الشجاع! صوّب تليلك، هيّا، هيئ بندقيتك، صوّبها إلى هدفك.

    هل أمامك عدو؟ أم أخ؟ أم صديق؟ اعرف عدوك!


    لماذا يدك لا تعمل أيها الخامل الكسول؟
    لماذا لا تجعل يدك اليسرى مضمومة؟ هل أصيبت بحجر؟ أصبروا أيها الأبطال الصغار، هيا تحركوا بانتظام، بانتظام أكثر!

    يتوجه إلى صبي أصغر منه، قائلًا بصوت قوي: ألم تسمع الفرقة الموسيقية، ألا تعرف ما هي الموسيقى؟ تبًّا لكم أيها الصغار، الذي لا يجيد حمل التليل أو من أصابه التعب فالأفضل له أن يخرج من حلبة الطابور.

    صاحت بعض النسوة: حرام عليكم أن تحرموا أولادنا من أداء هذا الواجب، إنهم يتدربون للدفاع عن أعراضنا، ويدافعون عن بيوتنا من الحرانية، فيصيح بعض الأطفال، نحن مجرد نلعب يا خالة، نحن نتسلّى يقول طفل آخر من الأطفال المنفعلين: لا هذه ليست لعبة، إننا جادّون، نحن نتدرب على حماية أهلنا من اللصوص والحرامية! وخصوصًا سراق الدجاج والحمام،
    صاحت إحدى الأمهات: ولكنها لعبة شرف، لا تهتمي يا أختاه، سنضيف الأطفال الضعفاء إلى فرقة الأشبال يا أختي، أو يا أمي أو يا عمتي أما الذين لا يملكون حذاء، ويملكون تليلًا فنضمهم إلى فرقة الجيش الحافي.

    لم يلتفت الزعيم الصغير كثيرًا إلى ثرثرة العجائز، هيا تحرك، ركز على هدفك، هيا تحرك، صوِّب تليلك، تجرأت امرأة لم يعجبها كلمة التليل، صارخة: هذا ليس تليلًا يا ولدي. قالت أخرى لها: سلامة نظرك، تحتاجين إلى كشمة (نظارة) لم نشغل الزعيم الصغير بثرثرة بعض المتواجدات بل تابع التدريب: جرّب أسرع، في طابور واحد، أسرع نحو الهدف جرّب تصوب، اجعل نظرك باتجاه الهدف، الكلّ يجب أن يعرف الهدف! تقدموا، هيا تقدموا بسرعة أكثر، لا تنظروا أيها الفتية إلى البنات، فقط اسمعوا تشجيعهن
    لا تشغلكم ضحكاتهن ولا تعليقاتهن، أيها الأولاد الأقوياء البنات يحببن الأولاد الشجعان، أمامك عدو، صوِّب، هل عرفت العدو؟ هو يلبس مثل لباسك، ولكنه يسرق منزلك لا يمكن أن يكون أخاك، ولا أباك، ولكن كل الأشرار أعداؤك!

    كل العصابات أعداؤك، حتى الحرامية هم أعداؤك، هل أبوك عدو أيها الأحمق الفاسق؟ صوِّب باتجاه عدوك

    هل جارك عدوك أيها الخنزير؟ لا تقتل حمارك أيها الوغد، لا تحرقوا نخلًا، ولا تقتلوا طفلًا، ولا تسبّوا امرأة، لا تقتلوا عجوزًا ولا شيخًا!

    الفرقة الموسيقية، ترن ترن ترن ترن طربق طربق طربق.

    هل هناك أي منكم لا يحب هذا الطابور؟ إلى الأمام سر، وإلى اليسار در، ارفع رأسك، أعرف أنكم عطاشى، بل فيكم من يحتاج إلى التوقف أو أنا أتوَهَّم؟

    • من يريد أن يتوقف، ومن لا يريد سماع نشيد طابور الكرامة؟

    • هل تعرفون معنى الكرامة؟


    إذن لا أحد يريد أن يتوقف، ولا أحد يريد أن يجيب عن الأسئلة! ولا أحد يريد أن يعرف إلى أين نحن سائرون
    تمتم تمتم تمتم تمتم.

    اهجموا على الغبار، لا تتوقفوا، إن مشيتم إلى النهاية ستصلون بحول الله إلى قرص الشمس الأحمر!

    ستأتي فرقة أخرى، أصحاب الأقدام الحافية، اعرفوهم من مشيتهم في طريق الغبار ومن نشيدهم القوي.

    فريق الحافي قادمون، ارفعوا سلاحكم، شجعوا أبناءكم، أما أنتم الأكثر تنظيمًا، ولكن الأقل شجاعة، لأن آباءكم يملكون من المال الكثير، حيث اشتروا لكم أحذية.

    أرجو ألا يصيبكم الغرور، فالغرور يجلب الهزيمة،
    فشعاركم الذي يليق بكم، حبكم لأهلكم، حبكم لوطنكم، حبكم لأنفسكم حبكم لكباركم وصغاركم.

    صاحت امرأة كبيرة من الحضور قائلة: قل يا ولدي حبوا مرضاكم، واعطفوا على الأيتام. فقال الزعيم: أخفضوا سلاحكم، نزلوا تلالكم، حبوا مرضاكم، اعطفوا على أيتامكم، حبوا وطنكم، حبوا وطنكم.

    طاق طاق، طاقية، يا نخلة الماجية.. رين، رين يا جارس، حول وأركب على الفرس.

    قبل أن ينتهي العرض، أخذ بعض الكبار الحماس الذي اشتدّت حدته، وأصبح العرق يتصبب من أجسادهم، فانخرطوا في اللعبة يقودهم ذلك الزعيم الصغير.

    فقالت امرأة: الشجاعة ليست بالسن إنما بقوة الشكيمة.


    انتهى العرض لهذا اليوم، احفظوا تلالكم، وأحذيتكم، لطابور يوم غد، قالها الزعيم الصغير بكل عزة وفخر.

    أما النسوة الكبار والعجائز، فعبرن عن سعادتهن: إنه يوم جميل، هذا الزعيم كأنه عنتر ابن شداد، قالت أخرى: هذا الزعيم الصغير هو ابني، تمنيته عندما يكبر أن يكون ضابطًا يخدم الوطن

  2. #2
    مراقبة
    تاريخ التسجيل: October-2016
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 39,289 المواضيع: 6,456
    صوتيات: 10 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 37446
    آخر نشاط: منذ دقيقة واحدة
    شكراً حبيبتي

  3. #3
    مراقبة
    سيدة صغيرة الحجم
    نورتِ بحضورك الرائع

  4. #4
    صديق فعال
    تاريخ التسجيل: March-2024
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 884 المواضيع: 22
    التقييم: 2101
    آخر نشاط: منذ يوم مضى
    تمنيته لو اتمنى
    تمنيته شيئ ماضي وهو صغير.... هه قصه حلوه...
    عاشت ايدك....

  5. #5
    مراقبة
    سيدة صغيرة الحجم
    نورتِ بحضورك الرائع

  6. #6
    مشرفة منتدى التصميم
    ⊱زنــوشــه⊰
    تاريخ التسجيل: October-2022
    الدولة: العراق - ديوانيه
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 4,280 المواضيع: 226
    صوتيات: 7 سوالف عراقية: 59
    التقييم: 12359
    مزاجي: متقلب
    المهنة: طالبه✨Accounting✨
    أكلتي المفضلة: pizza. Hamburger
    مقالات المدونة: 8
    قصه حلوه عاشت ايدك

  7. #7
    مراقبة
    سيدة صغيرة الحجم
    نورتِ بحضورك الرائع

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال