من غريب قضاء الخليفة علي بن أبي طالب عليه السلام!
تطورت العلوم كثيرًا في هذه الآونة بحيث إن قضايا بالغة التعقيد يمكن حلها بسهولة جدًا بواسطة اختبار DNA وتكون نسبة الخطأ فيها تساوي الصفر تقريبًا. كما أثبتت التجارب العلمية حقائق لا يمكن نفيها تستخدم في حل كثير من المشاكل والدعاوى بين الناس.
منذ سنوات الطفولة قرأت حادثة عن نوادر قضاء الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام وكنت أتساءل هل يمكن التحقق منها بواسطة العلم الحديث؟ الحكاية مختصرة أنه كان لرجل على عهد علي عليه السلام جاريتان فولدتَا الاثنتان في ليلةٍ واحدة. ولدت إحداهما ابنا والأخرى بنتا، فعمدت صاحبة البنت فوضعت بنتها في المهد الذي فيه الابن وأخذت الابن، فقالت صاحبة البنت: الابن ابني، وقالت صاحبة الابن: الابن ابني فتحاكما إلى علي عليه السلام، فأمر أن يوزن لبنهما، وقال: أيتهما كانت أثقل لبنًا فالابن لها.
نشر موقع العربية بتاريح 17 فبراير 2014م ترجمة بحث علمي بعنوان: "تركيبة حليب الأم تتغير وفقًا لجنس المولود"، يستطيع القراء الكرام أن يجدوه في الشبكة العنكبوتية، أنقل منه التالي مباشرة:
"أثبتت دراسة حديثة أن تركيبة حليب الأم تختلف باختلاف جنس المولود بين الذكر والأنثى، حيث تبين أن الذكر يحتاج إلى حليب أغنى بالدهون والبروتينات، أما الأنثى فتَحتاج إلى كمية أكبر من الكالسيوم.
وأوضحت كايتي هايند عالمة الأحياء في جامعة هارفارد أن "الأمهات ينتجن وصفات بيولوجية مختلفة طبقًا لجنس الرضيع؛ أي بحسب إن كان ذكرًا أو أنثى".
وأظهرت دراسات أُجريت على بشر وقرود وثدييات أخرى، تنوعًا في محتوى الحليب والكمية المنتجة، فيحصل الصبيان على حليب أغنى بالدهون والبروتينات والطاقة، في حين تحصل الفتيات على كميات أكبر من الحليب.
ووفقًا لهايند؛ فقد طُرحت فرضيات عدّة لتفسير هذه الظاهرة، فلدَى القردة مثلًا، تميل الأم إلى إنتاج كمية أكبر من الكالسيوم في حليبها إذا وضعت أنثى، لأن "هذا يسمح للأمهات بإعطاء البنات مزيدًا من الحليب ما يتيح تسريع نموها لتبدأ الإنجاب في سن مبكرة".
أما القرود الذكور، فلا تحتاج إلى بلوغ النضج الجنسي بهذه السرعة مثل الإناث؛ إذ إن الحدود الوحيدة الموضوعة حول تواتر تكاثرها رهن بعدد الإناث التي يمكنها جذبها، ولكن لا يُعرف بعد لماذا لدى البشر تنتج الأمهات حليبًا مختلفًا لأطفالهن وفقًا لجنسهم، فثمة مؤشرات تظهر أن كل شيء مبرمج قبل ولادة الجنين.
وبيّنت دراسة لهايند أن جنس الجنين يؤثر في إنتاج حليب الأبقار بعد فصلها عن العجول غالبية الأحيان بعد ساعات قليلة من وضعها. وأظهر البحث الذي شمل 1,49 مليون بقرة أنه خلال دورتي دَرّ من 305 أيام أنتجت الأبقار 445 كيلوغرامًا إضافيًا من الحليب عندما كانت تضع إناثًا.
ولم يسجل الباحثون فروقًا في محتوى البروتين والدهون في الحليب المنتج إذا وضعت البقرة أنثى أو ذكرًا.
وقد يساعد فهم الفروق بين حليب الأم البشري وتأثيره في نمو الطفل في تحسين حليب البودرة للأطفال الموجه إلى الأمهات العاجزات عن الإرضاع.
إذن كان من الواضح عنده أن اختلاف محتويات وعناصر تكوين حليب الأمّ التي تلد ابنًا عن التي تلد بنتا تغير الكثافة والوزن فقام بوزن كميتين متساويتين من الحليب وعرف من هي أم الولد ومن هي أمّ البنت!