نَحِيْبُ الْإِوَزِّ

نَحِيْبُ الْإِوَزِّ
تَصِيْحُ الْإوَزُّ بِوَجْهِ الْإِمَامِ
وَتَخْشَىْ عَلَيْهِ بِمَسْكِ الْحِزَامِ
وَصَدَّتْ بِمَا كَانَ مِنْهَا بِبَابٍ
لِعِلْمٍ وَعَتْهُ لِفَعْلِ الْلِئَامِ
بِنِطْقٍ لِمَا صَارَ مِنْهَا بِصَوْلٍ
غَدَتْهُ حَقِيْقًا بِكَشْفِ الْلِثَامِ
وَرَفَّتْ عَلَيْهِ بِصَفْقِ جَنَاحٍ
لِمَا بَانَ مِنْهُ بِسَوْقِ الْكَلَامِ
فَهَذَا الْمَلَاكُ نَعَاهُ بِعَالٍ

وَهَدَّ مَنَارًا بِرُكْنِ الْمَقَامِ
تَنُوْءُ بِحِمْلٍ بِمَا قَدْ جَلَتْهُ
وَتَحْمِيْ عَلَيْهِ بِكَيْلِ الرُّغَامِ
فَفِيْ أَرْضِ كُوْفَانِ صَارَ عَوِيْلًا
وَجِبْريْلُ نَادَىْ بِصَوْلِ الْحِمَامِ
لَقَدْ صَابَ فِيْهِ بِسَيْفِ شَقِيٍّ
وَحَلَّتْ نُحُوْسٌ لِفَقْدِ الزِّمَامِ
فَيَا سَائِرًا فِيْ دُرُوْبِ الْغَرِيِّ
فَعَرِّجْ لِصَوْبٍ لِوَادِيْ السَّلَامِ
فَلَا غَابَ فِيهِ الضِّيَاءُ الرَّشِيدُ
وَلَا نَالَ مِنْهُ بِوَقْعِ الْحُسَامِ

فَإِنْ صَابَ مِنْهُ بِطَبْرٍ وَعَاهُ
فَقَدْ حَازَ مِنْهُ لِجَمْعِ الظَّلَامِ
سَيَبْقَىْ عَلِيٌّ شُعَاعَ الزَّمَانِ
وَيَمْضِيْ جَلِيًّا بِزَيْلِ السِّقَامِ