الثوابت المتغيِّرة
كلُّ شيء في هذه الحياة قابل للتغيير إلا المبادئ فهي ثابتة؛ أما الآن فحتى بعض المبادئ لم تعد ثوابت عند البعض من الناس.
كثيرٌ من المبادئ التى كانت من المسلّمات عند البعض أصبحت بتغيّر الظروف متغيّرة.
ونتيجة طبيعية لتغيّر المبادئ تتغير آليات التفكير وأولوياته؛ وبالتالي يغربل الإنسان حياته تبعًا لتلك المتغيرات.
وعليه؛ فأعداء اليوم قد يكونون أصدقاء الغد، وأولويات اليوم قد تكون قشريات الغد، وأسس التربية الفاضلة اليوم قد تكون لمسات المستقبل البسيطة، وعاداتك وتقاليدك التي آمنت بها قد تكون مجرد ذكريات للتسلية لا أكثر، وهكذا.
إذن؛ فأحبابك وأعداؤك وأصدقاؤك متغيّرون، واهتماماتك وأولوياتك ووجهات نظرك وأسس التربية لديك وقناعاتك متغيّرة كذلك.
وخلاصة القول؛ هناك مبادئ ثابتة كالخطوط الحمراء لا ينبغي المساس بها أبدًا، ومبادئ أخرى يمكن تغييرها ما دامت لا تمس الدين والأدب.
وأكثر الناس يتغير لديهم النوع الثاني نتيجة تجارب مروا بها أو ظروف أو معارف.
وعليه؛ لا تكن حادًا في حكمك على مبادئ الآخرين أو أشخاصهم والتمس لهم الأعذار وحاول أن تتفهم الاختلاف البيئي والثقافي بين الناس؛ لأن الواقع وضع الكثير من المنتقدين مواضع من انتقدوهم وما زالت صحفهم القديمة ورؤاهم القاسية تدق ناقوس الحرج عليهم.
لا تضع نفسك في حرج مستقبلي، ودع أحكامك ورؤاك متوازنة؛ وبمعنى آخر لا تكن حادًا مع الناس ولا مع قيمهم وعاداتهم وأولوياتهم؛ فما يدريك ما تكون أنت في المستقبل؟!.
وختامًا أقدم تحية إجلال وإكبار للذين ثبتوا على مبادئهم الصحيحة وقناعاتهم ورؤاهم الجميلة وعلاقاتهم الإنسانية بالناس المتوافقة مع الدين والأدب والأخلاق الكريمة، كما أقف وقفة إجلال واحترام لمن كانت لديهم الشجاعة الكافية لتبديل قناعاتهم ورؤاهم ووجهات نظرهم الرمادية والتي كانت لديهم ثوابت إلى قناعات ورؤى متوافقة مع شريعة السماء وأخلاق القرآن وسنن محمد وآل محمد.