بعد فِراقنا..! قامت بمُراسلتي لتسأل عن أحوالي؟!
كيفَ حالك؟! هل لازلت شرهًا بالتدخين؟!
وهل تُعانق الليل وكأنه صديقٌ قديم
وتظلُّ سهرانًا؟!!
هل لازلت ذلك الرجل العصبي القاسي
الثائر دومًا؟! وكيفَ يمر يومك ألا تشتاقُ لي؟!
اجبتُها :
قللتُ التدخين ولم أعد ذلك الشره،
وكما ماتَ شغفي بكِ ماتَ شغفي بالسيجارة،
أمّا عن السهر، صرتُ انام مُبكراً خوفاً على
أسفل عيني لكي لا يحتلها السواد،
وعن برودي الآن أنا عبارة عن كتلة من الثلج،
برودٌ أقرب لبرود الجثث، أمّا عن يومي يزداد
جمالاً لأنه يخلو منكِ..!
أعلم جيّداً أن في رأسكِ تساؤلات كثيرة،
أبرزها كيفية نسياني، لكن يا حلوتي لن تُفارقكِ،
لعنتي، فلم يُغادرني أحد من قبل إلّا وهو
يحمل همّاً لمُفارقتي، أنا ذلك المرض الّذي
لا علاج له..!
ومحاولاتكِ للنسيان ستفشل حتماً،
فلن تجدي مَأْوى لكِ مثلي، تحملت نرجسيتكِ،
أنانيتكِ، بلادتكِ، برودكِ، جنونكِ، واجزم أنكِ
لن تجدي رجلاً يحتويكِ ويحاول أسعادكِ مثلي،
لن أدعو لكِ بشيء..!
سوى أن يعينكِ الله لإيجاد طريقةٍ لنسياني.
منقول والعباس