ليلةُ الطَّبرةِ فالكونُ ظلامُ
وهتافُ العرشِ : مهلاً يا إمامُ
أيُّ خطْبٍ ؟! فالإوزَّاتُ بكَتْ
ودموعُ البابِ نثرٌ وانتظامُ
عندَما شدَّ حيازيمَ الرَّدى
فُلَّ عنْ ظَهْرِ الوجوداتِ الحزامُ
في خُطَى المولى إلى مسجِدِهِ
نَبضَاتُ الأرضِ خوفٌ واغتِمامُ
قامَ حاميْ الدِّينِ في مِحْرابهِ
فغدا يُعْوِلُ دينٌ وقِيامُ
ما لَهَا زينبُ في حُجْرَتِها ؟!
فزعتْ والقلبُ أَورَاهُ ضَرامُ
سَمعتْ جبريلَ يدعو ناعياً :
"قُتلَ المَولى عليٌّ يا أنامُ"
"إنَّ أركانَ الهُدَى قد هُدمتْ
وعُرى الإسلامِ أرخاها انفصامُ"
وقفتْ بالبابِ إذْ بالمرتضى
عادَ محمولاً ، بهِ طافَ الحِمامُ
غائرَ العينينِ يبدو حاسراً
ظهرُهُ كالقَوسِ أحناهُ انهدامُ
يا أبا الغوثِ أغِثني ، صَرختْ
إنْ أمُتْ ممَّا أراهُ هل أُلامُ ؟!
يا حُسامَ اللهِ يا حيدرَةٌ
كيفَ يا كرَّارُ أرداكَ الحُسامُ ؟!
يا مَنَاخَ العزِّ يا بابَ النَّدى
يا كريماً بعدَهُ ضاعَ الكرامُ
قالَ : يا زينبُ جُرْحي واحدٌ
كيفَ لو في كربلا رُضَّتْ عِظامُ
سترينَ السبطَ مُلْقىً عارياً
وتغطِّيهِ حِجارٌ وسهامُ…
علي عسيلي العاملي