جرح الأمير-ع----------------
صوتٌ بأرجاءِ السَّمَـا رُدِّدَا
قَد هُدِّمَتْ أركانُ بَيتِ الهُدَىٰ
لَم يَأتِ للـدُّنـيَـا كـأمـثَـالِـهِ
بَل كعبَةُ اللّٰهِ غَدَتْ مَولِدَا
وَ اقرأ بِغَارِ المُصطَفَىٰ حِينَما
قَد قالَها جِبريلُ مَن أيَّدَا
فيمَن تَآخَىٰ أحمدٌ حِينَ إِذْ
آخَىٰ وَ مَن في دينِهِ عاهَدَا
وَ النُّورُ يَومَ النُّورِ مَن زُوِّجَتْ
مِن صَحبِهِ وَ رَهطِهِ سُيِّدَا
رَيحانَتَيْ طَٰهَ وَ سِبطَيهِ مَن
كان المُرَبِّي أكرِمِ الوَالِدا
فيمَن أتَتْ وَلِيُّكُم إِنَّمَا
في رَاكعٍ زَكَّى وَ مَدَّ اليَدَا
لِلَّٰهِ فيمَن يَشتَري نَفسَهُ
مَن سَيفُهُ للدِّينِ قَد شَيَّدَا
مَن كَفُّهُ قَد صافَحَتْ سَمْكَهَا
في بَدرِهِم كَم قارَعَتْ مِن عِدَا
وَ اسأَلْ بتَاريخٍ فَمَنْ ذَا بَقِيْ
في أُحدِهَا عَن أحمَدَ الذَّائِدَا
مَن أركَسَ الكُفَّارَ في جُحرِهِم
مَن ألبَسَ الأحزابَ ثَوبَ الرَّدَىٰ
وَ المَوتُ كالسَّيفِ بأطرافِهِ
في الخَندَقِ ابنَ وُدِّهِم قَلَّدَا
مِن صَوتِهِ تَهتَزُّ أركانُها
في خَيبَرٍ كَم مَرحَبَـاً هَدَّدَا
في كُلِّ حَربٍ مَن لَهُ صَولَةٌ
مَن جَندَلَ الأبطالَ مَن شَرَّدَا
هذا عَليٌّ وَالِدُ المُجتَبَىٰ
لَم يُحصِ أفضالَهُ مَن عَدَّدَا
هَذا الذي في الكَونِ بُرهانُهُ
مَن حازَ رَدَّ الشَّمسِ إذ خُلِّدَا
مِن صِيتِهِ عِفريتُها خَائِفٌ
مَن حارَبَ الجِنَّ وَ مَن شاهَدَا
يا حَسرَةً بالسَّيفِ أشقَىٰ الوَرَىٰ
أردَاهُ في مِحرابِهِ سَاجِدَا
غَدرُ البِـلَا قَد نَالَ مِن رَأسِهِ
وَ السَّيفُ مَسمُومٌ بِحَدِّ المُدَىٰ
صاحَ الحُسَينُ بِالبُكا عَبرَةً
يا زَينَبٌ قَد جَفَّ بَحرُ النَّدَىٰ
أُختَاهُ غابَ المُرتَضَىٰ فَاندُبي
وَ لْتَلْبَسِي ثَوبَ الأَسَىٰ سَرمَدَا
محمد هاشم الناصري