كيف تفرض شخصيتك
تعريف الشخصية
يمكن تعريف الشخصية على أنّها مجموعةٌ من الصفات الفردية التي تميّز الشخص عن غيره من الناس، وتتضمن هذه الصفات طريقة التفكير، والمشاعر، والسلوك، حيث تتجمع هذه الأمور معاً لتُشكل الطريقة التي يستجيب بها الفرد اتجاه المواقف التي يواجهها، ومن الأمثلة على الصفات الشخصيّة الصدق، والمزاجيّة، والاجتماعية، والاندفاعية. وهنالك الكثير من النظريات العلميّة التي تُفسّر كيفية تطور الشخصية، ولماذا يمتلك بعض الأشخاص صفاتٍ معينةٍ دون غيرها، بعضُ هذه النظريات مبنيةٌ على الاعتقاد بأنّ الشخصية تتكون نتيجةً للعوامل البيئية، أو البيولوجية، وبمجرد ما أن تتشكل الشخصية تبقى صفاتها وطبائعها المميزة لها ثابتة بمرور الزمن.
كيف تفرض شخصيتك وتقوّيها
وضع الحدود
في بعض الأحيان قد يتعامل بعض الناس مع الشخص الذي يوافقهم على أي شيء باستغلاله، وتجاوز الحدود في التعامل معه، وانتهاز الفرصة للاستفادة منه قدر الإمكان، ولمنع الآخرين من التصرف بهذه الطريقة يجب على ذلك الشخص أن يضع حدوداً واضحةً وقابلةً للتنفيذ لتحديد طريقة التعامل معه، كما يجب أن يمتلك القدرة على الرفض وعلى قول كلمة لا لهم إذا كان ما يطلبوه منه فوق طاقته وقدراته، وأن لا يضغط على نفسه ليُنفذ طلباتهم.
احترام الذات
إنّ احترام الشخص لذاته وتقبّلها كما هي يفرض على الناس احترامه وتقديره، فلكل إنسانٍ صفاته الخاصة به والتي تميزه عن غيره، ولا وجود للإنسان المثالي في هذه الحياة، وبالتالي عندما يتقبّل الشخص لنفسه بعيوبها وحسناتها سيفرض ذلك على الآخرين. وتقدير الإنسان لذاته يتم عن طريق التركيز على الصفات الإيجابية التي يمتلكها، ونقاط القوة لديه، والعمل على استغلالها وتنميتها، كما يجب عليه تجنب الصفات السلبيّة التي تُسبب لديه الشعور بالنقص مما يؤثّر على ثقته بنفسه، وعدم السماح لأحدٍ بأن يحبطه.[٢]
التمتع بالحزم والإصرار
والمقصود هنا بالحزم هي أن يمتلك الشخص القدرة على التعبير عن آرائه وافكاره بجرأةٍ، والدفاع عن احتياجاته بلباقةٍ دون اللجوء إلى العدوانية، ويمكن اعتبار الحزم نقيضاً للخجل والاستسلام. ومن الأمثلة على الحزم طلب الأشياء التي تخصه من الآخرين، والقدرة على التعامل مع المشاكل التي يواجهها الشخص، بالإضافة إلى القدرة على بدء وإنهاء المحادثات مع الآخرين بثقةٍ، وعدم الانصياع للغير بدون تفكير.
الشجاعة
لا يجب السماح للخوف بأن يسيطر على الشخص ويشكّل حياته؛ فالخوف من التغيير أو القيام بشيءٍ ما لا يمكن تجاوزه إلا عن طريق الشجاعة والقدرة على مواجهة العقبات والتحديات التي قد يتعرض لها الشخص في حياته، بالإضافة إلى التعليم المستمر والتطوير من النفس.
لغة الجسد
يجب الانتباه والاهتمام للحركات والإشارات التي تصدر عن الشخص عند التعامل مع الآخرين، ولغة الجسد لها أهميةٌ كبيرة في التأثير على الناس؛ فهم يحكمون من خلالها على الشخص، وهي تشمل العديد من الحركات مثل طريقة المشي والوقوف، أو طريقة الجلوس، أو حركة اليدين أثناء الحديث، والنظر مباشرة في عيني الشخص المقابل عند التحدث معه.
امتلاك الرأي الخاص
من صفات الشخصية القوية هي امتلاك الشخص لآرائه الخاصة، وقناعاته، ومبادئه والدفاع عنها، والشجاعة في التعبير عن رأيه، واتخاذ القرارات، ولكن هذا لا يعني التعصب وعدم السماح للآخرين بمناقشته، وتبادل الآراء معه، وتقبله للاختلاف في طريقة التفكير.
الاعتراف بالأخطاء
اعتراف الشخص بأخطائه وتحمل مسؤوليتها لا يعني ضعف شخصيته، بل دليلٌ على قوة شخصيته، وشجاعته في مواجهتها، والتعلم منها ليتجنب تكرارها في المستقبل.
الاستماع الجيد
الاستماع والإنصات جيداً لما يقوله الآخرون أمرٌ مهمٌ للغاية؛ فهو يساعد الشخص على استيعاب الموقف والحكم عليه بشكلٍ أفضل، كما أنّ الاستماع يتيح للشخص التفكير جيداً بما يجب قوله، مما يمنعه من التفوّه بكلماتٍ ليس لها داعٍ أو قد تُسبب الإحراج له.
إتقان أسلوب الحوار
على الشخص تعلم أساليب الحوار، وكيفية إيصال المعلومة بصورةٍ صحيحةٍ للآخرين لكي لا يتم فهمه بشكلٍ خاطئٍ، وعدم فرض رأيه عليهم بالقوة، والابتعاد تماماً عن الغضب أثناء الحوار، أو استخدام الصوت المرتفع؛ فهو دليلٌ على ضعف الشخصية.
الصدق
يُعتبر الصدق من أهم صفات الشخصية القوية؛ فالتزام الشخص بالصدق في أفعاله وأقواله يمنحه ثقة الآخرين المطلقة، وترفع من شأنه أمامهم، بينما يعمل الكذب على تشويه صورته، وفقدان ثقة الناس به، لذلك على الشخص تحرّي الصدق والصراحة عند التعامل مع الناس، لكي يحوز على ثقتهم واحترامهم.
نصائح للحصول على شخصيةٍ قوية
جميع الناس يرغبون بالتمتع بشخصيةٍ قوية، لذا نذكر هنا بعض النصائح لتحقيق ذلك:
- العلم والمعرفة من أهم أسباب قوة الشخصية، وبالتالي يجب على الشخص الحرص على تعلّم أشياء جديدة باستمرارٍ، فكلما ازدادت معرفة الشخص وعلمه زاد اهتمام الناس به وتأثيره عليهم.
- التفكير بشكلٍ إيجابي باستمرارٍ، والابتعاد عن الأفكار السلبية التي تُسبب الإحباط.
- الإيفاء بالوعود التي يعطيها الشخص لغيره والمحافظة عليها، وعدم التهرب من تنفيذها.
- محاولة السيطرة على المشاعر خاصةً أمام الأشخاص غير المقربين، أو زملاء العمل، وتجنب ردود الأفعال المبالغ بها.
- تقبل ملاحظات الغير، فلا ضرر من استقبال ملاحظات الغير ونقدهم برحابة صدرٍ، خاصةً إذا صدرت من أشخاصٍ مقربين، وكان النقد بنّاءً وليس القصد منه السخرية أو الحقد.
- الاهتمام بالمظهر الخارجي، والمحافظة على الأناقة بارتداء الملابس التي تناسب الشخص والمكان، فالمظهر الخارجي له دورٌ كبير في تعزيز ثقة الشخص بنفسه، كما أنّ الانطباع الأول يعتمد عليه بشكلٍ رئيسي.
- عدم حصر الشخص نفسه مع مجموعةٍ محددةٍ من الأصدقاء والمعارف، والحرص دائماً على التعرف على أشخاصٍ جدد من بيئاتٍ وثقافاتٍ مختلفة؛ مما يعمل على توسيع مدارك الشخص، وتعزيز خبراته الشخصية، وتعلم تجارب جديدة.
- وضع أهدافٍ يسعى الشخص لتحقيقها في حياته، ويتفانى من أجلها بغضّ النظر عن التحديات التي يواجهها، فتحديد الأهداف خطوةٌ مهمةٌ لبناء شخصيةٍ قويةٍ وناجحة.
- الابتعاد عن لغو الكلام؛ فالأحاديث والنقاشات التافهة تُعتبر مضيعةً للوقت والطاقة، لذا من الأفضل تجنب الخوض في مثل هذه الأحاديث التي لا فائدة منها، ( قدر الإمكان)