كيف أحافظ على شخصيتي
الشخصية
تعرف الشخصية بأنها مجموعة من الصفات والمشاعر والأفعال التي تشكل وتحدد طبيعة فرد من الأفراد، وهي صفة وعنصر رئيسي في الإنسان يخلق معه ويكتسبه وراثياً ويعدله ويطوره ويحسن منه من خلال تجارب حياته المختلفة، وتنقسم الشخصية إلى أقسام كثيرة بحسب الصفة، فمن حيث الخير والشر هناك الشخصية الجيدة والشخصية السيئة، ومن حيث القوة والضعف يوجد الشخصية القوية والشخصية الضعيفة وهكذا، كما وتعرف بأنها التصرف على نسق ونمط واحد وفقاً لمعتقدات الفرد وتصرفاته.
المحافظة على الشخصية
يمكن المحافظة على الشخصية والتحسين منها عن طريق العديد من الأشياء التي يمكن تطويرها في النفس، ومنها
عدم محاولة إرضاء الآخرين
إن فعل الأشياء التي يريد الناس من الشخص أن يفعلها ويتوقعونها منه وإهمال الأشياء التي يريد هو شخصياً أن يفعلها ويرغب في تحقيقها قد يؤثر سلباً على شخصيته، فلا يعود باستطاعته المحافظة على شخصيته الحقيقية، ولهذا تحديداً فإنه من الخطأ محاولة إرضاء الآخرين باستمرار وتحقيق رغباتهم وحسب، فمع أن إرضاء الناس شيء جميل ومطلوب إلا أنه يكون بقدر معين، وعلى الشخص أن يعرف متى يضع حدوداً ويتوقّف عندها فلا يظلم نفسه من أجل شخص آخر، بل عليه أن يفعل الاشياء التي ترضي نفسه هو في المقام الأول، بالإضافة إلى هذا فإنه يجب على الإنسان ألا يقلق حول صورته في أذهان الآخرين وفكرتهم عنه.
اكتشاف النفس
يجب على الإنسان أن يحاول باستمرار اكتشاف نفسه ومعرفة خباياها لكي يعرف الأشياء التي يريدها والتي لا يريدها من الحياة، ويتمّ هذا عن طريق التصرف على السجية من دون أي تكلّف، فالعفوية تسمح للإنسان أن يخرج شخصيته الحقيقة وأن يجعلها بادية أمام عينيه مما يمكّنه من قراءتها وتفحّص الأمور التي لا يعرفها فيها، وكلما ازادات معرفة الإنسان بنفسه ازداد تمسّكه بشخصيته الحقيقية وابتعد عن محاولة تغييرها لأسباب لا تخصّه.
تقدير النفس
لا بدّ للإنسان بعد أن يكتشف شخصيته الحقيقية من أن يقدّرها ويحبّها، ولا بدّ له من معرفة أن لكلّ إنسان شخصية فريدة، وهو كذلك يمتلك شخصية مميزة لا تشبه غيرها من الشخصيات، ويشمل هذا الأمر الأشياء غير التقليدية في الشخصية، أو تلك التي تعتبر غريبة بعض الشيء، فيجب عليه ألا يخجل منها أو يخبئتها بل عليه أن يتقبّلها ويحبّها ويعرف أنها إحدى العلامات المميزة له، وهذا يؤدي إلى شيء مهمّ جداً يسهم في الحفاظ على الشخصية بشكل كبير، وهو الثقة، فيجب على الإنسان أن يكون واثقاً من نفسه وألّا يقارنها بالناس الآخرين، فهذا من شأنه أن يشكّكه في قدراته وفي صفاته المميزة، وهو ما لا يمكّنه من الحفاظ على شخصيته، بل هذا الشكّ قد يقوده إلى تغيير العديد من الأشياء في نفسه.
ممارسة الهوايات
تتيح ممارسة الهوايات للإنسان أن يشعر بالسعادة التي تلزمه للاستمرار في الحياة بشكل إيجابي، لذا فإنه من المهم إيجاد الهواية التي تدخل السرور والراحة إلى نفسه من أجل المحافظة على شخصيته، وهذا من شأنه أن يجعل من شخصيته صلبة وغير قابلة للتأرجح، فللهوايات دور كبير في صقل شخصيات الناس وتعريفها.
المعرفة
يستطيع الشخص المحافظة على أفكاره ومعتقداته التي تكوّن شخصيته من خلال التأكد من المعلومات التي يستند إليها في حياته، وهذا يكون عن طريق طلب المعرفة وتحرّي الحقائق المختلفة في الحياة، فهذا الأمر سوف يساعده كثيراً على أن يبقى متمسّكاً بمعتقداته وواثقاً منها ومن آرائه، ومن المهم أيضاً أن يفهم الشخص هذه الحقائق والمعلومات بشكل جيد تماماً، مما يتيح له أن يكوّن نظرة تجاهها ومن ثمّ يدافع عنها ويناقشها بوضوح.
تجنّب اللطافة الزائدة
قد تحصل العديد من المواقف المختلفة في حياة الإنسان والتي قد تتطلّب منه التوقف عن كونه لطيفاً وأن يدافع عن نفسه أو عن غيره أو عن بعض الأفكار، لذا فإنه من المهمّ من أجل المحافظة على الشخصية معرفة متى يجب عليه أن يتوقّف عن كونه لطيفاً وأن يظهر الجانب القوي والشجاع من شخصيته، وهو ما سوف يساعده على التحكّم في المواقف ومنع خروجها عن السيطرة وبالتالي التحكم في شخصيته.
أهمية الشخصية
لا بدّ لكل شخص من أن يمتلك شخصية تميزه عن غيره، وتكمن أهمية الشخصية في الآتي:
تجعل الشخص مثيراً للاهتمام
إنّ أبرز ما يميز الإنسان هو الشخصية، فالشخصية هي الأساس لمعرفة الناس، فإذا كان المظهر يعطي انطباعاً أوليّاً للآخرين، فإن الشخصية هي التي يدوم أثرها وتأثيرها، ومن خلالها يقرر الفرد إذا ما كان يريد الاستمرار مع شخص ما أم لا، فالشخصية هي الشيء الوحيد الذي يجعل الشخص مثيراً للاهتمام وهي ما تجذب انتباه الآخرين له.
تحسن طبيعة العلاقة العاطفية
تعمل شخصية الإنسان على جذب انتباه الناس له، فلن يعجب الشخص الذي يريد أن يكون شريك حياة شخص آخر بالمظهر أو بأي شيء خارجي، بل إن الشيء الأساسي الذي سوف يبحث عنه هو الشخصية الجذابة والجيدة، وعلى العكس فالشخصية غير الجذابة وغير المحببة تنفر الناس فوراً وخاصة في العلاقات العاطفية، فهي الأمر الوحيد الذي يؤدي إلى استمرار العلاقة أو انتهائها، لذا فإن الأشخاص ذوي الشخصيات الجيدة والذين يعملون على تطويرها والتحسين منها وبالتالي التحسين من سلوكاتهم يحظون بعلاقات عاطفية أفضل.
النجاح المهني
تساعد الشخصية الجيدة على وصول الشخص إلى مراتب جيدة في عمله، فعندما يرى أصحاب العمل بأنه ذو شخصية قوية ومثيرة للاهتمام فإنهم سوف يرغبون في توظيفه وترقيته وخاصة إذا ما كانت شخصيته مميزة، وهو ما يزيد من فرصته في بلوغ أهدافه وبلوغ النجاح المهني والتطور على الدوام.