كيفية علاج عدم الثقة بالنفس



علاج عدم الثقة بالنفس
يُعتبر انعدام الثقة بالنفس انطباعاً سلبياً عن الذات، كما أنّه يرتبط بمشاعر عدم الكفاءة وانعدام القيمة الذاتية، وقد يكون سببه كثرة انتقاد الآخرين للفرد وخاصة المُقرّبين منهم، ممّا يؤدّي إلى الشعور بالقلق، والحساسية الزائدة، والفشل الأكاديمي أو الوظيفي، ويُمكن علاج عدم الثقة بالنفس بعدّة طرق كالآتي:

التنظيم
يقود التنظيم الفرد إلى طريق النجاح، حيث يُكسبه احترام الآخرين من حوله، ويجعله أكثر ثقةً بنفسه من ذي قبل، فعندما يضع الفرد خطةً للأهداف التي يسعى إلى تحقيقها، فإنه سيجد أنّ الشعور بالقلق والتوتر قد زال ممّا يُخفّف الضغوط النفسيّة التي يعيشها، وهناك العديد من الوسائل التي تُساعد الإنسان على تنظيم حياتهِ؛ كالأجهزة الإلكترونية الشخصية أو دفاتر الملاحظات وأدوات التخطيط اليومي التي تكون صغيرة الحجم ويُمكن الاحتفاظ بها في الجيب.

تقدير الذات
يُقصد بتقدير الذات حبّ الإنسان لنفسهِ وتقديرهِ لها، ويأتي ذلك من خلال المرور بسلسلةٍ طويلةٍ من التجارب والمواقف والأحداث الإيجابية والسلبيّة، فإن أثمرت هذه التجارب عن ضعفٍ في تقدير الذات أو في انعدام وضعف الثقةِ بالنفسِ، فإنّه من الممكن تجاوزها بالإصرار، والتحدّي، وأخذ الوقت لذلك الأمر، وعلى الإنسان أن يُدرك أنّ جميع الناس يتعرّضون للظروف نفسها التي عاشها هو بدرجةٍ أقل أو أكثر، فجميع الناس يشتركون في تعرّضهم لتغيّرات في طبيعة الحياة وصعوباتها، إلا أنّ من استطاع تحقيق النجاح منهم ونيل ما يُريد عددٌ قليلٌ، فالنجاح هو استثناء للقاعدة نتج عن تقدير هؤلاء الأشخاص لأنفسهم وثقتهم بالقدرات التي يمتلكونها، وينبع التقدير للذات من داخل الشخص، إذ إنّه يمنح الشخص قوةً تُحارب التراخي والخضوع، وتُحفّز السعي للنجاح الذي لا يُمكن لأحدٍ من البشر أن يحققه له، كما يُنصح باختيار كلماتٍ وعباراتٍ تحفيزيّة تُساعد الفرد على التشجيع ومواصلة العمل للوصول إلى النجاح، فهي أدوات تحفيز ذاتيّة، وهذه العبارات إمّا أن تكون اقتباساتٍ مفضّلة لدى الشخص يجدها مناسبةً له، أو شعارات بليغة حاضرة في ذهنهِ.

عدم مقارنة النفس بالآخرين
يجب أن يحرص الشخص على تجنّب مقارنة نفسه بالآخرين، سواء كانت المقارنة بالمظهر، أو الظروف، أو الطباع الشخصية، حيث يُسبّب ذلك عدم الثقة بالنفس، وعدم الرضا عنها، والشعور بالتعاسة، كما أنّ رؤية الصور واليوميات الخاصة بالآخرين على وسائل التواصل الاجتماعي تجعله يعتقد أنّهم أفضل منه ويستمتعون بحياتهم أكثر منه، لذا يجب التقليل من الوقت الذي يتمّ قضاؤه على وسائل التواصل لتقليل المقارنات وزيادة الثقة بالنفس.

تكوين علاقات اجتماعية صحية
ينصح بإحاطة النفس بالأشخاص الداعمين الذين يتمكّن الفرد من مشاركتهم مشاعره دون الرد على ذلك بانتقادات سخيفة، كما أنّ الشخص الداعم لمن حوله يتلقّى ردود فعل إيجابية من محيطه تُعزّز من ثقته بنفسه، لذلك يُنصح بالابتعاد عن الأشخاص كثيري الانتقاد والذين يُعززون المشاعر السلبية لدى الفرد وتقليل التواصل معهم قدر الإمكان.

التركيز على الإيجابيات
تتطلّب عملية تقوية الثقة بالنفس أن يتمّ التركيز على الجوانب الإيجابية التي يتمتّع بها الفرد؛ لتقليل شعوره بالسوء تجاه نفسه كنتيجة لاعتقاداته المُتمثّلة بفشله ممّا قد يمنعه من التقدّم في أمور أخرى، ويُمكن تطبيق العديد من الاستراتيجيات التي تُساعد في إنجاز هذه الخطوة منها تسجيل المُجاملات التي يتمّ الحصول عليها من الآخرين ومُراجعتها عند الشعور بانعدام الثقة بالنفس، بالإضافة إلى إمكانية عمل قائمة بالأمور التي يُحبّها الشخص في نفسه ويراها مُحفّزةً له مهما كانت بسيطة.

مواجهة المخاوف
يُنصح بالتعامُل بارتياح مع الخوف، وعدم الاعتقاد بأنّ الأشخاص الواثقين بأنفسهم لا يخافون، بل إنّهم يُتقنون التعامل مع مخاوفهم بشكل صحيح، فمواجهة الخوف يمنح شعوراً بالثقة والدعم، فالطفل الصغير الذي يتعلّم المشي يكون في بداية الأمر مرتبكاً وخائفاً من السقوط، وما إن يبدأ أول خطوةٍ له تُرسم ابتسامةٌ عريضة على وجهه وقد تغلّب على خوفه من السقوط، وسيبدأ بتكرار المحاولة مراراً

الجاهزية للنجاح
يتمّ تنمية الثقة بالنفس من خلال التركيز على الأهداف والنجاحات المراد تحقيقها وتجاهل إمكانية الفشل، ومباشرة البدء بتحقيق أهدافٍ صغيرةٍ يُمكن الوصول إليها بسهولة، حيث تُنمّي هذه النجاحات الثقة بالنفس وتدفع لتحقيق الأهداف الأكبر فالأكبر، ومن الممكن تسجيل الأهداف التي تمّ تحقيقها في قائمة صغيرة للتذكير دائماً بأنّ النجاح ممكنٌ مرّةً أخرى.

تطوير الذات
يجب العمل باستمرار على تطوير المرء لنفسه وإبقاء دماغه في نشاط دائم متجنِّباً الكسل، وذلك من خلال قراءة العديد من الكتب، والبقاء على اطلاع على أخبار العالم، وكتابة المذكرات، ولعب الألعاب الرياضية والعقلية؛ كالشطرنج والسودوكو، وتعزيز المفردات والمصطلحات الجديدة من لغةٍ ما يُراد تعلّمها، ثمّ تقييم المرء لنفسه باستمرار؛ لأنّ ذلك يُساعد على تطوير النفس وبالتالي تنمية الثقة.

نصائح لدعم الثقة بالنفس
يُمكن تحسين احترام الإنسان لذاته من خلال اتباع بعض النصائح الأخرى ومنها ما يأتي:

  • مراجعة الفرد لنفسه بشكلٍ متكرّرٍ في نهاية اليوم، ولما مرّ به من أحداث، وتحليل أفعاله التي قام بها المقبول منها والمرفوض، وعدم المبالغة في لوم النفس على أمرٍ مضى، وإنّما أخذ العبرة منه للأيام القادمة.
  • وضع جملة مُحفّزة في مكانٍ ما بحيث يراها الشخص بشكلٍ يومي، كأن يُعلّقها على المرآة مثلاً.
  • تخيّل الفرد للطريقة التي يطمح أن يتعامل بها مع الآخرين.
  • تذكّر الأوقات التي تحدّث فيها الفرد مع الناس وأبدع في شدّ انتباه الآخرين له، وإشعار نفسه بالفخر على ذلك.
  • عدم التصنّع، فحُبّ الشخص لنفسه يجعله محبوباً من قِبل الآخرين، إذ يقول فرانك مور كولبي: "إنّ احترام الذات هو أكثر المشاعر قيمةً"، وهذا القول يؤكّد أهمية أن تكون نظرة الفرد لنفسه نظرة تقديرٍ واستحسان كبير.