أسباب ضعف الشخصية عند الرجل



ضعف الشخصية
يمتلك الجميع نقاط ضعف طبيعيّة في شخصياتهم تتفاوت درجاتها وطبيعتها بين شخصٍ لآخر، لكن الشعور بالضعف بحدّ ذاته لا يُعد مؤثراً سلبيّاً يُهدد استقرار حياة المرء واتزانها طالما أنه يُدرك أسباب ضعفه ويجتهد في تجاوزها، فوعيه ونُضجه وتقبّله لشخصيّته بما تملكه من نقاط ضعفٍ وصفات أخرى مميّزة يُعتبر نقطة قوّة إيجابيّة تُساعده على الاستجابة والتصرف بشكلٍ صحيح، والتخلص من نقاط ضعفه وإصلاحها بحكمةٍ وصبر، وإرداة داخليّة صلبة تحثّه على تطوير ذاته والارتقاء بها وتحسينها للأفضل.

أسباب ضعف الشخصية عند الرجل
هُنالك العديد من العوامل التي تقف وراء ضعف شخصيّة الرجل ، أبرزها ما يأتي:

التأثر والتكيّف مع عوامل خلال نشأته ونموّه
تنشأ بعض السمات الشخصيّة للمرء والتي تتمثل بأنماط تفكيره، وصفاته الشخصيّة، ومشاعره الداخلية، وسلوكياته المُختلفة في مرحلةٍ معيّنة من حياته، وقد تتغيّر مع مرور الوقت وتُصبح عادةً أو سمةً مُلازمة له في شخصيّته، على سبيل المثال فقد يكون هُنالك بعض الصفات المُكتسبة في مراحل نشأة الرجل التي ساهم بتشكّلها بعض الأشخاص المُحيطين به من حوله، والتي بدورها قد تُصبح جزءاً منه نظراً لاعتياده عليها، مثلاً عندما يُعامل الرجل كشخصٍ غير محبوب اجتماعيّاً بين أفراد أسرته ويكبر تدريجيّاً بتأثير هذه المعاملة فقد يُصبح أكثر تحفظاً وميلاً للعزلة والانطوائيّة في باقي مراحل حياته، ما يجعله يبدو ضعيفاً في نظر البعض، وهو أمر لا يُشترط أن ينطبق على جميع الرجال، فهُنالك من يتكيّف مع الظروف والأشخاص المؤثرين عليه في مراحل مُتقدمة من حياته ليُصبح أكثر انفتاحيّةً وتقبلاً للآخرين مُتأثراً بعلاقاته الجديدة والإيجابيّة معهم، وبالتالي يتشابه الأمر مع ضعف شخصيّته التي تختلف استجابته لها تبعاً للعوامل والتغيّرات والمؤثرات المُختلفة التي تمر به مع تقدم مراحل حياته.

تعرّضه لمواقف وأحداث أثرت على شخصيّته
يُمكن أن تُسهم بعض المواقف الحياتيّة والأحداث الصعبة في إضعاف شخصيّة الرجل أو تغييرها رغماً عنه، ومن هذه الأسباب ما يأتي:

  • التعرّض لمواقف مُختلفة قد تُصيب الرجل بالتوتر، والخوف، أو القلق، والتي بدورها قد تؤثر عليه بعض الوقت أو تستمر تأثيراتها مدّةً طويلة، كالأخبار غير السارّة، أو الأحداث المُضطربة والمُفاجئة التي تُغير حياته، ويعجز عن تدراكها، والتخلّص من المشاعر السلبيّة العالقة بداخله بسببها، على سبيل المثال التعرّض لصدمة عاطفيّة وهلع شديد ناتج عن فقدان شخصٍ عزيز على قلبه، أو فشل في علاقة عاطفيّة، بحيث لا يستطيع تفسيرها أو تحمّل نتائجها فيشعر بالضعف الذي قد يستمر ليُشكل عائقاً في حياته.
  • الإصابة ببعض الأمراض أو الحوادث التي ينجم عنها إصابات جسديّة وتأثيرات تُغيّر شخصيّة الرجل وتُضعفها بدون حولٍ له ورغماً عنه.

تأثر الرجل بنظرة المُجتمع المُتحيّزة لجنسه
قد يجتهد بعض الرجال في الظهور بشكلٍ قويّ وصلب بسبب نظرة المُجتمع لجنسهم، ولكون الرجل يختلف بطبيعته عن المرأة التي تتسم بنظرهم بالرقة والنعومة، الأمر الذي يُشكل ضغطاً كبيراً عليه، وذلك عندما يُحاول إخفاء نقاط ضعفه ويجتهد للظهور بصورةٍ نموذجيّة كباقي أقرانه الذي هو في الأساس يختلف ويتميّز عنهم ببعض السمات والسلوكيات الخاصة، إلا أنه لا يجد أحياناً من يفهمه ويُنصفه، أو يتقبله كما هو ويُراعي مشاعره، فينشأ عن هذه النظرة التي تتمثل بعدم المساواة والتحيّز لفئة من الرجال دون الأخرى آثاراً سلبيّة تُضعف شخصيّته، وتؤثر على رفاهيّته وصحّته، وتُشعره بالضغط الشديد والإرهاق في مُختلف علاقاته، خاصةً عندما ينظرون له على أنه قويّ وصلب، وشخص داعم وسند للأسرة، و بالتالي لا يُفترض أن يضعف، في حين أنه إنسان طبيعي له مشاعر مُرهفة، ونقاط ضعفٍ يتأثر بها أيضاً كغيره ويُحاول إصلاحها وتقويمها.

التعاطف والحساسيّة المُفرطة اتجاه الآخرين
يُساهم التعاطف غير المنطقي الذي ينجم عن حب الرجل الشديد للآخرين وتسّرعه في إبراز عواطفه وطيبته معهم في جعل موقفه ضعيفاً وغير مسؤولٍ في بعض الأوقات أمامهم، حيث إن التحكّم في العواطف وإظهارها في الوقت المُناسب يجعله أكثر قياديّةً ويُساعده على النجاح في حياته، ولا يعني ذلك عدم احترام مشاعر الآخرين أو التعاطف وتبادل الودّ والرحمة معهم، وإنما التعامل بشكلٍ معقول بحسب طبيعة الطرف الآخر وتبعاً للموقف الذي قد يتطلب الشدّة والحزم للسيطرة عليه أحياناً، حتى لا يسمح لبعض الأشخاص باستغلال هذه الطيبة والإنسانيّة بشكلٍ غير صحيح يضرّه ويُهدد علاقاته وأهدافه، كما أنّ شعوره بالتعاطف مع الآخرين لا يعني بالضرورة قدرته على إصلاح الكون وتغييرهم، أو تحمّله مسؤوليّة تصرّفاتهم وأخطائهم، فواجبه يقتضي بتقديم النصح والدعم بحسب استطاعته وبطرقٍ لا تضر مصلحته أو تُضعف أدائه وشخصيّته

الضعف الجسدي والنفسي الذي يُشعر الرجل بالخوف والقلق
ترتبط بعض صفات وسلوكيات المرء بقوّته البدنيّة التي تُشعره بالثقة في نفسه، وتزيد من احترامه لذاته وتقبّله لها، حيث إن القوة البدنية للرجل لها علاقة كبيرة بقوة شخصيّته؛ وذلك لأن شعور الرجل بقوّته البدنيّة وتمتعه بالصحة الجسديّة يُعزز من الثقة بالنفس واحترام الذات وتقبّلها، وفي المقابل قد يتسبب إحساسه بالضعف الجسديّ تدني احترامه لذاته وشعوره بالتردد، والخوف، والنقص مُقارنة بغيره، والذي قد يتطوّر ليُصبح نقطة ضعفٍ تحتاج إلى علاجٍ فعّال لتجاوزها، من خلال الحفاظ على الصحة وتقويّة الجسم وزيادة الثقة بالنفس قدر الإمكان

نصائح للتغلب على نقاط الضعف الشخصيّة للرجل
يُنصح باتباع الإرشادات الآتية للمساعدة على تجاوز نقاط الضعف للرجل والتغلّب عليها، ومنها ما يأتي:

  • تقبّل وجود نقاط ضعف في شخصيّة المرء والاعتراف بها: حيث إن الوعي الذاتي والانفتاح وتقبّل الرجل لشخصيّته مهما كانت عيوبها وميّزاتها هي الخطوة الأولى والأساسيّة للإصلاح والتغيّر للأفضل.
  • تحديد نقاط الضعف بصدق وشفافيّة: ويعني ذلك تقييم الرجل لنفسه بشفافيّة دون تردد أو خجل أو مُراوغة، وإدراك أهميّة الصدق في إحداث التغيير، حيث إن التلاعب بالحقيقة لن يُقدّم شيئاً وسيُبقيه على حاله، في حين أن الشفافيّة والتصالح مع الذات وعدم تبرير الاخطاء تُساعده على إيجاد الطرق الصحيحة، واستخدام الأسلوب مناسب لتقويم سلوكه وتخطي ضعفه بدل الهرب منه.
  • الاستعانة بالمصادر الخارجيّة والأشخاص الموثوقين: أي إنه ليس هنالك عيب أو ضرر في الاستعانة بالآخرين وطلب مُساعدتهم، كاستشارة الأشخاص المُقرّبين والأصدقاء، أو الأطباء النفسيين والمُعالجين، وذلك في حال كانت نقاط الضعف تؤثّر على الرجل بشكلٍ كبير، إضافةً للقراءة وزيادة الثقافة والوعي حول هذه الأمور للاستفادة قدر الإمكان.
  • تقييم الذات بين الحين والآخر: يُساعد تقييم الذات على قياس حجم التغيير وأبعاده على حياة وعلاقات الرجل، ووضع خطةً جديدة كل مرّة يستخدم فيها أساليب جديدة وأفضل في حال كانت الطرق القديمة غير مُجديّة، مع ضرورة التحليّ بالصدق في التقييم كما ذكر مُسبقاً؛ لإصلاح عيوبه بأسرع وقتٍ وبأفضل طريقة.