القفازات: كيف تطورت من أكسسوار ملكي لتواكب إطلالاتنا العصرية؟

نينا ريتشي Nina Ricci- الصورة من Launchmetrics/Spotlight ©
تحتفل في هذا الشهر دار "فابر" الفرنسية المتخصصة في صنع القفازات بمرور قرن على انطلاقها، فهي الدار التي غلّفت أيادي المشاهير والنجوم، تماماً كما كانت ترافق اللباس العسكري، فالدار التي صنعت للممثلة الأميركية غريس كيلي قفازات زفافها من أمير موناكو، وكانت حاضرة بقوة على شاشات السينما، باتت اليوم، تغطي أيدي نجمات مثل بيونسيه، ومادونا في محاولة لاستعادة البريق والفوز بأسواق جديدة. فهل نجحت وكيف طورت تلك الشركات نفسها؟ الجواب فيما يلي.

مصنع قفازات فابر في فرنسا- (مصدر الصورة: Lionel BONAVENTURE / AFP)
في الماضي كان الفرنسيون يلبسون قفازات خشنة، كما لبس، الإغريق القفازات لوقاية أياديهم أثناء القيام بالأعمال الشاقة. واستعملها الرومان زينة أو دليلاً على الطبقة الاجتماعية.
وخلال العصور الوسطى، اقتصر اقتناؤها على الأغنياء فقط. وكان الفرسان يثبتون القفازات النسائية على خوذاتهم علامة للحب، وكان للقفاز منزلة رفيعة في عهد إليزابيث، ملكة بريطانيا، ولذلك شكل هذا الأكسسوار جزءاً من خزانة العائلة المالكة البريطانية مثل كيت ميدلتون والأميرة آن وبياتريس وغيرهن.
أنواع القفازات

الأميرة غريس كيلي Grace Kelly والأمير رينييهPrince Rainier في حفل في مونت كارلو العام 1956- (مصدر الصورة AFP)
  1. القفاز الفولاذي الطويل جلدي مغطى برقائق حديدية أو فولاذية يعود تاريخه إلى القرن السادس عشر الميلادي.
  2. قفاز تربية الصقور الجلدي الفاخر تزين الخيوط الذهبية والفضية فيه غطاء معصمه، تم صنعه في فرنسا في أوائل القرن السابع عشر الميلادي.
  3. القفاز الألماني يعود تاريخ ظهوره إلى القرن السادس عشر الميلادي، ولا يمكن تحريك الأصابع منفردة فيه.
  4. قفازات الزينة والعمل يمكن صنعها من عدة مواد. تصنع القفازات من التول أو المطاط.، الجلد أو الحرير أو الفرو.

صناعة القفازات اليوم
تصنع القفازات الحديثة من مواد عديدة مثل: الجلد، والحرير والفرو والقطن والمطاط والتول والصوف وتحتل الولايات المتحدة مركز الصدارة في إنتاج القفازات الرجالية، أما القفازات النسائية الفاخرة، فقد اشتهرت فرنسا بتصنيعها حتى ستينيات القرن العشرين، كانت فرنسا مركزاً لصناعة القفازات والجلود، وكانت تضم نحو 80 شركة متخصصة. أما اليوم، فلم تبقَ منها إلاّ خمس، من بينها "ميزون فابر"، وهي أقدمُها. فالقطاع تأثر سلباً بعاملَيْن، أولهما التخلّي التدريجي عن استخدام القفازات في الحياة الاجتماعية، والثاني بروز منافسة من الصين.
وكادت "ميزون فابر" تتوقف هي الأخرى تقريباً. وفي عام 1995، خسرت سوق الجيش الذي كانت تُنتج له أكثر من 160 ألف زوج من القفازات سنوياً. وكانت النتيجة إشهار الإفلاس "في شهر واحد".

الجلود المستخدمة لدى فابر Fabre- (مصدر الصورة: Lionel BONAVENTURE / AFP)
لذا اختارت شركات صناعة القفازات التموضع في فئة المنتجات العالية الجودة، فقفازات "فابر" باتت تصنع اليوم من جلد الخروف الإثيوبي، وهو في مجال الجلد بمنزلة "رولز رويس" في مجال السيارات نظراً إلى ليونته ومتانته، "يباع بسعر يتراوح ما بين 120 و350 يورو، ويدوم مدى الحياة"، وتتولى الدار "تصليحه وصيانته". ويتولى اليوم نحو عشرة أسماء من كبار صانعي القفازات إنتاج نحو خمسة آلاف زوج سنوياً على آلات متقدمة.
فـ"ميزون فابر" على سبيل المثال باتت اليوم تهتم بإنتاج القفازات الرياضية المستخدمة في 45 لعبة، خلال دورة الألعاب الأولمبية المقبلة. ويأمل صاحب الدار أوليفييه فابر في ضمان استمرار صناعة القفازات والجلود المحلية بأكملها مستقبلاً، من خلال إدراج هذه المهنة في التراث الثقافي غير المادي لليونيسكو.
القفازات من الملكات إلى النجمات
في الماضي كانت القفازات حكراً على الملكات والطبقة المخملية، ولكن النجمات اقتنصن هذه الصيحة، ثم خبت في مطلع الألفية الثالثة؛ لتعود بقوة في السنتين الأخيرتين في حفلات جوائز ساغ أواردز والأوسكار وغيرها. وخاصة قفازات أوبرا الطويلة، ولكن المفارقة أن صناعتها تطورت، فلم تعد حكراً على الجلد والساتان بل باتت من الدانتيل واللاتكس والغيبور المرصع بحبيات سواروفسكي لامعة. ومن النجمات اللواتي استعن بها قبل رواجها نذكر المغنية العالمية مادونا التي ارتدتها في حفلاتها الاستعراضية، وفي حفل مت غالا إلى جانب المصمم جيريمي سكوت. أما بيونسيه Beyonce فلقد اعتمدت القفازات مؤخراً في جولاتها الفنية العالمية مع جمبسوتات وأزياء استعراضية ميتاليكية ارتدتها من الجلد والساتان المزموم.

مادونا Madonna ويبدو المصمم جيريمي سكوت Jeremy Scott- في حفل متروبوليتان غالا- (مصدر الصورة: Dimitrios Kambouris Getty Images via AFP)
مبيعات القفازات الطويلة تحلق والفضل لمنصة تيكتوك الذي اطلق الهاشتاغ #operagloves الذي حصد 3. 4 مليون مشاهد وقد غصت المنصة بالمؤثرين الذين نسقوا القفازات مع أزياء تتراوح بين فساتين السهرة وملابس الدنيم والشورتات حتى!

نينا ريتشي Nina Ricci- الصورة من Launchmetrics/Spotlight ©
كيف نختار القفازات المناسبة للزي؟

ريتشارد كوين Richard Quinn- الصورة من Launchmetrics/Spotlight ©
إذا كان الثوب ضيقاً مستقيماً ومن دون أكمام، فالقفازات الطويلة الخضراء التي تمتد حتى الكوع ملائمة جداً مع فستان أبيض مطرز طويل كالفستان الذي اخترناه لكِ من تصميم ريتشارد كوين. أو إذا كان الفستان يتمتع بأكمام واسعة أو منفوخة فالقفازات الطويلة مناسبة.

جيانلوكا أليبراندوGianluca Alibrando- الصورة من Launchmetrics/Spotlight ©
إذا كان الزي من نوع بدلة بأكمام طويلة أو جمبسوت بأكمام ضيقة، فالقفازات القصيرة هي المطلوبة. وإذا اخترت سترة الجيليه الخالية من الأكمام مع تنورة جلدية بقصة ميدي عصرية، فالقفازات الجلدية القصيرة المفتوحة من الجانبين تليق بهذا الطابع العصري.

تودز Tod's- الصورة من Launchmetrics/Spotlight ©
ولإطلالات كولوربلوك تماماً مثل الزي الذي اخترناه من فندي Fendi، اعتمدي القفاز المطاطي الأبيض القصير الذي يتناقض مع ألوان الثوب المحايدة أو الباستيل.

فندي Fendi- الصورة من Launchmetrics/Spotlight ©
هل يمكننا تنسيق القفازات مع الدنيم؟

فيراري Ferrari- الصورة من Launchmetrics/Spotlight ©
من قال إن القفازات لا تليق بالدنيم؟ فلقد اخترنا لك فستاناً من الدنيم من فيراري Ferrari بأكمام منفوحة وهو منسق مع قفازات جلدية طويلة سوداء، وهو الأكسسوار الوحيد الذي يخرق رتابة اللون والقماش.
القفازات وزي السفاري

سان لوران Saint Laurent- الصورة من Launchmetrics/Spotlight ©
لقد نسقت دار سان لوران Saint Laurent فستاناً نيود من الحرير من مجموعة السفاري التي أطلقتها ونسقتها مع غطاء للرأس يليق بالطيارين وبنظارات أفياتور سوداء مع قفازات طويلة، ولكن مزمومة ومزدانة بسوار مزخرف