فوق موضع الجراحات
وعدنا بعضنا.. ألف مرة
أن نترأّف ببعضنا..
وأن نستعيرَ من حياتنا
بعض الفرح..
الذي إنسّلَ كحفنةِ رملٍ
تسللت من أصابعنا..!
وأن نجمع بهلع ما يمكننا جمعهُ
من الأمل والحب والدهشة والضحكات
والأحاديث المُعلبةِ بالشجن..
تبًا للوقت الخطأ..
والمَكان الخطأ..
والشخص الخطأ..
ولسيلِ مكالماتكِ الفائتة
التي وجدتها في هاتفي الغافي..!
تبًا للأشياء التي ينتزعها منا العمر إنتزاعاً
التصورات والآراء..
الذكريات القديمة..
النظرات الجديدة..
المجموعة اللامتناهية من البشر
بحلوهِم وسُمّهم..!
تبًا للمشاعر التي تموت بلا عزاء..
والخسارات التي لا نكسب منها تعويض..
والتجارب التي نخوضها ولا نستوعب ..!
الجراح التي تضل بلا ضَماد..
الذهن الشارد كنخلةٍ قديمة
تقفُ عند منزلٍ قديم..!
تباً للآثار المتشابكة بين الظِلال والأجساد..
للعوائق الصلبة التي تمنع الوصول..!
للنسيان الذي أنسانا الوجوه..
للحقيقة المدفونة تحت الرماد..
لعَتبة الباب التي وقفنا عندها
رغم أن الباب لا يستحق الطرق..!
تباً للرعشةِ التي جاءت قبل موعدها..
الرغبة الأخيرة المؤجلة..
الاندفاعات المركونة على الأرصفة..
نوبات الحزن القاسية
التي يُخلفّها فقدان الأهل..!
الشغف الذي أنتهى تماماً في النقاش..
للجزء الضئيل في القلب الذي لازال ينبض..!
للكتابات التي يكتبها شخص ما
ويقرأها شخص ما في عالمٍ آخر..
تباً لأنني أكتب الآن حكايات
كحكايات الغُرباء في محطات القطار..!
بقلمي / أبو ملاك..