180 دقيقة تغيّر مشاعر الألمان قبل اليورو



كان الحضور الجماهيري الكبير على شاشات التلفاز مجرد مؤشر واحد على أن 180 دقيقة من كرة القدم، التي حققت فيها ألمانيا انتصارين، غيَّرت المشاعر في ألمانيا تجاه منتخب بلاده الأول لكرة القدم، وذلك مع اقتراب استضافة أراضيهم بطولة أمم أوروبا في الصيف.
أكثر من 10 ملايين شخص تابعوا البث التلفزيوني لشبكة «أر.تي.ال» الخاص بمباراة المنتخب الألماني ونظيره الهولندي، الثلاثاء، وانتهت بفوز الأول 2ـ1، حيث بلغت حصة السوق 41 في المئة بعد ثلاثة أيام فقط من فوز المنتخب الألماني، بقيادة يوليان ناجلسمان، المدرب، على نظيره الفرنسي بهدفين نظيفين.
وكان هذا تحولًا دارميًّا من تشاؤم نوفمبر وكآبة الهزائم أمام تركيا والنمسا، بعد أن ظهر المنتخب الألماني، بطل العالم أربع مرات وأوروبا ثلاث مرات، بأداء مخيب للآمال، حيث ابتعدت الجماهير عن مساندة الفريق، الذي خرج في آخر نسختين ببطولتي كأس العالم من دور المجموعات.
وقال ناجلسمان، الثلاثاء، متطلعًا إلى اليورو: «الروح التي شعرت بها مختلفة تمامًا عما كانت في نوفمبر، نتمنى أن تستمر هذه الروح من نهاية مايو حتى منتصف يوليو».
وذكرت صحيفة «بيلد»، الأربعاء: «الفريق ينشر النشوة»، فيما قالت «سود دويتشه تسايتونج» إن الفريق استعاد «جودته وجوهره» بسبب مقاييس ناجلسمان، ووصفت «كيكر» المدرب الشاب بأنه «الفائز الأكبر» من المواجهتين الأخيرتين.
وغيَّر ناجلسمان الاتجاه عقب عقبة نوفمبر التي جعلت المنتخب الألماني ينهي العام الماضي محققًا 3 انتصارات فقط من 11 مباراة.
واستبعد ناجلسمان لاعبين كبار أمثال ماتس هوميلز، وليون جوريتسكا، وأعاد توني كروس قائدًا، واستدعى وجوهًا جديدة مثل ماكسيميليان ميتلشتيت، ومنح الجميع أدوارًا واضحة، ودفع بتشكيل واحد في مباراتي السبت والثلاثاء.
وقال ناجلسمان: «كانت عشرة أيام مليئة بالمرح من الألف إلى الياء. أدت المجموعة عملًا جيدًا للغاية، لديهم علاقة جيدة للغاية مع بعضهم بعضًا، وطموح لا يرحم. كان لدينا شعور جيد أمام فرنسا، ومرة أخرى اليوم».
وقال توني كروس، الفائز بكأس العالم 2014: «فخور بالفريق لأنني أعلم أن الفريق خرج من فترة صعبة للغاية».
وأضاف: «الأنباء الجيدة هي أننا خضنا مباراتين تجريبيتين في غاية القوة. الأنباء السلبية أن هذا لن يمنحنا أي نقاط للبطولة. اكتسبنا ثقة كبيرة وأتمنى أن تظل هذه الثقة معنا في البطولة، بعدها سأكون مقتنعًا بأننا سنقدم عروضًا جيدة في بطولة أمم أوروبا».
ولن يخوض المنتخب الألماني أي مباريات تجريبية قبل أن يعلن ناجلسمان قائمة اللاعبين المشاركين في البطولة.
ويخوض المنتخب الألماني مباراتين تجريبيتين أخيرتين قبل البطولة أمام أوكرانيا واليونان مطلع يونيو المقبل، قبل أن يفتتح المنتخب الألماني منافسات «يورو 2024»، 14 يونيو، أمام المنتخب الإسكتلندي، علمًا بأنه يواجه منتخبي المجر والنمسا في دور المجموعات أيضًا.
ولكن سيكون من الصعب على أي لاعب من المستبعدين أن يدخل قائمة الـ 23 لاعبًا الخاصة بالبطولة، باستثناء ليروي ساني الذي سيعود إلى المنتخب بعد انتهاء إيقافه.
وقال ناجلسمان: «إذا ظل الجميع بصحتهم وواصلوا تقديم العروض نفسها، بالتأكيد لن نغيّر 10 لاعبين في الصيف. في الحقيقة ليس حتى خمسة، ربما واحد أو اثنين، إضافة إلى المصابين».
وأعطى كروس، لاعب ريال مدريد، المزيد من التوازن للفريق الذي كان بحاجة إليه، كما شارك ميتلشتيت في أول مباراة من أول مباراتين له مع المنتخب في مركز الظهير الأيسر.
وتسبَّبت التمريرة الخاطئة لميتلشتيت في منح المنتخب الهولندي هدف التقدم مبكرًا، ولكنه رد بتقديم أداء رائع وتسجيل هدف التعادل بعدها بدقائق، قبل أن يسجل البديل نيكلاس فولكروج هدف الفوز في الوقت بدل الضائع للفريق الذي ارتدى قمصانًا جديدة باللون الزهري.
وقال ناجلسمان واصفًا أداء ميتلشتيت بالرائع: «الخطأ يحدث، ولكن رد الفعل هو المؤشر الأهم، وتعامل مع الأمر بشكل مثالي. الآن يتعين عليه الاستمرار، وأنا واثق من أنه سيلعب بالأداء نفسه مرة أخرى في الصيف».
وقال ميتلشتيت: «سعيد للغاية لأنني توَّجت أدائي بتسجيل هدف، وأنني كنت قادرًا على تعويض خطأي. رأيتم اليوم أننا لم نجعل أي شيء يزعجنا».
وبالنظر للصورة الكبرى، قال: «أعتقد أن الجماهير تدرك أن هناك شيئًا ما يحدث هنا وأن الشعور بالنشوة يتزايد».