أظهرت دراسةٌ حديثةٌ أنَّ تعرُّضَ المرأة إلى الإجهاد أو الكرب في أثناء فترة الحمل يزيد من خطر ولادتها لجنين ميت.
تحدث هذه الحالةُ عند موت الجنين في الشهر الخامس للحمل أو بعده؛ وقد كانت هناك حالةٌ ولادة واحدة لجنين ميت من بين 167 ولادة في الولايات المتَّحدة في العام2006، وفقاً للمركز القومي لإحصائيات الصحَّة في الولايات المتَّحدة.
اشتملت الدراسةُ على أكثر من 2000 امرأة وُجِّهت لهنَّ أسئلةٌ حول تعرضهنَّ إلى أحداث تُسبِّبُ الإجهادَ الانفعاليَّ والماليَّ، أو غير ذلك من أنواع الإجهاد في الحياة في العام الذي سبق إنجابهنَّ لصغارهنَّ، مثل فقدان الوظيفة أو التعرُّض إلى صدمات عاطفيَّة.
أظهرت الدراسةُ أنَّ حادثةً واحدة على الأقل سبَّبت الإجهادَ عند 83 في المائة من النساء اللواتي ولِدنَ أجنَّة ميتة، وعند 75 في المائة من النساء اللواتي ولدن صغاراً على قيد الحياة. أفادت نسبةٌ وصلت إلى امرأة واحدة تقريباً من بين خمس نساء ولدن أجنَّة ميتة، وامرأة واحدة من بين عشرة نساء ولدن صغاراً على قيد الحياة، بأنّهنَّ تعرَّضن إلى خمسة أحداث أو أكثر تُسبِّبُ الإجهادَ أو الكرب في العام الذي سبق الولادة.
قدَّر الباحِثون أنَّ حادثتين تُسبِّبان الإجهادَ زادتا من خطر ولادة أجنَّة ميتة بنسبة تصل إلى 40 في المائة تقريباً؛ وكانت النساءُ اللواتي تعرَّضن إلى خمسة أحداث أو أكثر تُسبِّبُ الإجهاد أكثرَ ميلاً لولادة أجنَّة ميتة بمرَّتين ونصف، مُقارنةً باللواتي لم يتعرَّضن إلى مثل تلك الأحداث.
بعدَ الأخذ بالاعتبار عوامل أخرى لخطر ولادة أجنَّة ميتة، مثل تاريخ الحمل السابق, حدَّد الباحِثون أنَّ خطرَ ولادة أجنَّة ميتة كان لا يزال موجوداً بالنسبة للنساء اللواتي تعرَّضن إلى ثلاثة أو أربعة أحداث تُسبِّبُ الإجهاد.
قال الباحِثون إنَّ النساءَ من ذوات البشرة السوداء كُنَّ أكثرَ ميلاً للإفادة عن أحداث تُسبِّبُ الإجهاد، مُقارنةً بالنساء ذوات البشرة البيضاء أو الأصول الإسبانيّةَ؛ وقد يُفسِّرُ هذا بشكل جزئيٍّ لماذا تكون مُعدَّلاتُ ولادة أجنَّة ميتة أعلى عند النساء ذوات البشرة السوداء، مُقارنةً بالنساء ذوات البشرة البيضاء أو من أصول إسبانيَّة.
قالت المُعدَّةُ الرئيسيَّة للدراسة الدكتورة كارول هوغو، أستاذةُ صحَّة الأم والطفل لدى جامعة إيموري: "نظراً إلى أنَّ امرأةً واحدةً من بين خمس نساء حوامل لديها ثلاثة أحداث أو أكثر تُسبِّبُ الإجهادَ في العام الذي يسبق الولادة, ذلك قد يكون التأثيرُ المُحتمل في الصحَّة العامة للمداخلات الفعَّالة كبيراً، ويُساعِدُ على زيادة نسبة ولادة صغار بصحَّة جيدة".
قالت مُساعِدةُ مُعدَّةِ الدراسة ماريان ويلينغر، مديرةُ قسم الحمل وطبِّ الفترة المحيطة بالولادة في المعهد القومي الأمريكيِّ لصحَّة الأطفال والتخلُّق البشري: "تدعم نتائجُ الدراسة الحاجةَ إلى أن يقومَ الأطباءُ ومن يُقدّمون الرعايةَ الصحيَّة بسؤال المرأة الحامل عمَّا يدور في حياتها، وأن يُراقِبوا ما تتعرَّض له من أحداث تُسبِّبُ الإجهاد، وتقديم الدَّعم اللازم لها كجزء من العناية الخاصة بفترة ما قبل الولادة".
وجدت الدراسةُ صِلةً بين أحداث تُسبِّبُ الإجهاد في أثناء الحمل وولادة جنين ميت, لكن لم تُبرهن على علاقة سببٍ ونتيجة.


هيلث داي نيوز, روبرت بريدت, الجمعة 29 آذار/مارس