*النبي موسى والامام المهدي...*

ذُكرت حياة النبيِّ موسى (عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام) في عدة سور قرآنية، وتناولت حياته بشكل تفصيلي منذ حمل والدته به..
وبمقارنةٍ سريعة *نجد شَبَهاً كبيراً بين قصته وبين ما ورد في سيرة إمام زماننا* (عجّل اللهُ فرَجهُ الشَريف).

ونذكر هنا بعض نقاط التشابه:

1- *الهدف المشترك*:
إن الهدف من بعثة النبي موسى (عليه السلام) هو *لإصلاح المجتمع* الذي افسده ظلم فرعون ﴿إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ﴾
كذلك دور مولانا الحجة (عجّل اللهُ فرَجهُ الشَريف) فهدفه إصلاح ما افسده الظلمة، فعن رَسُولُ اَلله (صلّى الله عليه وآله).. *يَبْعَثُ اَللهُ رَجُلاً مِنْ عِتْرَتِي، فَيَمْلَأُ بِهِ اَلْأَرْضَ قِسْطاً وَعَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَجَوْراً*.

2- *خفاء الحمل والولادة*:
يترقب المجتمع الاسرائيلي كما المجتمع الاسلامي ولادة المخلص الذي ينقذهم من الظلم والاضطهاد، وكما كان فرعون يريد الانقضاض على المولود لكي يقتله ليبقى على كرسيّ عرشه، كذلك كان العباسيون يترقبون ولادة "حجة الله" ليتخلصوا منه ويحفظوا عروشهم، ولكن *شاءت إرادة الله سبحانه وتعالى أن يحفظ المولود المبارك*، فالحمل كان مخفيّاً والولادة كذلك..
يقول القرآن الكريم في ولادة موسى (عليه السلام): ﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ﴾.
وقد أخفى الإمام الحسن العسكريّ (عليه السلام) كلّ دلائل الحمل والولادة بالمهدي.
تقول السيدة حكيمة: بعث إلي أبو محمد الحسن بن علي (عليهما السلام) فقال:
‏‎يا عمة اجعلي إفطارك الليلة عندنا فإنها ليلة النصف من شعبان، *فإن الله تبارك وتعالى سيظهر في هذه الليلة الحجة* وهو حجته في أرضه.
فقلت له: ومن أمه؟
قال لي: نرجس.
قلت له: جعلني الله فداك ما بها أثر!.
فقال: هو ما أقوله لك.
قالت فجئت، فلما سلمت وجلست جاءت (نرجس) تنزع خفي (تنزع حذائي) وقالت لي: يا سيدتي كيف أمسيت؟
فقلت: بل أنت سيدتي وسيدة أهلي.
فأنكرت قولي وقالت: ما هذا يا عمة؟
فقلت لها: يا بنية *إن الله تعالى سيهب لك في ليلتك هذه غلاماً سيداً في الدنيا والآخرة*...

3- *الغيبة عن الانظار*:
حينما بلغ موسى (عليه السلام) مبلغ الرجال خرج من قومه {وجاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعى‏ قالَ يا مُوسى‏ إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ}.
فغاب عن قومه سنين عدة، الى أن جاء الوقت المناسب لعودته.
وكذلك غاب امامنا (عجّل اللهُ فرَجهُ الشَريف) بعد التآمر عليه لقتله، ولكن الإرادة الإلهية حالت دون ذلك، ولازلنا ننعم ببركات وجوده وتسديده الى أن يحين الوقت المناسب لظهوره.
عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: سمعته يقول: *في القائم (عليه السلام) سُنَّة من موسى بن عمران* (عليه السلام).
فقلت: وما سُنَّته من موسى بن عمران؟
قال: *خفاء مولده، وغيبته عن قومه*.

*