نصائح مهمة للمرأة المرضعة في رمضان
تشكل الرضاعة الطبيعية جزءاً أساسياً من تجربة الأمومة المبكرة. وتعد هذه العملية الطبيعية ضرورية من أجل النمو السليم والتطور البدني للرضّع؛ لأن الرضاعة الطبيعية هي مصدرهم الأولي للتغذية، فكيف تستمر الأمهات المرضعات بالصوم أثناء شهر رمضان، هذا ما تلقي عليه الضوء الخبيرة: ميرسي ألكسندر – استشارية الرضاعة، في مستشفى ميدكير للنساء والأطفال.

الخبيرة: ميرسي ألكسندر – استشارية الرضاعة
عادةً ما يتم إرضاع الأطفال عن طريق حليب الثدي حتى يبلغوا ستة أشهر من العمر، حيث يبدأون حينها بإظهار الاهتمام بتناول الأطعمة الصلبة، إن صيام الأمهات المرضعات خلال شهر رمضان المبارك ليس أمرأ مستغرباً أو مفاجئاً، وعلى الرغم من أن عملية الإرضاع تعتبر تجربة بالغة الأهمية؛ لكونها تخلق ارتباطاً وثيقاً بين الأم والطفل، إلا أن المحافظة على إرضاع الطفل أثناء الصيام قد يكون مهمة صعبة للغاية بالنسبة للأمهات المرضعات، وقد يتسبب بمخاطر صحية في حال عدم القيام بذلك بطريقة صحيحة، ويمكن للأمهات المرضعات صيام رمضان في حال عدم وجود مخاوف خطيرة حول صحتهن وصحة أطفالهن.
إذا أردتِ الصيام على الرغم من أنك تقومين بإرضاع طفلك، فإنه يجب عليك الحرص على اتباع النصائح التالية:
حافظي على ترطيب الجسم فهو العامل الرئيسي المهم

على المرأة المرضعة شرب ما بين 12 إلى 13 كوباً من الماء في اليوم
يشكل الماء حوالي 80٪ من حليب الثدي، وتفقد الأمهات المرضعات حوالي 700 ملم من الحليب يومياً عند إرضاع الأطفال عن طريق حليب الثدي، ولأن الصيام يمنعك من شرب الماء بشكل متكرر، وعلى نحو أكثر من المعتاد، يزداد خطر الجفاف بشكل كبير عندما يتعين عليك تزويد طفلك بالحليب في نفس الوقت، وبالتالي، يجب على المرأة المرضعة شرب ما بين 12 إلى 13 كوباً من الماء في اليوم، أي ما يعادل 3 لترات، على الرغم من أن هذه الكمية قد تختلف اعتماداً على وزن الأم، وللحفاظ على صحتك العامة وقدرتك على إرضاع طفلك عن طريق حليب الثدي بشكل ثابت، يجب أن تشتمل قائمة السوائل التي تشربينها على العصائر، والوجبات الغنية بالمياه والشوربات، كما أن البقاء في أماكن باردة مفيد أيضاً، وبغض النظر عن أهمية إبقاء جسمك رطباً، حاولي أن تشربي السوائل بطريقة معتدلة ومعقولة؛ لأن الإكثار من شرب الماء سيزيد من رغبتك في التبول أكثر، مما يؤدي إلى فقدان إضافي للسوائل في الجسم.
اتبعي الإرشادات الغذائية الخاصة بالأمهات المرضعات

يتعين على الأمهات المرضعات استهلاك مقدار 500 سعرة حرارية إضافية
تتطلب مشاركة الغذاء مع طفلك مضاعفة كمية الطعام التي تتناولينها، خاصة إذا كنت صائمة؛ حيث يتعين على الأمهات المرضعات استهلاك مقدار 500 سعرة حرارية إضافية، بالإضافة إلى الـ 2000 سعرة حرارية التي يتطلبها نظامك الغذائي اليومي الاعتيادي، وبشكل أساسي، يجب عليك استهلاك ما يعادل 2500 سعرة حرارية كل يوم أثناء الرضاعة الطبيعية؛ لذلك يجب على الأمهات المرضعات اللواتي يصمن أثناء الرضاعة الطبيعية، التأكد من تلبية احتياجاتهن من السعرات الحرارية خلال تناول وجبات الإفطار والسحور، بمقدار 330 إلى 400 سعرة حرارية إضافية بمعدل أكبر عن المعتاد؛ لأن استهلاك سعرات حرارية أقل من ذلك يمكن أن يحّد من إنتاج الحليب.
احرصي على عدم تفويت وجبة السحور

احرصي على عدم تفويت وجبة السحور
السحور هو وجبة يتناولها المرء قبل الفجر، وهي توفر العناصر الغذائية والطاقة اللازمة للصيام خلال شهر رمضان، إن تفويت وجبة السحور ليس قراراً سليماً أبداً، خاصة عندما يكون لديك رضيع يحتاج للرعاية والحليب الطبيعي، وعليه، يجب عليك الاستفادة من وجبة السحور لإعداد جسمك ليوم كامل من الصيام، عن طريق تناول نظام غذائي صحي للمرضعة يركز على الحفاظ على الامتلاء وإبقاء الجسم رطباً، وقد يساعد تأخير توقيت السحور أيضاً في تأخير الجوع.
ضعي في اعتبارك الصيام الجزئي
بدلاً من الالتزام بصيام شهر كامل، يمكنك أن تهوّني على نفسك الأمر أثناء الرضاعة الطبيعية، فبدلاً من إجهاد جسمك إلى الحد الأقصى، خططي للصيام في أيام متناوبة أو خلال عطلات نهاية الأسبوع، وبينما ينفصل طفلك بشكل تلقائي عن حليب الثدي مع مرور الوقت، فسيكون الصيام طوال شهر رمضان ممكناً بعد ذلك.

أعطي الأولوية للرعاية الذاتية لك ولطفلك

أعطي الأولوية للرعاية الذاتية لك ولطفلك
حتى لو اتبعت جميع الإرشادات المفيدة، فقد يتسبب الصيام بردّات فعل غير متوقعة من الجسم، وهنا يعتبر تحديد المؤشرات أو الأعراض التي تدل على وجود مخاطر محتملة تؤثر في الرضاعة الطبيعية، مثل الجفاف أو نقص في كمية حليب الثدي، أمراً بالغ الأهمية، إذا لاحظت أياً من علامات الجفاف، فيجب عليك التوقف عن الصيام، وكسر صيامك على الفور.
لا تشعري بالتقصير
يمكنك دائماً تعويض أيام الصيام الفائتة عندما يكون جسمك مرتاحاً بما يكفي للقيام بذلك، لذلك لا تشعري بالتقصير إذا كنت غير قادرة على الصيام أثناء الرضاعة الطبيعية، رمضان هو أكثر من مجرد وقت للصيام، إنه أيضا فرصة لتقييم رفاهك العاطفي والروحي، بالإضافة إلى خيارات نمط حياتك، لا يزال بإمكانك تعظيم الشهر الفضيل من خلال القيام بأمور أخرى في متناول يدك، مثل التبرع للأعمال الخيرية، وقضاء المزيد من الوقت في الصلاة والعبادة، وتقليل مقدار الوقت الذي تقضينه في الأمور الدنيوية، واكتساب المزيد من المعرفة الدينية