(حلوى القطارات التي تسبقني)
(إلى حمزة عبود)
كُنت اعتقد دائماً
أنني وصلت متأخراً
وإلا
كيف تكبرني ثيابي بسنتين على الاقل؟
وكيف لا تنبت لحيتي
بينما يواصل ابي شجاره المعتاد
يحمل أوراق الحكومةِ وشعره الدهني
يذهب مبتسماً
ويعود مبتسماً
فتنشغل أمي بالفارقِ الطفيف بين الابتسامتين.
دائماً
كنت اعتقد أنني اصل متأخراً
أخاف يسبقني شيء ما
قطاراً ما
(رغم أنني لست كثير الاسفار)
وأخاف ان اذهب
ولا أجد المحطة
فلا أسافر
او اجدها
ولا اسافر
كيف يكون السفر حين ترحل العيون؟
ويبقى السفر مترسباً كبلور الضحكات
على أرض المقاهي؟
كيف يكون السفر ايماءة في البعيد
حين ترحل المحطات
وتبقى القطارات الغريبة؟
هذه حكاية...
لولا أن المسافرين انصبة من القش
تتدلى الحقائق الثقيلة من اكمامهم
الهواء يصفرُ في تخاريم معاطفهم
وتسلخُ الغربانُ على أكتافهم
رجل لا يحب السفر
يشرب بعينيه دخان المقهى
أرداف الساقية في المقهى
رجلّ يطيل الانتظار
لتسبقه القطارات عمداً
هذه حكاية....
لولا ان المدن قبيحة عندما نصل اليها
وأن المدن الفاتنة هي التي سبقتنا اليها القطارات
بسام حجار
باريس (تموز) 1979