أغمَضتُها كي لا تَفيضُ فأمطرَتْ أيقَنتُ أني لستُ أمْلَك مَدمَعي
أغمَضتُها كي لا تَفيضُ فأمطرَتْ أيقَنتُ أني لستُ أمْلَك مَدمَعي
وَلي فُؤادٌ إِذا طالَ العَذابُ بِهِ
طارَ اِشتِياقاً إِلى لُقيا مُعَذِّبِهِ
يَفديكَ بِالنَفسِ صَبٌّ لَو يَكونُ لَهُ
أَعَزُّ مِن نَفسِهِ شَيءٌ فَداكَ بِهِ
- البحتري
تعرضت زوجة أحد الشعراء للشمس أثناء سفرها
فأثّرت في وجهها، فعجِب لذلك!
فقالت : ولِمَ العجب ؟
فأجاب :
جاءَ الحبيبُ الذي أهواهُ من سفرٍ
والشمسُ قد أثّرت في خدّه أثرا
عَجبتُ كيف تحلُ الشمسُ في قمرٍ
والشمسُ لا ينبغي أن تُدرك القمرا
كواكبُ الليلِ قد لاحت لِناظرِهَا
و بدرُ وجهك عنَّي اليومَ مفقودُ .
رأيت بحلمي انـَّا التقينا
مصادفة جميلة في الزحام
حديث قصير جرى بيننـا
سؤال عن الحالِ ثم سلام
وأما العيون فقالت كثيراً
وأزهر قلبي لِوقع الكلام
فليت اللقاء يكون يقيناً
وليت الفراق حديث المنـام..يقينَ
وأغارُ من ثغرٍ يُنادي بِاسمِها
حتى وإنْ قَصَدَ المُنادي غَيَرها
وأغارُ ممن يكتبون قصائداً
فيها وصوفُ قد أبانَتْ سِرَّها
وأغار ُمن أهلِ القبيلةِ كلّهِمْ
كانوا لها عند الشدائدِ ظهرهَا
وأغار من مرآتها فهي التي
قد أبصرت كل الجمال، فسَرَّها
هل يعلمُ المحبوبُ أنّ قلوبنا
تهفو إليه و تستلذُّ رُؤاهُ.
و بأنّنا في شوقِنا وودادِنا
نتصنّعُ الأسباب كي نلقاهُ
صباحُ الخيرِ يا وجهًا جميلًا
ويا عَذباً فُراتاً سَلسَبيلا
ويا عَقلاً إذا ما تِهتُ تيهاً
بِمَعمَعَتي .. وجدتُ بِهِ دَليلا
يقول بهاء الدين زهير ...
إقرَأ سَلامي عَلى مَن لا أُسَمّيهِ
وَمَن بِروحي مِنَ الأَسواءِ أَفديهِ
وَمَن أُعَرِّضُ عَنهُ حينَ أَذكُرُهُ
فَإِن ذَكَرتُ سِواهُ كُنتُ أَعنيهِ
أَشِر بِذِكرِيَ في ضِمنِ الحَديثِ لَهُ
إِنَّ الإِشارَةَ في مَعنايَ تَكفيهِ
إِذا كُنتُ لَستَ مَعي فَالذِكرُ مِنكَ مَعي
يَراكَ قَلبي وَإِن غُيِّبتَ عَن بَصَري
العَينُ تُبصِرُ مَن تَهوى وَتَفقِدُهُ
وَناظِرُ القَلبِ لا يَخلو مِنَ النَظَرِ