..
صامِتٌ..
غيرَ أنَّ في الصَّمتِ تِبْيانًا
لِحُزني يَفوقُ كُلَّ كَلامي
وأُواسي بالشِّعرِ قلبًا كَليمًا
ليتَ أنَّ القَريضَ يَشفي كِلامي !*
..
..
صامِتٌ..
غيرَ أنَّ في الصَّمتِ تِبْيانًا
لِحُزني يَفوقُ كُلَّ كَلامي
وأُواسي بالشِّعرِ قلبًا كَليمًا
ليتَ أنَّ القَريضَ يَشفي كِلامي !*
..
وحَالاتُ الزّمانِ عَلَيكَ شَتّى
وحَالُك واحِدٌ في كُلّ حَالِ
- المتنبي.
يَتوقُ إليهِ وهوّ ظلالُ وهمٍ
وطيفٌ فِي الخيالِ لهُ عجيبُ
يكلّمُ مِن صميمِ القلبِ طيفًا..
يراهُ هُناكَ وهوَ لهُ قريبُ!
لَو كانَ المُتَنبي في زمنِ الإنترنت لَقال:
الواتس والفيس وَالإِعجابُ يَعرفُني
وَالنَّشر وَاللَّصقُ والتَّعليقُ والخَبرُ
سَيَعلَمُ النّاسَ مِمَّن زارَ صَفحَتنا
بِأَنَّني خَيرُ مَن بُثَّت لهُ صِوَرُ
صَحِبتُ في سَهراتي النِّتَ مُنفَرِداً
حَتّى تعجَّبَ مِنّي الليلُ وَالقَمرُ
أنا الذي وَضعَ الأَحلى عَلى صِوَري
أَحبَبتهُ… وههه… والواوُ.. يا بَشَرُ
إِذا رأيتِ ماسنجري يِوماً مُتَّصِلاً
فَلا تَظن بِأَنّي لأَحدِ الأَشخاصِ أَنتَظِرُ
وَكَم فَتاة كانَت دَوماً تُراسِلني
تَبَيَّنَ فيما بعد أَنَّها ذَكرُ
وإنَّ الناسَ جَمعُهم كثيرٌ
ولكن مَن تُسر به قليلُ.
مَرَّ القِطارُ كَأَنَا لَمْ نَكُنْ فِيْهِ
مَرَّ القِطارُ عَلَى آثَارِ مَاضِيهِ
تَقَاذَفَتْنا المَنافِي غَيْرَ عَابِئةٍ
وَبَعْثَرَتْ عُمْرَنا المَذْبُوحَ فِي التَّيْهِ
مَرَّ القِطارُ فَقَالَتْ لِي بَنَفْسَجَةٌ
أَمَا لَدَيْكَ حَدِيثُ فِيَّ تَرْوِيْهِ ؟
فَقُلْتُ : نَحْنُ هُنا يَا أُخْتَ عَوْدَتِنا
حِكَايَةُ الحُلْمِ تُرْوَى فِي لَيالِيهِ
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها
فرجت وكنت أظنها لا تفرج ..!
إنّي لأحسِدُ جارَكم لِجواركم
طوبَى لمن أمسَىٰ لبيتك جاراً
يا ليتَ جاركَ باعني من دارهُ
شبراً.. فأعطيهِ مُقابلَ شبرهِ داراً
لا تُخفِ ما صنعت بكَ الأشواقُ
واشرَح هواكَ فكلُّنا عشّاقُ
قد كان يُخفى الحُبَّ لولا دمعُكَ
الجَاري ولولا قلبُكَ الخَفّاقُ
فعسى يُعينُكَ من شكَوتَ لهُ الهوى
في حَملهِ فالعاشقونَ رِفاقُ
لا تَجزَعَنَّ فلستَ أوّلَ مُغرَمٍ
فَتَكَت بِهِ الوَجنَاتُ وَالأحدَاقُ
" مهما ابتعدت عن الفؤادِ
فإنني مستوطنٌ رغم المسافة أضلعَك ".