كنَّا خِفافًا ..
لا علينا، لا لنا!
لكنْ تصاريفُ المُنى عبثتْ بنا
أنكرتُني حينَ التفتُّ أُريدُني
أنكرتُني ..
إذ لستُ أدري من أنا!
كنَّا خِفافًا ..
لا علينا، لا لنا!
لكنْ تصاريفُ المُنى عبثتْ بنا
أنكرتُني حينَ التفتُّ أُريدُني
أنكرتُني ..
إذ لستُ أدري من أنا!
تشفُّ غماماتٌ
وتصفو مناهلُ
وتغرقُ في سحرِ المجازاتِ بابلُ
وتُعْشِبُ
في روحي الكناياتُ كلما
بذكركَ يأتيني من الغيبِ هاطلُ
أحبك
روحي بالمناجاةِ ثرّةٌ
وقلبي بأنداءِ الصباباتِ آهِلُ
على الماءِ أتلو
سيرةَ النور خاشعًا
فينداحُ شلالٌ من الضوء هامِلُ
ألوذُ بمرآتينِ من فيضكَ الندي
فينسابُ بِلَّوْرٌ على الروحِ سائلُ
وأشهدُ في الآفاقِ
وهجًا مجلَّلا
له باسمك الوضّاءِ فيها منازِلُ
تضيؤكَ
في ليلِ المحاريبِ دمعةٌ
لها كلّما أجْهَشْتَ بالوحيِ وابلُ
وتغشاكَ أنوارٌ من الله قدرَ ما
إلى الله تهفو في رؤاكَ الشمائلُ
تَحَنَّثْتَ في الغارينِ
حتى تكشّفَ الحجابُ
وشفّتْ في رؤاكَ الدلائلُ
وحُمّلْتَ أعباءَ النبوّةِ
ما انثنى
بكَ العزمُ من ثِقْلٍ ولا انهدَّ كاهلُ
أحبّكَ، تخضرُّ الخيالاتُ، والرؤى
إذا لُحْتَ لي تخضرُّ منها السنابلُ
ويجري على كفيَّ
شلّالُ كوثرٍ
بِهِ للظّماءِ المُخْبتينَ مناهلُ
سلامًا وبردًا
حَلَّ وَهْجُكَ في دمي
لأنّكَ بين النورِ والنّارِ حائِلُ
مقامُكَ أعلى
من سماواتِ فكرتي
وأقصى الذي أُبديهِ: أني أحاولُ
سناكَ يضيءُ الروحَ
ما غابَ وهجُها
وما غبتُ في المَسْرى ونجميَ آفلُ
يُيَمِّمُكُ الإيقاعُ أنّى أدَرْتُهُ
فذا القلبُ مشغولٌ وذا الحبُّ شاغلُ
قبائلُ من توقٍ
تناجيكَ في فمي
فيورقُ ما تاقتْ إليكَ القبائلُ
أنا منكَ في حَشْدٍ
من الوجدِ والهوى
فلا الصّبُّ مخذولٌ ولا الوجدُ خاذلُ
تُبَدّدني فيك الصباباتُ
كيف لا
ولي في صميمِ الروحِ منها مراجِلُ
أيا غيمةَ التّحْنانِ
مُذْ فِضْتَ أعشبتْ
جهاتي وعَلَّتْ في رُباها الأيائلُ
إلى روحكِ السّمْحاءِ
تأوي سنابلي
إذا بالمنايا الحُمْرِ لاحتْ مناجِلُ
تَوَحَّدتُ في رؤياكَ
بالضوءِ، مثلما
بآمالهِ حبًّا توحّدَ آمِلُ
وعمّقْتُ جُرْحَ الشعرِ
من حيثُ أنّ لي
فمًا ناقصًا جدًّا ومعناكَ كامِلُ
أأدعوكَ فردًا
يا مهيبُ وأنتَ بي
حشودٌ فيا للهِ كمْ أنتَ هائلُ
سواءً بسطتَ الروحَ
أم كفّكَ النّدِي
فإنكَ في الحالينِ: بَذْلٌ وباذِلُ
مقامانِ لي عند الشفاعةِ إنما
أنا منهما إن خِبْتُ : ثُكْلٌ وثاكِلُ
فكن للذي جفَّت
حناياهُ ظامئًا
ندى غيمةٍ حنّت إليها المناهلُ
فبي من شحوبِ الريحِ
وجهٌ مجرّحٌ
وبي من قروح النارِ ما الجمرُ قائلُ
ولي فيكَ من بردِ
المناجاةِ كوثرٌ
على جَدْبِ حقلٍ في حنايايَ نازلُ
- علي عكور
.
إِني أُطيلُ حديثنا إذ يبْتدِي
وأنا بِطَبعي لا أطيلُ كلامِي
خيرُ الكلام أقلُّه في مذهَبي
إلا حديثُك ملجَئي وسَلامِي ..
.
و ماليَ غيرُ بابِ اللهِ بابٌ
و لا مولى سواهُ ولا حبيبُ
كريمٌ منعمٌ برٌّ لطيفٌ
جميلُ السترِ للداعي مجيبُ
حليمٌ لا يعاجلُ بالخطايا
رحيمٌ غيثُ رحمتهِ يصوبُ
.
لا بأس يانور الحياة ودفئها
لا بأس يا وجه الرِضا الفتّانِ
لا بأس سوف تمرُ مثل سحابةٍ
عجلى! وتصبح في ذرى النسيانِ ..
.
مَنَعَ النّومَ شدّةُ الاشتِياقِ
وادّكارُ الحبيبِ بعدَ الفِرَاقِ
ليتَ شعري إذا بُثينةُ بانتْ
هل لنا بعدَ بينها من تلاقِ؟
ولقد قلتُ يومَ نادى المنادي
مستحثاً برحلةٍ وانطلاقِ؟
ليتَ لي اليومَ يا بثينةُ منكم،
مجلساً للوداعِ قبلَ الفراقِ
حيثُ ما كنتمُ وكنتُ فإني
غيرُ ناسٍ للعهدِ والميثاقِ
-جميل بثينة-
مَلأَ الضُلوعَ وَفاضَ عَن أَحنائِها
قَلبٌ إِذا ذُكِرَ الحَبيبُ يَذوبُ
ما زالَ يَضرِبُ خافِقاً بِجَناحِهِ
يا لَيتَ شِعري هَل تَطير قُلوبُ
يكادُ الشوقُ يا ميُّ يفنينا
فالقلبُ يعصي كما تعصينا
فالصبرُ لو تعلمي يا لوعتي
للروحِ ناراً و وللجلدِ غِسلينا