يا قلبُ لا تبكي عليها إنها
تهوى الفِراق وبالمشاعِر تلعَبُ
يا قَلبُ لا ترضى علينا ذِلةً
إني عزيزٌ شامخٌ لا أُغلَبُ
أنت الذي أكرمت فقر شعورِها
وجعلت مِنها ثعلبًا يتقلبُ
حتى تمادت بالفراق كأنها
تراكَ شيئًا تافهًا لا يُحسبُ
يا قلبُ لا تبكي عليها إنها
تهوى الفِراق وبالمشاعِر تلعَبُ
يا قَلبُ لا ترضى علينا ذِلةً
إني عزيزٌ شامخٌ لا أُغلَبُ
أنت الذي أكرمت فقر شعورِها
وجعلت مِنها ثعلبًا يتقلبُ
حتى تمادت بالفراق كأنها
تراكَ شيئًا تافهًا لا يُحسبُ
"لا تَخْتَبِرْ صَبْرَ مَنْ طابَتْ سَجَايَاهُ
ألا تَرَىٰ الـبَـحْـرَ لا تُـبْـدَىٰ نَـوَايَـاهُ؟
لا تَقْصُدِ البَحْرَ إنْ جَـدَّتْ طَبَائِعُهُ
فَالبَحْرُ لَـمْ يَـنْـفَــلِقْ إلّا لِـمُـوسَـاهُ"
يا أحسنَ الناسِ يا من لا أبوح به
يا من تجَنى وما أحلى تجَنيهِ
قد أتعسَ اللّهُ عيناً صرتَ توحشها
وأسعدَ اللّهُ قلباً صرت تأويه
"مَالي أرى فِي عُيونِ الناس عَيناهُ
مالي أرى حيثُ ما أمضي مُحياهُ؟
إختار سَكنًا لهُ في وَسط أعيُنِهم
أم أصبح الخلقُ للمَعشوقِ أشباهُ؟".
"يَا شَاغِلَ العَينينِ كيفَ سَلَبتَني؟
وَ وَقَعتُ في مَحظورِ مَا أتحَذَّرُ
يَا سَارِقَ الأنفاسِ كيفَ عَبثتَ بي؟
وَأنا الكتومُ، الحَاذِقُ، المُتَحَذّرُ!"
.
"وبِي شَوقٌ إلىٰ عَينَيكِ جِدًّا
كشَوقِ الزَّارعِينَ إلىٰ السَّحابِ
وشَوقِ الرَّاحلينَ بأرضِ قفرٍ
إلىٰ نبعِ الحقيقةِ لا السرابِ
وشَوقِ الماكثينَ بقُطبِ أرضٍ
إلىٰ شَمسٍ أطالتْ في الغيابِ
وشَوقِ التَائهِ الحيرانِ طِفلًا
إلىٰ أهْلِيهِ أو بعضِ الصِّحابِ"
.
الكَوْنُ عَيْنَاك لا شَمْسُ وَلا قَمَرُ
والرّوْضُ خَدّاك لا غُصْنٌ ولا ثَمَرُ
وأنْت في دَوْحَة الأحْلامِ أُغْنيَة
يشدو بِها الحُبّ، لا نَايٌ ولا وَتَرُ
"دَعْ سَوطَ هَجْرِكَ جانبًا وَتعالَ
ليفقدْ اكتفى منّي عَدوّيْ واشْتفى
واسألْ ضَميركَ مَرّةً ياهاجري
هلْ كُنتَ في شَرْعِ المَحبَّةِ مُنصِفا؟"
كُلي حنين ولرُبما لم اظهر شيءٌ
فالملامح لا ولا قلبي ظهر
ولرُبما ابدوا لهم متناسياً
وبأنني اعتدّتُ او انّي صخر
انا لستُ من يظهر عليه تدمّره
لكنّ روحي دائماً نحو الخطر
أبلِغ عَزيزاً في ثنايا القلبِ مَنزله أني وإن كُنتُ لا ألقاهُ .. ألقاهُ
وإن طرفي موصولٌ برؤيتهِ
وإن تباعد عَن سُكناي .. سُكناهُ
ياليته يعلمُ أني لستُ أذكرهُ
وكيف اذكرهُ إذ لستُ .. أنساهُ
يامَن توهم أني لستُ أذكره
ُ واللهُ يعلم أني لستُ .. أنساهُ
إن غابَ عني فالروحُ مَسكنهُ
مَن يسكنُ الروح كيف القلبُ .. ينساهُ ؟!