ذات يوم ........!!
فاجأني القدر وبدون مقدمات ..
فجاء لي ليقول : " الوداع " ...
فنظرت إليه بدهشة !!
كطفل -- يحاول ترتيب العبارات ..
وقد تبعثرت مني كل الكلمات ..
فسألته : ما هذا !!!!؟ ..
إلى أين يا أعز البشر !!
فأخرج اﻵه من قلبه المكلوم وقال إنه " القدر "
فشعرت حينها بإحساس مميت .. ودوران !!
فأردت أن أمسك بيده ولكن !!
منعتني نفسي ..
فأطلقت لهول الخطب دموع الزفرات ..
أما روحي المعذبة
فتأججت كلهيب النار منها اﻵهات...
و قلبي قد نزف من أعماق نفسي
فتحجرت مني حتى حروف العبرات ..
فسألته بصوت مرتجف : لماذا !!
لماذا حددت مصيري معك وإخترت الفراق !!
أجبني !!
يا من كنت في شدتي .. متنفسي وملجئي
وكنت لي بسمة أنس ..
في الليالي العابسة
عندما كنت أبث إليك آهاتي .. وهموم حياتي ..
قل لي .. يامن أتيت اليوم بقرار الرحيل !؟
أليسَ أنت من علمني الحب !؟
أليسَ أنت من علمني هندسة الوفاء !؟
ألم تكن لي على مر السنون .. الملجأ الحنون
عندما حملتني الحياة أكثر من طاقتي ..
فماذا اﻵن جرى !!!!
وهل تخيلت حياتي بعد رحيلك .. ومن دونك !؟
فرفعتُ راسي ﻷنظر إليه ..
فأدهشتني !! دموع عينيه ..
كيف ذرفها من أعماق اﻵه والحيرة !!
وأذهلتني .. آهات روحه المعذبة ..
وقلبه المجروح باﻷلام والحسرة ..
وشعرت بكلماته تنزف من داخله !!
فأداربوجهه المتعب لي .. وهو يقول :
لما هذا العتاب !!
وأنا أرى زهور عمري تذبل أمام عيني .. وعينيك
وأشاهد على وجهك اﻷلم والحزن من أجلي .. كلما نظرت إليك
وأنا حائر .. تائه .. ليس بيدي أي شيء أفعله
من أجلي وأجلك ..
فأرجوك .. دعيني وآلمي .. دعيني وحزني !!
ودعي عنك العتاب !!
فأنا روح معذبة ..
و روح فاجأها القدر .. " بداء مميت " !!
فلما العتاب !؟
ألم أقسو على نفسي من أجلك ..
ألم أضحي بقلبي في سبيل سعادتك ..
ألم أسهر الليالي شوقآ إليك ..
ألم أجعل أيامك عطاء وحب وخوفآ عليك ..
لما العتاب !! وأنا أصبحت لداء جسمي " رهين "
ونفسي لاتقبل لنفسك العناء ..
من روح مصيرها عن قريب الموت والفناء ..
ولهول ما سمعته منه .. قبضت بتلك يدايا على رأسي ..
وشعرت بكلماته المخنوقة كسهم .. إخترقت أعماق قلبي
وأغمضت لعظيم اﻷمر و الخطب .. محاجر عيني
فتحجرت مني الحروف .. وخرجت مني اﻵهات ..
فنظرت إليه !! لعل روحي تستوعب كلماته !!
وبحثت بين حروفه المرهقة على وميض خفي
ﻷطمن قلبي المتيم بحبه ..
وبصوتآ مخنوق .. وكلمات ترتجف ..
خاطبته بعبارات الرجاء .. واﻹنكسار ..
فقاطعني وقال : سأتركك بالرغم مني
ولن أنساك أبدآ ..
فأرجوك أعذريني ..
لا أريد أن أعذب روحك الطاهرة معي ..
فمسح دموع عيني بيديه وقال :
عندما ترين دموعك تنزل من عينيك
تذكري كل لحظة جميلة عشناها معآ ..
لقد أحببتك من كل قلبي ..
وحبي لك كان مقدسآ ..
لذلك .. قبل أن أرحل من هذه الحياة
قررت أن أرحل من حياتك ..
حتى لا أراك تتعذبين معي
ولكن لدي كلمة أخيرة أريد أن أقولها لك !!!
أحبك .. نعم أحبك !!
وبرجاء مني أمسكت يده !!
فرمى يدي من يديه ..
و على شفتيه إبتسامة الرحيل
فقال : الوداع .. ومضى
فهتفت إليه بأعالي صوتي :
أنا لا أريد أن نساك !! ولن أنساك
فنظر إلي من بعيد .. وقد ذرفت دموعه بغزارة
رأفتآ منه لحالي ..
وهو يحاول أن يخفيها عني ..
ويمسحها " بكم ثوبه " ..
نعم .. لقد رحل عن حياتي
إلى حياته اﻷبدية عند الله ..
لقد رحل .. بعد أن خلف الحزن في قلبي عليه
كلهيب الشمس .. يأجج ذكرياتي
فآه من الفراق .. ليس للهبه حدود
ولا يحسه !! إلا من إكتوى بنارهـ
آهـ من الفراق ..
فعند محطته تنتهي اﻷحلام ..
وتتحطم اﻵمال .. بعد أن كادت تتحقق
و عنده .. تحترق
تلك الصفحات التي كتبناها بأيدينا ..
قبل أن نكمل مانريد كتابته ..
فـ آآآهـ من الفراق .....