أشابَكَ هَمٌّ أم بُليتَ بأكحَلِ ؟
أشابَكَ هَمٌّ أم بُليتَ بأكحَلِ ؟
بهيُّ المحيا ذابِلُ الطرفِ يَقتُلِ
خَلِيلآيَّ لا تبحثانِيَّ في الهوى
ولاتسألانيْ عنْ حبيبٍ مُدَلَّلِ
دقيقُ المعاني أهيفُ القدِّ كالقنا
تُحارُ بهِ الألبابُ والنجمُ يخجَلِ
لهُ قامةٌ حسناءُ مَياسةُ الخُطى
فليس لهُ في كوكبِ الأرضِ أمثلِ
لقد ذابَ قلبي في هواهُ صبابةً
ولستُ بمَنْ أهوى ولستُ بأخطلِ
كرِهتُ الورى في حُبهِ مُتعمِداً
وكنتُ كما قيسٍ مُحبٍ ومُبتلِ
ولو كانَ قيسٌ حاضراً لستزارني
وصنفني المجنون عنهُ ورقَّ لِي
ففيهِ نسجتُ الشعرَ في كُلّ واديٍّ
لحتى أتتني الجَآنُ مِنْ كُلِّ مَعزلِ
فما خُطتِ الأشعارُ إلا لعاشقٍ
أنيسُ الليالي ذابِلُ الجسمِ هيكلِ
فتحتُ لهُ قلبي وبحتُ لهُ الجوى
ولكنهُ كالصخرِ ... أقسى وأثقلِ
إذا كانَ في بحرِ المحبة جاهلاً
فإني بما قد قالَ لستُ بمُجْهِلِ
وإني إمرؤٌ قد يعشقُ الغِيدَ مَرةً
ولستُ لها في آخِرِ الدهرِ مُقبلِ
إذا كانَ قلبي لا يطيعُ أوامري
نزعتُهُ مِنْ صدري وعِشتُ بأطحُلِي !
نبيل الشهاري
رد مع اقتباس
