أبو طالب.. شَفيعُ الأمَّة!
بسم الله الرحمن الرحيم
ما الذي جرى في التاريخ حتى صار أبو طالب عليه السلام شخصيَّةً خلافية؟! وهو شيخُ بني هاشم، وفَخرُ قُرَيشٍ والعَرَب؟!
لماذا اختلفَ تقييمُ هذا الرَّجُل؟ بين قائلٍ أنَّهُ حازَ أعلى مراتب الإيمان وأرفعها، وآخر قائلٍ أنَّه ماتَ كافراً؟!
ما الذي فعله حتى أحبَّهُ قومٌ ونَقِمَ عليه آخرون؟!
هل يرتبطُ الأمرُ بشخصه؟ أم بقراباته؟ أم بمواقفه؟
أوَّلاً: لتحذونَّ حذو الأمم السابقة
روى البخاريُّ في صحيحه عن النبيِّ صلى الله عليه وآله أنه قال:
لَتَتْبَعُنَّ سُنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، شِبْرًا شِبْرًا، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ.
قُلْنَا: يَا رَسُولَ الله، الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى؟
قَالَ: فَمَنْ؟ (صحيح البخاري ج11 ص369 ح6551).
ما كشفَ عنه النبيُّ صلى الله عليه وآله هو استجرارٌ لما فَعَلَت الأمم السابقة، واتِّباعٌ لهم في باطلهم، من أهل هذه الأمة.
فلا جبرَ من الله تعالى لهم في ذلك، ولا قهرَ لعباده على الانحراف والضلال، حاشاه تعالى، وهو الذي سهَّل لهم سبل الهداية، ودعاهم إليها، وواتر إليهم رسله..
وهكذا صارَ اتِّباعُ سُنَنِ اليهود والنصارى منهجاً عند المسلمين!
ولكن..
هل يلزم أن يصدر منهم عينُ ما صدرَ مِنَ اليهود والنصارى؟ وعلى نفس الصورة والشاكلة؟ كما قد يوحي به الحديث؟
أم يكفي المشابهة من بعض الجوانب ليصدق أنَّهم اتَّبعوا سننهم؟
قد يُقال برجحان الثاني، لشهادة الوجدان على ذلك، فلا يلزم أن يكون العجلُ المعبود في هذه الأمة مَثَلاً عِجلاً له خوارٌ كخوار عجل بني إسرائيل، بل يكفي المشابهة في جانبٍ.. كأن يُنزَّلَ إنسانٌ منزلة العجل المعبود، فيُطاع، ويعصى الله.. فتكون الأمة قد فُتِنَت بعجلها الخاص، الذي يأمر بالمنكر وينهى عن المعروف.. دون أن يُصنعَ كما صُنِعَ عجل اليهود.
ويُستفادُ من هذا الحديث الذي روى الشيعة أيضاً نظيره، في فهم أبعاد وخلفيات المواقف التي تؤخذ تجاه شخصيَّاتٍ إسلامية عظيمة كأبي طالب.. فكيف ذلك؟
ثانياً: تكذيب الأنبياء وقتلهم
قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَقَفَّيْنا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنا عيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وَأَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَ فَكُلَّما جاءَكُمْ رَسُولٌ بِما لا تَهْوى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَريقاً كَذَّبْتُمْ وَفَريقاً تَقْتُلُونَ﴾ (البقرة87).
لقد عمد بنو إسرائيل إلى تكذيب الرُّسُل، فلم يقرُّوا غالباً لهم بالصدق، وإن علموا ذلك منهم.. واتَّهموهم بالسحر والخداع! أو الجنون! ﴿كَذلِكَ ما أَتَى الَّذينَ مِن قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ قالُوا ساحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ﴾ (الذاريات52).
ولقد نصَّ تعالى في غير موضعٍ على قتلهم الأنبياء، فذكر في سورة النساء اتخاذهم العجل من بعد ما جاءتهم البينات، ثمَّ عفو الله عنهم، وأخذه منهم ميثاقاً غليظاً، ثمَّ نقضهم ميثاقهم وكفرهم بآيات الله ﴿وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِياءَ بِغَيْرِ حَقٍّ﴾.
وهكذا.. جَرَت سُنَنُ بني إسرائيل في هذه الأمَّة..
بدءً من التكذيب.. وانتهاءً بالقتل..
فكذَّبوا النبيَّ صلى الله عليه وآله: ﴿وَقالَ الْكافِرُونَ هذا ساحِرٌ كَذَّابٌ﴾ (ص4).
ولمّا عجزوا عن قتله، وظهر منه صلى الله عليه وآله ما قَهَرَهُم به، وكَسَرَ شوكتهم، مستنصراً بعمِّه أبي طالب.. ثم ابن عمِّه حيدر الكرّار.. أسلم كثيرٌ منهم خوفاً أو طمعاً.. فدخلوا في دين الله أفواجاً..
لكنَّ محاولات قتله صلى الله عليه وآله لم تتوقف.. ففشل أكثرُها، إلى أن قضى مسموماً شهيداً مقتولاً، صلوات ربي وسلامه عليه. فشابَهَت هذه الأمَّة الأمم السابقة في قتل الأنبياء.
ثالثاً: الطَّعن في الحواريين
لقد امتدَحَ الله تعالى حواريي عيسى ابن مريم عليه السلام في كتابه، لأنَّهم كانوا أنصاره تعالى، بنصرهم عيسى ابن مريم عليه السلام، فأمر الله تعالى المؤمنين أن يحذو حذوهم وينصروا نبيَّهم: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصارَ الله كَما قالَ عيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوارِيِّينَ مَنْ أَنْصاري إِلَى الله قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ الله﴾ (الصف14).
ولقد كان الحواريون من أخلص الناس لعيسى عليه السلام، ومن المسلمين الصادقين، حتى ورد عن الرضا عليه السلام: فَسُمِّيَ الحَوَارِيُّونَ الحَوَارِيِّينَ لِأَنَّهُمْ كَانُوا مُخْلِصِينَ فِي أَنْفُسِهِمْ، وَمُخَلِّصِينَ لِغَيْرِهِمْ مِنْ أَوْسَاخِ الذُّنُوبِ بِالْوَعْظِ وَالتَّذْكِيرِ (عيون أخبار الرضا عليه السلام ج2 ص79).
فكانوا من أهل الطهارة، الذين يدعون الناس إلى الله تعالى، ويخلصُّونهم من أوساخ الذنوب.
وكان شمعون الصفا، أو بطرس، وصيَّ عيسى عليه السلام، ورأسَ الحواريين، وهو الذي ينجو من تولاه، ويهلك من خالفه أو عاداه.
وقد قال عنه عيسى عليه السلام في الإنجيل الذي يعتقد به النصارى: أَنْتَ بُطْرُسُ، وَعَلَى هذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْني كَنِيسَتِي، وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا. وَأُعْطِيكَ مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ (متى16: 18-19).
لكنَّ بُطرُس والتلامذة ما نجوا من طعن بني إسرائيل فيهم!
فقد نسب لهم الإنجيل الشكَّ في عيسى عليه السلام تارةً! (متى26: 31).
ووصفهم تارةً أخرى أنهم قليلو الإيمان! (متى8: 26).
ونفى عنهم ثالثةً أن يكون لهم حبَّةُ خردلٍ من الإيمانٌ! (متى17: 19).
والأخطر من كلّ ذلك.. أنَّ النصارى آمنوا بكتابٍ يُطعَنُ فيه بطرس ويُحقَّر.. بما يثير التعجُّب.. ثمَّ نسبوا ذلك لعيسى عليه السلام!
ففي إنجيل متى ومرقس أن عيسى عليه السلام قال لبطرس: اذْهَبْ عَنِّي يَاشَيْطَانُ! أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي! (متى16: 23).
لقد طعنوا في بُطرُس.. وإن عَدُّوه رأس الكنيسة! فَصَارَ رأس الكنيسة شيطاناً!
مع ذلك.. ظلَّ بُطرُس مقدَّساً عندهم! مع كونه شيطاناً!
أمَّا بولس.. الذي كان يضطهد الكنيسة.. عدوّ المسيح عليه السلام.. فقد صار مقدَّماً.. حيث تُنسب إليه أربعة عشر (14) رسالةً من أسفار الإنجيل السبعة والعشرين (27)، فصار لبولس نصيبُ الأسد في دعوة عيسى عليه السلام، فيما صار بطرس شيطاناً!
هكذا كان حال بني إسرائيل مع الحواريين! ولقد حذا حذوهم المسلمون! فخالفوا أمر الله في الأوصياء الإثني عشر.. وفي أوَّلهم أمير المؤمنين عليه السلام.. وفي أبيه أبي طالب عليه السلام.
رابعاً: الطعن في أبي طالب
لقد جهد القومُ في محاربة عليٍّ عليه السلام.. بشخصه وشخصيَّته..
فأرادوا قتله حينما قاتلهم إلى جانب الرسول صلى الله عليه وآله، وأرادوا هدم كيانه ومكانته وشخصيَّته كما سعوا مع الرَّسول..
لكنَّهم فشلوا في الأمرين.. فلم يجدوا شيئاً يُطعنُ به على عليٍّ عليه السلام، وهو الطاهر المطهَّر، الكامل المكمَّل.. وقد طبقَّت مناقبه وخصاله الخافقين، فلم يقدروا إلا أن يقولوا: فيه دُعابة! وأنَّه امْرُؤٌ تِلْعَابَة!
ولمّا عجزوا عن إسقاطه.. لجؤوا إلى الطَّعن بأبيه.. كما طعنوا بعبد الله والد النبيِّ صلى الله عليه وآله.. فقالوا أنَّ عبد الله بن عبد المطلب، وأبا طالب بن عبد المطلب، كافران! وأنَّهما من أهل النّار! كلُّ ذلك بُغضاً للنبيِّ صلى الله عليه وآله.. ولوصيِّه أمير المؤمنين عليه السلام!
لكنهم خسؤوا.. فآباء الأنبياء والأوصياء من أهل الشرف والكرامة، والعزِّ والإيمان والطهارة.. سيَّما آباء أشرف الخلق على الإطلاق.. النبي الأكرم والوصي الأعظم صلوات الله عليهما وآلهما..
أما عبد الله عليه السلام، فللحديث عنه محلٌّ آخر..
وأما أبو طالب عليه السلام، فقد رويَ: إنَّه كان وصيَّاً لحجَّة الله تعالى، وقد روى الشيخ الصدوق: أَنَّ عَبْدَ المُطَّلِبِ كَانَ حُجَّةً، وَأَبَا طَالِبٍ كَانَ وَصِيَّه (اعتقادات الصدوق ص110).
ولقد بالغَ القومُ في الطَّعن بأبي طالب.. فروى البخاري ومسلم وأحمد والترمذي والنسائي وغيرهم عن أبي هريرة والمسيَّب أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وآله عرض شهادة التوحيد على أبي طالب عند وفاته فلم يشهد بها!
ورووا أن النبيَّ صلى الله عليه وآله قال: هُوَ فِي ضَحْضَاحٍ مِنْ نَارٍ، وَلَوْ لَا أَنَا لَكَانَ فِي الدَّرَكِ الْأَسْفَلِ مِنْ النَّار! (صحيح البخاري ج6 ص192 ح3440).
فزعموا أنَّ عذابه في الضحضاح، وهو الموضع القريبُ من القعر، هو نوع تخفيفٍ ببركة النبيِّ صلى الله عليه وآله!
ونسبوا للنبي صلى الله عليه وآله قوله: لَعَلَّهُ تَنْفَعُهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُجْعَلُ فِي ضَحْضَاحٍ مِنْ النَّارِ يَبْلُغُ كَعْبَيْهِ، يَغْلِي مِنْهُ أُمُّ دِمَاغِهِ! (صحيح البخاري ج10 ص186 ح5850).
ولقد نشروا هذا القول وبثُّوه بين الناس، حتى صار عقيدة أغلب المسلمين اليوم، كما فعل النصارى ببطرس والحواريين! حينَ سلبوهم حبَّة خردلٍ من إيمان! مع كونهم أقرب الناس لعيسى عليه السلام!
بل فاقوا النصارى في ذلك، فإنَّ النصارى لم يتركوا هذه النصوص على ظواهرها! فإنهم وان انتقصوا من بطرس والحواريين، وخَطَّؤوُهُم، والتزموا بصدور المعاصي منهم، إلا أنَّهم أقروا بأنهم من أهل النجاة! بخلاف ما فعل الأجلافُ مع أبي طالب عليه السلام!
ولقد تعمَّدوا إيذاء أمير المؤمنين في أبيه عليه السلام، ومن ذلك لمّا قام إليه رجلٌ وهو جالسٌ في رحبة الكوفة والناس حوله، فقال له الرجل:
إِنَّكَ بِالْمكَانِ الَّذِي أَنْزَلَكَ الله، وَأَبُوكَ مُعَذَّبٌ فِي النَّارِ!
فَقَالَ لَهُ: مَهْ، فَضَّ الله فَاكَ، وَالَّذِي بَعَثَ مُحَمَّداً بِالحَقِّ نَبِيّاً، لَوْ شَفَعَ أَبِي فِي كُلِّ مُذْنِبٍ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ لَشَفَّعَهُ الله!
أَ أَبِي مُعَذَّبٌ فِي النَّارِ وَابْنُهُ قَسِيمُ الجَنَّةِ وَالنَّارِ! (كنز الفوائد ج1 ص183).
فأيُّ معنى عظيم هذا؟!
لقد أعدَّ الله تعالى الشفاعة لأهل الذنوب، فقبل عزّ وجل شفاعة الأنبياء والأوصياء في أهل المعاصي، تخفيفاً عنهم، وتكريماً لأصحاب الشفاعة، وتعظيماً لشأنهم..
ولقد كشف أميرُ المؤمنين عليه السلام أنَّ لأبي طالب مقام الشفاعة لـ(كُلِّ مُذْنِبٍ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ)! فلو شفع لهم جميعاً لقبل الله شفاعته!
لكنَّ القوم سلبوه هذه المنقبة.. بل زعموا أنَّه قريبٌ من قعر جهنم.. بشفاعة النبي صلى الله عليه وآله!
لقد أوهموا الناس أنَّ منزلته سيئةً إلى درجة أن الشفاعة لا تنفع معه! إلا بنقله من أسفل دركٍ إلا ما يقرب منه! والحال أنَّ شفاعته هو مقبولةٌ في كلِّ مذنب.. فهو (مِنْ رُفَقَاءِ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ) (كنز الفوائد ج1 ص183).
بل إنَّ له فوق ذلك منزلةً عجيبة، ومقاماً رفيعاً يتحيَّرُ فيه العقل.. ذاك ما بيَّنَهُ أمير المؤمنين عليه السلام عندما قال:
وَالَّذِي بَعَثَ مُحَمَّداً بِالْحَقِّ، إِنَّ نُورَ أَبِي طَالِبٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَيُطْفِئُ أَنْوَارَ الْخَلَائِقِ إِلَّا خَمْسَةَ أَنْوَارٍ:
نُورَ مُحَمَّدٍ، وَنُورَ فَاطِمَةَ، وَنُورَ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، وَنُورَ وُلْدِهِ مِنَ الْأَئِمَّةِ.
أَلَا إِنَّ نُورَهُ مِنْ نُورِنَا، خَلَقَهُ الله مِنْ قَبْلِ خَلْقِ آدَمَ بِأَلْفَيْ عَامٍ (كنز الفوائد ج1 ص183).
لقد استغنى أبو طالب عن شهادة الخلق بعد شهادة الخالق له! بنصره للنبيِّ صلى الله عليه وآله.. وشهادة أوليائه المعصومين له بهذه المناقب..
لكنَّ أبا طالبٍ استحقَّ كلَّ طَعنٍ وتكفيرٍ وانتقاصٍ من أعداء الله ورسوله.. لأنَّه ناصرُ النبيِّ.. بنفسه.. وبابنه عليّ بن أبي طالب عليه السلام.
لقد حقد القومُ عليه مُذ كان يقهرهم ويبهتهم ويكسر شوكتهم دفاعاً عن النبيِّ صلى الله عليه وآله..
ثمَّ ازدادوا حنقاً وحقداً وحسداً عليه.. لمّا أبغضوا علياً عليه السلام، فدعاهم ذلك إلى مزيد عداوةٍ مع كلِّ من يمتُّ إليه بصلة..
فازدادوا عداءً لأبيه.. ثمَّ عادوا أبناءه من بعده..
ولئن أخفوا السبب في اعتقادهم كفر أبي طالب.. فلقد أظهروه في قتلهم الحسين عليه السلام.. حين قالوا له في كربلاء: إنا نقتلك بغضاً لأبيك (ينابيع المودة ج ٣ ص٨٠).
لقد أتى أبوه وجدُّه لهم بخير الدُّنيا والآخرة، لكنهم مصاديق حديث أمير المؤمنين عليه السلام: وَلَنَا مُبْغِضِينَ لَوْ أَلْعَقْنَاهُمُ الْعَسَلَ مَا ازْدَادُوا إِلَّا بُغْضاً (نوادر المعجزات ص158).
مِن ثمَّ صار الجاحدُ لإيمان أبي طالب.. ولمنزلته عند الله.. حَطَبَاً لجهنم!
فعن الرضا عليه السلام: إِنَّكَ إِنْ لَمْ تُقِرَّ بِإِيمَانِ أَبِي طَالِبِ كَانَ مَصِيرُكَ إِلَى النَّار! (كنز الفوائد ج1 ص183).
فما همَّنا بعد هذا الحديث ما قالوا فيه.. حيثُ صارَ الإقرار بإيمانه شرطاً لدخول الجنَّة، فمَن لم يقرَّ بإيمانه، كان من أهل النار.. لا ندري.. أفي قعرها سيُحشرُ أم في ضحضاحها..
لكنَّا لا نشُكُّ في أنَّ لأبي طالبٍ في ذلك من المجد والشرف والعزّ ما يبهر الأبصار.. ويسلب الألباب..
فهنيئاً لمن كان أبو طالب له شفيعاً..
جعله الله من شفعائنا.. وجعلنا من شيعة نجله الكرَّار قولاً وفعلاً، وثبتنا على ولايتهم..
والحمد لله رب العالمين