أسباب فساد القلوب


المصدر: البيان

بصلاح قلب الإنسان يصلح عمله، وإليه ينظر رب العباد، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ اللَّهَ -جَلَّ جَلاَلُهُ- لاَ يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ؛ وَإِنَّمَا يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ"؛ فإذا صلح قلب الإنسان صلح عمله، وإن فسد فسد عمله؛ كما أخبر بذلك الصادق المصدوق صلوات الله وسلامه عليه في قوله: "أَلاَ وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً، إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ؛ أَلاَ وَهِيَ الْقَلْبُ".
وقال الإمام الحسن البصري إن «فساد القلوب متولد من ستة أشياء، أولها: يذنبون برجاء التوبة، ويتعلمون العلم ولا يعملون به، وإذا عملوا لا يخلصون، ويأكلون رزق الله ولا يشكرون، ولا يرضون بقسمة الله، ويدفنون موتاهم ولا يعتبرون».
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: وأما مفسدات القلب الخمسة فهي: كثرة الخلطة، والتمني، والتعلق بغير الله، والشبع، والمنام. فهذه الخمسة من أكبر مفسدات القلب.
ومر إبراهيم بن إسحاق بسوق البصرة فاجتمع إليه الناس وقالوا له: يا أبا إسحاق ما لنا ندعوا فلا يستجاب لنا؟
قال: لأن (قلوبنا ماتت بعشرة أشياء):
• الأول: عرفتم الله تعالى فلم تؤدوا حقه.
• الثاني: زعمتم أنكم تحبون رسوله صلى الله عليه وسلم وتركتم سنته.
• الثالث: قرأتم القرآن ولم تعملوا به.
• الرابع: أكلتم نعم الله تعالى ولم تؤدوا شكرها.
• الخامس: قلتم إن الشيطان عدوكم ووافقتموه.
• السادس: قلتم إن الجنة حق ولم تعملوا لها.
• السابع: قلتم إن النار حق ولم تهربوا منها.
• الثامن: قلتم إن الموت حق ولم تستعدوا له.
• التاسع: إذا انتبهتم من النوم اشتغلتم بعيوب الناس ونسيتم عيوبكم.
• العاشر: دفنتم أمواتاكم ولم تعتبروا بهم.