تتميز إندونيسيا بثقافات وتأثيرات مختلفة تنتشر على مساحة 1،904،569 كيلومترًا مربعًا، باعتبارها أكبر دولة أرخبيلية في العالم. ولذلك، فإن تلخيص نكهات هذه الوجهة في بضع فقرات فقط يُعد تحديًا كبيرًا.
وقال مؤلف كتب الطهي الإندونيسي، ويليام وونغسو إن "ثقافة الطعام الإندونيسية تعتمد على الطهي الإقليمي بين 17،500 جزيرة، و38 مقاطعة، و700 لهجة".
ورُغم سفره وتناوله لأنواع مختلفة من الأطعمة في جميع أنحاء إندونيسيا منذ عقود، إلا أن مؤلف "نكهات إندونيسيا: عجائب طهي ويليام وونغسو" البالغ من العمر 75 عامًا، أكّد أنه لم يتذوق جميع الأطباق المحلية بعد.
إليك بعض الأطباق التي تقدم عينة للعديد من النكهات اللذيذة المتوفرة في البلاد.
"رندانغ لحم البقر"
يتميز طبق "رندانغ لحم البقر" بمكونات متنوعة.
ووُصف طبق "رندانغ لحم البقر" بأنه من أكثر الوجبات الغنية بالنكهات في العالم.
ويرتبط طبق الكاري الجاف هذا بمجموعة عِرقية تُدعى "Minangkabau"، من السكان الأصليين في غرب سومطرة.
ويُعتبر "رندانغ" طريقة رائعة لحفظ اللحوم، وهو أمر ضروري لشعب "Minangkabau" أثناء ترحالهم.
ولا توجد وصفة واحدة للطبق، ولكن يبدو أن طهيه بلحم البقر هو الطريقة الأكثر شيوعًا.
ويتم طهيه في حليب جوز الهند، والتوابل، بما في ذلك عشب الليمون، والخولنجان، والثوم، والكركم، والزنجبيل، والفلفل الحار لساعات طويلة حتّى يصبح اللحم طريًا إلى حد كبير.
التمبيه
يمكن طهي التمبيه مثل اللحوم.
وشكّل التيمبه عنصرًا ثابتًا في الثقافة الجاوية لأكثر من 4 قرون، وأصبح هذا الطبق نجمًا صاعدًا بين الأنظمة الغذائية النباتية في جميع أنحاء العالم.
وخصّص محرك البحث "جوجل" يومًا لهذا الطبق في أكتوبر/تشرين الأول من عام 2022.
ويُصنع بديل اللحوم قليل الدسم وعالي البروتين هذا من فول الصويا المخمّر في أوراق الموز، وأوراق أخرى أحيانًا، لمدّة يومين إلى ثلاثة أيام.
وغالبًا ما توصف نكهته بأنها جوزية، أو شبيهة بالفطر.
ويمكن طهيه مثل أي نوع من اللحوم. كما يمكن خبزه، وقليه، وسلقه، في أطباق مختلفة.
الساتيه
غالبًا ما يُصنع هذا الطبق من أنواع مختلفة من اللحوم، أو الخضار، والتوابل، والصلصات.
ويُقال إن الساتيه، وهو من الأطعمة الأساسية في المطاعم الآسيوية الجنوبية الشرقية حول العالم، نشأ في جاوة.
وتختلف طريقة تحضير هذه الأسياخ من منطقة إلى أخرى، وغالبًا ما تحتوي على أنواع مختلفة من اللحوم، أو الخضار، والتوابل، والصلصات، والتتبيلات.
ومن أكثر الأصناف المحبوبة في إندونيسيا دجاج الساتيه الذي يُقدم مع صلصة الفول السوداني الحلوة، والقليل من التوابل.
"ناسي جورينج"
يحظى هذا الطبق بشعبية في سنغافورة، وماليزيا أيضًا.
وإذا كان هناك عنصر أساسي يمثّل ثقافة إندونيسيا متعددة الأوجه، فإنه طبق "ناسي جورينج"، والذي يتُرجم حرفيًا إلى "أرز مقلي".
ويتمتع كل منزل بوصفة مختلفة مصنوعة من مكونات، وأطباق جانبية مختلفة، ولكن يُوحّد استخدام "تيراسي" (معجون الروبيان)، و"كيكاب مانيس" (صلصة الصويا الإندونيسية الحلوة والسميكة) جميع الوصفات تقريبًا.
وتُعتبر "ناسي جورينج" وجبة مرنة يتم تناولها على مدار اليوم، كما أنها تحظى بشعبية في سنغافورة، وماليزيا أيضًا.
"كيروبوك"
هذه مقرمشات شائعة في إندونيسيا، وماليزيا.
ورغم أن مقرمشات الجمبري شائعة في الأنظمة الغذائية بالعديد من البلدان، وخاصة في إندونيسيا، وماليزيا، إلا أن الفضل في تقديم هذه الوجبة الخفيفة إلى الهولنديين، ثم جلبها إلى أوروبا، يعود للإندونيسيين.
ويمكن القول إن قطعة "كيروبوك" أفضل طبق جانبي لأي وجبة طعام، ويمكن استخدامها أيضًا كملعقة صالحة للأكل للاستمتاع بالمزيد من الصلصلة.
"سوتو أيام"
يعتمد مذاق هذا الطبق على المنطقة التي تتواجد بها.
وكما هو الحال مع العديد من الأطباق في إندونيسيا، يختلف مذاق هذا الحساء اعتمادًا على المنطقة التي تتواجد فيها بالأرخبيل.
ومن أكثر أنواع السوتو شيوعًا ضمن قوائم الطعام الإندونيسية، هو "سوتو أيام" (حساء الدجاج) الذي يجلب الراحة.
وتأتي هذه النسخة بأشكال لا حصر لها أيضًا.
"جادو جادو"
سلطة "جادو جادو".
وعند تقطيع الخضار المسلوقة، وإضافة البيض المسلوق، ومغرفة من صلصة الفول السوداني، ستحصل على السلطة الوطنية الإندونيسية المتواضعة واللذيذة، "جادو جادو".
وتُصنع صلصة الفول السوداني الإندونيسية الكلاسيكية لهذا الطبق من الفول السوداني المحمص المطحون، والفلفل الحار، ومعجون الروبيان، ولب التمر الهندي، أو عصيره، والقليل من السكر، والملح.
"سامبال"
بالنسبة للعديد من الإندونيسيين، لا تكتمل الوجبة بدون القليل من الـ"سامبال".
وقد لا يكون "سامبال" من بين الأطباق الوطنية الرسمية الخمسة في إندونيسيا، أي "ناسي جورينج"، و"رندانغ"، وسوتو، والساتيه، و"جادو جادو"، ولكن لا تكتمل وجبة من دونها بالنسبة للعديد من الإندونيسيين.
ويُصنع هذا المزيج من خلط الفلفل الحار مع مجموعة من المكونات، مثل معجون الروبيان، والسكر، والملح، وعصير الليمون.
واليوم، يمكنك العثور عليه في العديد من الأطباق الإندونيسية الشهيرة، من "ناسي جورينج"، إلى "جادو جادو".
ويُعتقد أنه يتم تقديم أكثر من 100 نسخة من الـ"سامبال" في جميع أنحاء إندونيسيا.
"إندومي"
لدى شعيرية "إندومي" العديد من المعجبين حول العالم.
ورغم أن "إندومي" ليس بطبق من الطعام، إلا أن العلامة التجارية لهذه الشعيرية قد تكون من الأكثر شهرة في البلاد.
وجمعت شعيرية "إندومي" اللذيذة، التي أبهرت السوق منذ عام 1972، عددًا كبيرًا من المعجبين في جميع أنحاء العالم.
وغالبًا ما يتم تصنيفها على أنها العلامة التجارية الأكثر شهرة في إندونيسيا، وتم التصويت لها كواحدة من أفضل أنواع الشعيرية سريعة التحضير في العالم من قبل وسائل الإعلام الدولية.
"جامو"
مشروب "جامو" التقليدي.
وأشار الرئيس الإندونيسي، جوكو ويدودو، إلى عصير "جامو" عند سؤاله عن سر صحته الجيدة أثناء جائحة "كوفيد-19".
و"جامو" عبارة عن مشروب عشبي إندونيسي تقليدي مصنوع من خلطات مختلفة من النباتات، والتوابل، ويُعد الزنجبيل والكركم من المكونات الشائعة فيه.
ويُعتقد أن المشروب يعزّز من جهاز المناعة في الجسم.
وتتواجد طرق عديدة لصنع مشروب الـ"جامو"، وأكّد ويدودو أنه كان يشربه يوميًا على مدار العقدين الماضيين، مع زيادة استهلاكه اليومي إلى ثلاث مرات يوميًا أثناء الجائحة.