جامع الخلفاء في بغداد
جامع الخلفاء هو من المساجد الأثرية في العاصمة العراقية بغداد، تم بنائه من قبل الخليفة المكتفي بالله، وكان يطلق عليه سابقاً اسم جامع القصر، ثم تحول اسمه إلى جامع الخليفة، وأخيراً أصبح يُعرف باسم جامع الخلفاء.
بناء جامع الخلفاء
تم بناء جامع الخلفاء في عام 902-908م، واليوم هو أحد أهم معالم مدينة بغداد، حيث يتخذ موقعاً له في جانب الرصافة، وتحديداً على شارع الجمهورية، ضمن محلة سوق الغزل، على مسافة قريبة من الشورجة، كما تعد مئذنة الجامع من أهم المآذن التاريخية وأكثرها تميزاً من حيث العمارة، حيث تمثل ما بقيّ من دار الخلافة العباسية وجوامعها.
تم تصميم مئذنة الجامع على نمط مشابه لمئذنة بسطام في إيران، بالإضافة إلى أنها مشابهة لمئذنة ذي الكفل، فيما يبلغ ارتفاع المنارة ما يقارب 26م.
تاريخ جامع الخلفاء
يتمتع جامع الخلفاء بتاريخ عريق في العراق، حيث تم بنائه عام 902-908م، إلا أنه تعرض للهدم والحرق على يد المغول، ولكن بقيت المئذنة الخاصة به قائمة في ذلك الوقت، ووفقاً لابن الأثير فإن مئذنة الجامع يعود تاريخ بنائها إلى ربيع الآخر من عام 1086، حيث تم إضافتها بوقت متأخر عن بناء المسجد، أو أنه كان يوجد مئذنة قبلها وتم استبدالها، إذ من غير المحتمل أن يبقى مسجداً دون مئذنة لمدة قرن، وخصوصاً أنه مسجد الحاكم، والمسجد الرئيسي في المدينة للدولة العباسية.
تم هدم المنارة والجامع عام 1271م، ولكن تم إعادة بنائهما عام 1279، إذ ورد ذلك في كتاب الحوادث أنه تم صدور أمر في فترة عهد الملك اباقا ابن هولاكو الاليخاني بتجديد بناء المنارة، وتم بالفعل تجديدها والانتهاء منها في شهر شعبان، لكنها سقطت مجدداً في شهر رمضان، وفي عام 1289 تم إعادة بناء المنارة مرة أخرى.
الجدير بالذكر أن جامع الخلفاء زاره بعض الرحالة على مر السنين، من أبرزهم ابن بطوطة خلال زيارته لمدينة بغداد عام 1327، والرحالة الألماني نيبور خلال زيارته للعراق في القرن الثامن عشر، والذي ذكر أنه رأى على مسافة قريبة من منارة سوق الغزل أجزاء من سور المسجد القديم، وآثار المداخل الخاصة به.
بناء جامع الخلفاء الحديث
تم تكليف المهندس المعماري محمد صالح مكية من قبل مديرية الأوقاف العراقية، بإعادة تصميم وبناء جامع الخلفاء باتباع نمط العصر العباسي، وبالفعل تم تصميمه بأسلوب العمارية الإسلامية التي تعود إلى عهد العباسيين مع المحافظة على تكوينه، والحفاظ على المئذنة الخاصة به.
يضم جامع الخلفاء حرم مصلى ثماني الشكل، أعلاه قبة مزخرفة بالخط العربي الكوفي، بحيث يصل ارتفاعها إلى ما يقارب 7م، إضافةً إلى ارتفاع المبنى الأصلي الذي يصل إلى 14م تقريباً، كما يحتوي الجامع على 3 أروقة، أما من حيث الطلاء، فقط تم طلاء قاعة الحرم بتدرجات اللون الأصفر، وتم الانتهاء من بناء الجامع الحديث بشكل كامل عام 1964.
مكتبة الجامع الحديث
يضم الجامع مكتبة كبيرة في الطابق الثاني من الحرم، بحيث تحتوي على الكثير من الكتب والمخطوطات المختصة في العديد من المجالات، مثل: الأدب، والقانون، والشريعة، والفقه، كما أنها مقسمة إلى 8 أركان، يضم كل منها 5 خزائن خشبية، علماً أن الإمام الشيخ جلال الدين الحنفي هو من قام بوضعها في الجامع، وهو أحد العلماء الذي شغلوا منصب الخطابة والإمامة فيه، وساعدوا في الحفاظ عليه وصيانته لعدة عقود.
سياج جامع الخلفاء
يحيط بجامع الخلفاء في بغداد سياج مصنوع من الحديد مصمم بأسلوب فريد من نوعه، حيث تم إقامته بطلب الشيخ جلال الدين الحنفي من الحاج عبد الأمير الحداد عام 2003 بصنعه، وعليه تم الانتهاء منه عام 1964، وكان يتميز بزخرفة بالخط الديواني.