.
مَالَتْ عَلَى الشّعَرَاتِ البِيضِ تَقطِفُها
يَارَا.. وَتَضحَكُ.. لَا أَرضَى لَكَ الكِبَرا

يَا دُميَتِي! هَبْكِ طَارَدتِ المَشِيبَ هُنا
فَمَا احِتيالُكِ فِي الشَيبِ الذِي استَتَرا؟

وَمَا احِتيالُكِ فِي الرُّوحِ التِي تَعِبَت؟
ومَا احتِيالُكِ فِي القَلبِ الذِي انفَطَرا؟

وَمَا احتِـيـالُكِ فِـي الأيَّـامِ تُوسِــعُـنِي
حَرباً وَتَسأَلُنِي: مَن يا تُرَى انتَصَرَا؟!

يَا دُميَتي! حَاصَرَتنِي الأَربَعُونَ مَدَىً
مَجنُـونَةً.. وَحِـرابـاً أدمَــتِ العُمُــرَا!

فَمَنْ يَرُدُّ لِيَ الدُّنيَا التِي انقَشَعَتْ؟
وَمَنْ يُـعِيدُ لِيَ الحُـلمَ الذِي عَـبَرَا؟

ما الشَّيبُ أَنْ تَفقِدَ الأَلوَانُ نُضرَتَها
الشَّيبُ أَن يَسقُطَ الإنسَانُ مُنْحدِرَا

وَمَـا بَكَيْــتُ عَــلَى لَهْـوِي وَلَا مَــرَحِي
لَكِنْ بَكَيْتُ عَلَى طُهرِي الذِي انتَحَرَا








غازي القصيبي