سوق الغزل
سوق الغزل وهو سوق معروف في بغداد يقع قرب جامع الخلفاء في الشورجة، وسوق الغزل كان ولايزال سوقاً غريبة عجيبة، فهي تحوي محال صغيرة لبيع الحبوب الجافة والبقوليات والأعشاب، ومحال أخرى لبيع الطيور الأليفة وبعض الطيور البرية النادرة كالصقور والطواويس بالأضافة إلى الكلاب النادرة، وأسماك الزينة، وتقع في منتصف السوق منارة ومئذنة سوق الغزل في جامعها القديم، والذي يعرف بجامع الخليفة، وسميت بمنارة سوق الغزل لأن الجامع قد قطعت أرضه وأنشئ في أحد جوانبه الشرقية سوق للغزل.
صورة من الارشيف لسوق الغزل في بغداد
اشتهر السوق منذ اكثر من قرنين كافضل مكان لتجارة انواع الحمام الغالية كالزاجل والهنداوي والاشقر وغيرها من الانواع، ثم عرف كمكان لتجارة الطيور النادرة كالببغاوات الناطقة التي كانت تصل عن طريق البصرة قادمة من افريقيا ومن سواحل الكاريبي وكذلك طيور الزينة الملونة التي لم يكن البغداديون يعرفون عنها شيئا، اذ كان العندليب (البلبل) المنتشر في بساتين العراق هو الذي يحظى بتربية وعناية خاصة في البيوت بسبب جمال صوته وقدرته على التآلف.
كما اشتهر سوق الغزل كافضل مكان لبيع ومبادلة الديكة الاصيلة المشهورة بالقتال فيما بينها. وكانت حلبات معارك الديكة تعقد وسط السوق او في باحات المقاهي المحيطة به، حيث يتراهن الحضور باموالهم على احد الديكة، وما تزال حلبات هذه المعارك مزدهرة حتى اليوم.
ومع التطور المدني ازدهرت في السوق تجارة الحيوانات الاليفة او حتى المتوحشة مثل الكلاب وخاصة كلاب الحراسة والزينة والذئاب والثعالب والافاعي والفئران، وما تزال تجارة الطيور النادرة تشهد ازدهارا في هذا السوق العجيب.
جامع الخلفاء في سوق الغزل
بعد عام 1991 وعندما بدأت الظروف الامنية تزداد سوءا انتعشت في سوق الغزل تجارة كلاب الحراسة كما انتعشت اسعارها وبلغت ارقاما خيالية بالنسبة للمواطن العراقي. وعمل الكثير من العراقيين على تربية اصناف نادرة من الكلاب والطيور وعرضها للبيع في سوق الغزل ومنذ وقت مبكر من يوم الجمعة.
أصل التسمية
سمي بذلك نسبة إلى سوق الغزول الذي بني في عهد الدولة العثمانية في الجهة الشرقية من ساحة جامع الخليفة في عهد الوالي العثماني سليمان الكبير (1193هـ - 1217هـ) (1779م -1802م)، ولذلك شاع بين الناس تسميتهِ بهذا الاسم نسبة إلى تجارة الغزول التي اشتهرت في هذه المنطقة.
بعد حرب العراق 2003
تعرض سوق الغزل إلى العديد من الهجمات منذ الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 م، ولكنه ورغم سوء الأحوال الأمنية لم يتوقف عن العمل في أيام الجُمع كعادتهِ. ومن التفجيرات التي تعرض لها:
- انفجار عبوتين ناستفتين وضعتا في كيسين في يونيو/ حزيران 2006 حيث قتل 4 أشخاص بسبب ذلك في الهجوم الذي قام به مجهولون.
- وفي ديسمبر/كانون الأول 2006م قتل 3 أشخاص في سقوط لقذائف الهاون على السوق في هجوم قام به مجهولون.
- وفي 26 يناير/ كانون الثاني 2007م قتل 15 في انفجار قنبلة وضعت في قفص للطيور في هجوم قام به مجهولون.
- وفي 23 نوفمبر/ تشرين الثاني 2007م قتل 13 شخص في هجوم قام به مجهولون.
- يوم الجمعة 1 فبراير/شباط 2008م، تفجير عبوات ناسفة مما أدى إلى مقتل 46 شخصا وإصابة قرابة 80 آخرين، في هجوم قام به مجهولون.