المنارة الموقدة في كربلاء


تُعتبر مدينة كربلاء في العراق من أكثر المدن العراقية التي تزخر بالعديد من الآثار العريقة التي تدل على تاريخ هذه المدينة وعراقتها، وتُعتبر المنارة الموقدة واحدة من أشهر آثار مدينة كربلاء وأكثرها تميزاً، وتُعرف المنارة الموقدة في العراق باسم الموجدة، وعلى الرغم من موقعها الذي يقع في وسط الصحراء إلا أنها معلم تاريخي مهم يقصده عدد كبير من مختلف المدن العراقية.

موقع المنارة الموقدة

تقع المنارة الموقدة في مدينة كربلاء العراقية، وتبعد عن مركز المدينة مسافة 40 كيلومتر، تحديداً على الطريق الرئيسي المؤدي إلى منطقة قضاء عين التمر.

أصل التسمية
سُميت المنارة الموقدة بهذا الاسم نسبةً إلى الغرض من استعمالها قديماً، فقد كانت تُستخدم لايقاد النار وكان عملية الإيقاد تتم ليلاً على سطح هذه المنارة، وكانت هذه المنارة تُنير للقوافل خط سيرهم ليلاً أثناء رحلتهم من بلاد الشام إلى منطقة الحجاز.

تاريخ المنارة الموقدة
يرجع تاريخ المنارة الموقدة إلى القرن التاسع الميلادي، ويؤكد بعض المؤرخين بأن تاريخ هذه المنارة يعود إلى العصر العباسي، فقد شيد بناء هذه المنارة مع بناء خان العطشان الذي يقع على بُعد 21 كيلومتر من المنارة الموقدة، كما بُنيت هذه المنارة على الطابع المعماري الإسلامي الذي يتميز بزخارفه المتنوعة والتي تظهر بشكل واضح في الأجزاء العلوية من البناء.

ترجع الأهمية التاريخية للمنطقة التي تقع فيها المنارة الموقدة إلى وقوعها على الطرق التجارية الهامة بين العراق والشام والحجاز، والتي اقتضت الضرورة آنذاك وجود هذه المنارة لغرض إرشاد القوافل والرصد في حالات الطوارئ، إلى جانب أنّ المنارة استخدمة استخدمت للتواصل بين الوحدات الإدارية عن طريق إشارات الدخان أو الحمام الزاجل.

العمارة الهندسية للمنارة الموقدة
يظهر فن العمارة الهندسية واضح في بناء المنارة الموقدة؛ فهي اسطوانية الشكل وتقوم على قاعدة مربعة تحتوي على مجموعة من الأضلاع التي يبلغ طول كل ضلع منها ما يُقارب عشر أمتار مزينة ثنيات مزخرفة، وتنتهي بعقود على شكل نصف دائرة، ويحتوي أعلى المنارة على ثماني نوافذ مُطلة، ويبلغ ارتفاع المنارة الموقدة ما يُقارب 9 متر، وهناك درج حلزوني في داخل المنارة من خلالها يتم الوصول إلى أعلى منطقة في برج المنارة.