مَخَرَتْ عُبَابَ الْأَمْسِ نَحْوَ غِيَابِي
وَرَسَـتْ لِتَنْظرَ فِي سُـطُورِ كِـتَابِي
قَدْ أَبْحَرَتْ مِنْ مَرْفَأ الْوَجْدِ الّذي
أَحْكَمْتُ دُونَ طُــيوفهِ أَبْـوابِي
ذِكْرَى مِنَ الْمَاضِي تَنُوءُ بدَمْعَةٍ
مَـوْجٌ مِـنَ الأشْوَاقِ حَـرَّكَ مَا بِي
أَسْرَعْتُ لِلْأهْدَابِ أَحبِسُ عَبْرَتِي
فَـوَجَدْتُـهَا سَـبَقَتْ إِلَـى أهْـدَابِي
هِي عَبْرَةٌ ضَمَّتْ فُصُولَ حِكَايَةٍ
سَـطَّـرْتُـها وَالشَّوْقُ فـي مِحْرَابِي
دَمْـعٌ حَـوَى آهًـا تُجَادِلُ بَـسَمَةً
وَطُـيُورَ شَـوْقِـي تَـهْتَدِي بِـسَرَابِ
وَحَوَى الرَّبـيعَ بَـدَا بأَجْمَـلِ حُـلَّةٍ
وَالصَّـيْفَ فِـيهِ مِثْـل وَجْهِ غُرَابِ
وَالْبَـدْرَ قَدْ فَضَحَ الظَّـلَامَ بنُـورِهِ
أَدْمَـتْهُ سُودُ سَحَـائِبٍ بِحِـرابِ
وَاللَّـيْلُ يُـقَسِمُ مَا تَوَاطَـأَ أَنَّـهُ
يَهْوى اكْتِمَالَ الْبَـدرِ يَا لِعُجَابِي
عَجَبًا لَهُ كَيْـفَ اسْتَبَـاحَ سَـوَادُهُ
ثُكْلَ الصَّبَاحِ.. وَحَلّ فِي أَهْدَابِي؟
لَا بَأسَ يَا عَيْنِي عَلَيْكِ وَأَنْتَ يَا
حَـرْفاً تَـبَسَّمَ فِي لِقَـاءِ عَذَابِي
وَجْـهًا أُقَـبِّلُ فِـيهِ طَـيْفَ حَبِيبـةٍ
أَوْدَعْتُ فِـيهِ نَدَامَـتِي وَعِتَابِي
لِلْأَمْـسِ سِكِّـينٌ، وَلِلـذِّكْرَى يَـدٌ
كَمْ حَاوَلَتْ طَعْنِي بِلَا أَسْبَابِ
يَا هِنْدُ: هَذَا اللَّيلُ طَالَ سَوَادُهُ
تاللهِ قَدْ بَـلَغَ التَّمَامَ نِصَابي
أَفْـنَيتُ أَقْـلَاَمِي بِذِكْـرِكِ رَاجِـيًا
أَنْ أَلْتَـقِيكِ عَلَى سُطُورِ كِـتَابِي
قَدْ تَلْتَقِي عَيْنِي بعَيْنِكِ.. رُبَّمَا
وَتَرَيْنَ بَعْضَ الأَمْسِ وَسْطَ ثِيَابِي
وَإِذَا الْعُيُونِ تَعَانَقَتْ فِي لَهْفَةٍ
وَحَكَتْ لَوَاعِـجَ حُـرْقَةٍ وَغِـيَابِ
لَا تَسْأَلِي مَاذَا وَكَيْفَ؟ عُيُونُنا
بَاحَـتْ بِكُـلِّ مَـلامَـةٍ وَعِتابِ
إبراهيم يحيى جعفري
.