تُعد منتجعات التزلج الحديثة التي تتمتع ببنية تحتية مميزة، والكثير من المصاعد، وشبكة واسعة من المسارات، جزءًا أساسيًا من تجربة المتزلّجين.
لكن، تترافق هذه الراحة غالبًا مع أثمان باهظة، ذلك أنّ المدن المبنية لهذا الغرض تتميّز بوظيفة طويلة الأمد، لكنّها تفتقر إلى السحر.ولكن، الاستمتاع بتجربة جبال الألب الأصيلة لا يزال ممكنًا بالتوازي مع الإقامة بأفضل المنتجعات الضخمة التي تتواجد فيها.
إليكم، 6 مواقع جبلية تتمتّع بأجواء رائعة حيث يمكن للمتزلجين أن يندمجوا مع المسارات القديمة ويبقوا على اتصال بطريق التزلج السريع.
فالتورنينكي، إيطاليا
تقع قرية التزلج الكلاسيكية فالتورنينكي في وادي أوستا الإيطالي.
ينتصب جبل ماترهورن العظيم كحارس يشرف على رافد متعرج شمال وادي أوستا في إيطاليا.
ويقع منتجع "برويل سيرفينيا" الشتوي الشهير عند سفح هذا الجبل، فيما تقع جوهرة زيرمات السويسرية خلف الجبل.
وتتّصل مصاعد التزلج في المنطقتين عند ممر ثيودول، لتشكل نظامًا ممتازًا للتزلج غير محدود، تحيط به بعض أعلى قمم جبال الألب.
أما أعلى نقطة، فيبلغ ارتفاعها 3883 مترًا في الجزء العلوي من مصعد "Matterhorn Glacier Paradise" الحديث.
لكن قرية فالتورنينكي المجهولة بالنسبة لكثيرين، تبعد 10 دقائق فقط بالسيارة أسفل سيرفينيا، وهي موطن مرشد الجبال الراحل جان أنطوان كاريل، الذي تنافس وأصدقائه مع المتسلق البريطاني إدوارد ويمبر ليكون أول من تسلّق جبل سيرفينو، أي ماترهورن، كما يُعرف باللغة الإيطالية.
فاز ويمبر بالسباق الذي انطلق من سويسرا. لكن المأساة وقعت عندما مات أربعة من فريقه وهم في طريقهم إلى الأسفل. ووصل طاقم كاريل، الذي انطلق من إيطاليا، إلى القمة بعد ثلاثة أيام في يوليو/ تموز 1865.
ويتبدّى ماضي فالتورنينكي في الأزقة الضيقة المتعرجة بين المنازل المحيطة بالكنيسة المطلية باللون الأبيض، مع وجود لوحات إرشادية على جدران الساحة.
يقع متحف "Maison de l'Alpage"، المخصص لطرق المعيشة والزراعة القديمة في المنطقة، داخل حظيرة محوّلة تُعرف باسم "rascard".
سان مارتين دو بيلفيل، فرنسا
يعد مطعم La Bouitte الشهير أحد أفضل الوجهات في قرية التزلج سان مارتن دو بيلفيل الفرنسية.
تزعم منطقة "Les 3 Vallees" الشاسعة في فرنسا منذ فترة طويلة أنها أكبر منطقة للتزلج في العالم، وذلك لسبب وجيه.
تحوي منطقة التزلّج على 600 كيلومتر من المسارات الممتدة عبر ثلاثة وديان كبيرة، بدءًا من كورشوفيل الأنيقة في إحدى طرفيها، مرورًا بميريبيل، وليه مونوير، وفال توران (فالثو كما يسميها السكان المحليون) على ارتفاعات عالية عند الطرف الآخر.
في الواقع، ثمة أربعة وديان، لأن مجموعة المصاعد فوق أوريل لطالما كانت مرتبطة بها.
وتتوارى قرية سان مارتن دو بيلفيل الهادئة عن الأنظار وسط المنتجعات البارزة. وكانت في السابق عبارة عن مجموعة هادئة من المزارع، لتصبح اليوم قاعدة تزلج بديلة أصلية لأولئك الذين يعرفونها.
ولمحبي الطعام، تتمتع سان مارتن بجاذبية كبيرة أخرى تتمثل بمطعم "La Bouitte" الشهير، الحائز على ثلاث نجوم ميشلان، ويديره فريق يتكونّ من الأب والابن رينيه وماكسيم ميلور، والذي أضاف طبخه لمسة عصرية على أطباق سافويارد التقليدية.
وشُيد مطعم "لا بويت"، ويعني الاسم "البيت الصغير" باللهجة المحلية، على رقعة صغيرة اشتراها رينيه في عام 1976.
فوجاني، فرنسا
تتغنّى قرية Vaujany الخلابة بالسحر الأصيل.
بالنسبة للمتزلجين، يُعد "Alpe d’Huez" منتجعًا شتويًا واسعًا وعمليًا في جبال الألب الجنوبية، وتمتد مساراته على مساحة 248 كيلومترًا، ويتضمن 84 مصعدًا على ارتفاع 3330 مترًا.
تقع فوجاني الغنية بالشاليهات الخشبية، والحجرية، والكنائس، والمزارع، والسحر الأصيل الذي يواجه "Massif des Grandes Rousses" في الوادي على ارتفاع حوالي 1250 مترًا.
ويقول ستيف بريدج، مالك شاليه "بولاريس" في فوجاني، إنها "قرية جبلية صغيرة تقليدية تتمتع بكل البنية التحتية وسهولة الاستخدام التي يتمتع بها منتجع كبير".
وتابع: "يتمسك السكان المحليون بالتقاليد القديمة، وهناك دجاج، ونباتات، وحيوانات المرموط، والشامواه، وجميعها تجري بحرية في الجبال".
وارث شروكن، النمسا
يُقال إن منتجع وارث شروكن للتزلج يعتبر أحد أكثر مناطق التزلج تساقطًا للثلوج في جبال الألب.
وتميزت هاتان القريتان الزراعيتان أي وارث وشروكن في السابق، إذ كان لا يمكن الوصول إليهما إلا من خلال مسارات الدواب حتى بداية القرن العشرين، وتم ربط منطقة التزلج المشتركة بينهما أخيرًا بنظام أرلبيرج الشاسع عبر غندول أوينفيلدجيت الذي يبلغ طوله كيلومترين.
يمكن الوصول من هذا المدخل الخلفي إلى منتجعات ليخ، وزورس، وسان أنطون التي افتتحت أكبر منطقة للتزلج في النمسا، حيث يبلغ طول مساحات التزلج فيها حوالي 300 كيلومتر وتضم 85 مصعدًا.
ويبلغ طول حلقة "The Run of Fame" ما يقرب من 85 كيلومترًا حول المنطقة بأكملها، ويمكن للمتزلجين السريعين إكمالها في يوم واحد. تُعد الحلقة البيضاء التي يبلغ طولها 22 كيلومترًا حول ليخ وزورس من الأماكن المفضلة الأخرى.
وتُعتبر وارث وشروكن من أكثر المناطق تساقطًا للثلوج في جبال الألب، حيث يبلغ تساقط الثلوج فيها 10 أمتار سنويًا، وتقع أعلى هضبة على حافة فورارلبرغ وتيرول.
لو برا، قرية جبلية تقليدية وجميلة.
إذا كانت كورشوفيل، ملكة المشهد الفرنسي الغني، فإن لو برا الصغيرة سيدة الانتظار.
تقع القرية على هضبة يبلغ ارتفاعها 1300 متر ، وهي المنتجع الأول والأكثر أصالة بين المنتجعات التي تشكل كورشوفيل على ارتفاعات مختلفة – 1550، 1650، و1850.
باعتبارها موقع القفز التزلجي الأولمبي بألعاب ألبرتفيل في عام 1992، فإن لو برا ليست مجهولة تمامًا، لأنها استضافت أيضًا نهاية بطولة العالم لسباق التزلج في العام الماضي.
لكن شوارعها الضيقة وأسقفها المائلة وأجواء جبال الألب التقليدية، تكشف الكثير عن ماضي القرية أكثر من بقية المنتجعات، رغم التطورات الأخيرة التي طرأت عليها.
مونشافين، فرنسا
متزلجون على قمة الطريق إلى مونشافين في منتجع لا بلانيي الفرنسي.
إسوة بالمنتجعات الضخمة، تقع منطقة باراديسكي الفرنسية في الأعلى، وتحوي على 425 كيلومترًا من المسارات المشتركة بين منتجعات "La Plagne" و"Les Arcs" المبنية لهذا الغرض فوق وادي Tarentaise.
ترتبط المنطقتان عبر واد عميق بواسطة تلفريك "Vanoise Express" الذي يتمتع بطابقين. وتتميز بشوارع مرصوفة بالحصى خالية من السيارات، وشاليهات خشبية وحجرية والكثير من الإيماءات إلى ماضيها الزراعي.