.قالتْ: مَللتُكَ إذهبْ لَستُ نادِمةً
عَـلى فِـراقِـكَ، إنَّ الحُـبَّ ليسَ لَنا!

سَـقَـيتُكَ المُـرَّ مِن كأسٍ شَــفَيتُ بِـها
حِقدِي عَليكَ وما لِي عَن شَقاكَ غِنى!

لَن أَشتَهِي بَعدَ هذا اليَومِ أُمنِيةً
لَقد حَملتُ إلَيها النَعشَ وَالكفَنا

قالتْ، وقالتْ، ولَم أهمُسْ بمَسمعِها
ما ثارَ مِن غُـصَصِي الحَـرّى ومَـا سَكَنا

تركْتُ حِجرَتَها.. وَالدِفءَ مُنسَرِحاً
وَالعِـطرَ مُنسكِباً.. وَالعُـمرَ مُرتَـهَنا

وسِرتُ فِي وَحشَتِي واللّيلُ مُلتَحِفٌ
بِالَزمهريرِ وما فِي الأُفقِ وَمضُ سَنا

وَلَم أكَدْ أجتَلِي دَربِي عَلى حَدَسٍ
وَأَستَـلِيـنُ عَلَيهِ المَـركبَ الخَـشِنا

حـتّى سَـمِعتُ وَرائِي رَجعَ زَفرَتِـها
حتّى لَمستُ حِيالي قَـدَّها اللَّدِنا

نَـسيتُ ما بِيَ هَـزَّتـنِي فُـجاءَتُـها
وفَجَّـرَتْ مِن حَنانِي كُلَّ مَا كَمُنا

وصِحتُ يا فِتنَتِي! ما تَفعلِينَ هنا؟!
اَلبَـردُ يُـؤذِيـكِ عُـودِي لَـن أَعُـودَ أَنا!








عمر أبو ريشة

.