يالــيـلَ خَـفِفَ عني الهمَّ والهرما
صـدري مِـنَ الأهـاتِ كادَ يَنقَسِما

رُوحـي مُعلقةٌ ، والـعـينُ ذَارفةٌ
والوَجهُ شاحِبُ ، والثغرُ مُنفطِما

الـقلبُ يخـفـقُ نـاراً تُحـرِّقُـني و
الجسمُ مِنْ فرطِ الجروحِ سَآلَ دَمَا

إنَّ المواجعَ كـالـتَتَّارِ قـد نزلتْ
على بِساطي تُـثيرُ بأضلعِي حِمما

والوحشةُ أحتشدتْ مِنْ كُلِّ زاويةٍ
والحزنُ نامَ على صدري ولنْ يَقُما

حتى بـلادي رأيتُ فيها مابيَّ
مِنْ الأوجاعِ و الأسقامِ و الآلما

لكنني رُغم المواجع شامخٌ بطلٌ
أدوسُ أوجاعي وأبني بها سُلّما

وأَرنو إلى العلياءِ مُجتازَ الذُرى
الأُفقُ مسرحي والجوزاءُ لي نَجما

لا أنحني ، لا أنثني ، لا أرتمي
أمامَ الأنامِ جميعهُمْ ولن أتلعثما

إنْ كانَ رأسي فوقَ جِسمي ثابتٌ
لا أنحني لو تُطبقَ الأرضُ على السما

لي هامةٌ كالجبالِ الشُمِّ راسخةً
لا ترتجف أبداً ، و لا تتقزما

إلا لــخــالـقِــهــا تَـخِــرُّ ساجدةً
سبحانهُ خالقُ الأشياءِ مِنْ عدما









نبيل الشهاري