إنَّما الدّنيا تَواريخٌ مَضَتْ
مَدَّتْ الوَهمَ وراحَتْ للفَناء
وتجلَّتْ في غواياتِ الهَوى
وترَدَّت عن مَضاميرِ البَقاء
أنتَ لا تألفُ إلّا وحشَةً
وغريباً تاهَ بينَ الغُرباء
ذهبَ اللَّيلُ لليلٍ قادمٍ
جاءَ من حيثُ إرتحالٍ فيهِ جاء
فيهِ روحي مثلُ سِربٍ تائهٍ
لا بأرضٍ مُستَقرٍ أو سَماء
تستزيدُ الأكلَ منها ساغباً
فكأنَّ الجوعَ يُعطيكَ الغذاء
أنتَ تُروى من سواقيها ظَمَاً
فإذا تكرعُ يجفوكَ الرَّواء
من بلاءٍ ظاهرِ المعنى جَلى
لخفاءٍ في حَشا ذاكَ البلاء
إنما الدّنيا وجودٌ غائبٌ
هيَ واللّاشي على حَدٍ سَواء
ستار الزهيري