اصبحنا نمتلك منظومة تستطيع أن تقرأ الميدان و تستشرف وتتنبأ بالمقبل من ردود افعال الاخرين
وتخطط للمعركة وتديرها باقتدار وتنتصر فيها.
بينما كان في السابق مجرد أمنيات و رغبات، الآن هي منظومة ترسم الخطط وتنتقل بها من التنظير الى الفعل في الميدان وتحقق الانتصار.
تزداد هذه المنظومة قوّة ومتانة محطّة بعد محطّة منذ 2000 مرورا ب 2006 الى هذا اليوم تتراكم في خط تصاعدي هذه المحطّات
فأصبحت هذه المنظومة واقع بعد ان كانت أمنيات والأحلام أصبحت حقائق. بعد توفير ما يلزم من شروط معنويّة ومادّية لإنجازها والتقدّم بها والفعل بها فيكون تناغم بين رؤى وخطاب واعلام ورصّ جمهور وحشد نخب والتحكّم والسيطرة في الميدان لبلوغ النّصر. أن تحضر منظومة بهذه النّجاعة في قبال عولمة واستبداد برمجيات وهيمنة شبكات مال ونفوذ وأعلام فهو من المُعجزات.
وهنا لابد أن نقول اننا نعرف الفلسطيني والعربي عموما شجاعا ومقداما ولكن الفضل في هذه الطّفرة هي من فعل عقل وفكر ايراني
عظيمة إيران بهذا العقل الواصل بين العقيدة وحكمة الإدارة والتنظيم. العدو يدرك قبل الصديق يدرك تماما لدور إيران في الكلّ والتفصيل. نحن نجهل الكثير عن ايران، عن ثقافتها وما يبتكر باحثيها من رؤى وينحتون من أفكار وينجحون فيه من حفر معنويّ عميق. بقي جلّنا بين "مجوس" و "شيعة" و "سبّ صحابة وأمّ مؤمنين". كليشيهات فارغة. ايران تفكّر للعالم بأسره وما تبني من منظومات في مجال العلوم الإنسانية تحديدا كفيل بإحداث هزّات معرفيّة وازنة. لا يعطّلها عن الفعل العالمي الواسع أحد كما يعطّلها جيران عرب عملاء، حفاة عزّة عراة كرامة. لا تظهر لهم رجولة الّا عندما تأتيهم تعليمات الصهيونية والاستعمار فيتآمرون على إيران..