قصيدة(كينونة الأشياء)

للشمسِ في لغةِ القصيدةِ مشرقُ
لـو أنّها بالحــــقِّ باتتْ تنــــــطقُ

أسفــي على الإيمان يقتلهُ الـذي
ما بينهُ والله بـــــابٌ مغــــلقُ

مِن أين جئتَ ؟ وأين تمضي يا ترى؟
هذا ســــــــؤالٌ لو إليهِ تُــــــــدقّقُ

حتما ستبصرُ في مرايا حرفهِ
معنىً إليكَ على الدوامِ يؤرّقُ

إذ لغزهُ منذ النشوء ولم يزلْ
حيّا لبابِ الفكرِ دوما يطرقُ

مَنْ خلفَ هذا الكونِ ؟ ندري أنّها
كفٌّ هناكَ لكلّ شيءٍ تخلقُ

مِنْ قبل معنى القبل كان وجـودها
هي من عميقِ الفكرِ دوما أعمقُ

كينــــونةُ الأشياء منها , فيضها
في كلّ آنٍ نحـــوها يتــــــدفّقُ

الـ(كيف) تجهلها, ولا (أينٌ) لها
كيما يؤطرها الــــزمانُ وتُسبقُ

سبحان ربّي كيف يجهلهُ الذي
في عقلهِ والقلب حرفٌ يخفقُ

ما هـذه الأشيــــــاءُ إلا ظلّهُ
هو ظاهرٌ في كلّ شيءٍ مشرقُ

عميتْ عيـــونٌ لا تــــــرى آياته
في الخلقِ , في الكونِ الذي يتفتّقُ

ما الدينُ إلا أن نهـــــــاجر نحـــــوهُ
بجـــــــناح فكرٍ للبــــــعيدِ يحلّقُ

نحو المعاني عبرَ أســــماءٍ بها
لمـــعارف الرحمن أفقٌ أصــــدقُ

لا شيء يشبههُ لأنّ وجــــــودهُ
من ذاتـــــــهِ وبـذاتهِ يتحـــــــــقّقُ

لا ينكرُ اللهَ العظـــيم سوى الذي
في فكرهِ , في قولهِ يتــــزندقُ









احمد الركابي