قصر شمعون الأثري في العراق
تقع مدينة كربلاء جنوب غرب العاصمة بغداد على بعد 110كم، وكانت تُعدّ سابقًا جسر للهجرة بين بلدان الشام والجزيرة العربية والعراق، ممّا يفسر غناها بالعديد من المواقع الأثرية والدينية والتاريخيّة المُهمّة، ويُعدّ قصر شمعون مثالًا بارزًا على تاريخ يعود إلى آلاف السنين، سندرج في هذا المقال أهم المعلومات عن قصر شمعون التاريخي الأثري.
ما هو قصر شمعون؟
يُعدّ قصر شمعون عبارة عن أنقاض قصر أثري يرجع تاريخه إلى فترة ما قبل الإسلام، وواحد من أبرز المعالم التاريخيّة، حيث يُعتبر من أقدم الآثار الموجودة في مدينة كربلاء، ويعود تاريخ بناء قصر شمعون إلى القرن الخامس الهجري.، إ1 تم تشييده في مدينة كربلاء التي كانت تُعدّ ملتقى للطرق الرئيسية البرية، وأولى المناطق التي تم استيطانها في منطقة الفرات الأوسط، بالإضافة إلى قربها من مدينة بابل الأثرية.
لم يبق من القصر في الوقت الحالي سوى الأطلال وبعض الآثار، نتيجة تعرّضه للإهمال عبر العصور المُختلفة، بالإضافة إلى توسّع العمران في مُحيط القصر الجغرافي، الأمر الذي أدى إلى اندثار بعضًا من معالمه.
موقع قصر شمعون
يقع قصر شمعون جنوب غرب بغداد العاصمة، وتحديدًا في مدينة كربلاء، ويتبع إلى قضاء عين تمر والمعروفة سابقا (شثاثا)؛ حيث يبعد عنها حوالي 3كم إلى الشمال الشرقي، والتابعة لمدينة كربلاء التي يبعُد عنها القصر حوالي 30كم.
سبب تسمية قصر شمعون بهذا الاسم
توجد عدّة تأويلات تُفسّر سبب تسمية القصر، حيث تعود تسمية القصر إلى القرن الخامس الميلادي، نسبةً إلى شمعون بن جابل اللخمي الذي يُعدّ من مشاهير علماء النصارى، وأحد رجال الدين المسيحيين الذي نصّر النعمان بن المنذر بن امرؤ القيس اللخمي أحد ملوك الحيرة، وذلك في القرن السادس الميلادي.
يوجد تفسير آخر حول نسب تسمية قصر شمعون إلى الملك شمعون، أحد ملوك اليهود الذي قطن في منطقة شثاثا قبل الفتح الإسلامي للعراق، والتي تقع غرب كربلاء في الوقت الحاضر.
معالم قصر شمعون في الوقت الحالي
تغيّرت معالم القصر التاريخي نتيجة لعوامل التعرية الطبيعيّة، بسبب موقعه الجغرافي الواقع شمال شثاثا كما ذكرنا آنفًا، فيما تضم معالم القصر الحالية بعض الجدران الضخمة المرتفعة، حيث لم يبق سوى أركانه التي يبلغ سمكها مترين، بينما يصل ارتفاعها لحوالي سبعة أمتار عن مستوى سطح الأرض.
يبلغ محيط القصر 500 متر، ويوجد في وسطه سرداب يصل طوله إلى 6م وعمقه 3م، وتم تشييد القصر بالطين والحجر الكلسي الذي بنيّ منها أيضاّ قصر البردويل وقصر الأخيضر؛ وقد تعرّض جانبه الشمالي للهدم؛ وبقيّ قسم من الجنوبي يحتوي على ثلاثة سراديب؛ أحدها لم يبق منه سوى زاوية واحدة، وسرداب يقع وسط دور أحد الفلاحين، والسرداب الآخر ما زال في حالة جيدة، علمًا أنّه كان يوجد أيضا بوابة قائمة في الجدار تعود لعام 1911م، لكنها اختفت في الوقت الحاضر.