المركز الثقافي البغدادي في محافظة بغداد
تم افتتاح المركز الثقافي البغدادي عام 2011 بعد أن تم صيانته وتجديده ليكون بمثابة موقعاً جامعاً لرواد الثقافة والأدب، فهو عبارة عن مركز أدبي وتاريخي وثقافي يتخذ موقعاً له في العاصمة العراقية بغداد.
موقع المركز الثقافي البغدادي
يقع المركز الثقافي البغدادي في نهاية شارع المتنبي، على مسافة قريبة من تمثال أبو طيب المتنبي، والهيئة العامة للأثار والتراث / دائرة الصيانة والحفاظ على الآثار، ضمن العاصمة بغداد.
تاريخ المركز الثقافي البغدادي
وفقاً للمؤرخين؛ فإن مبنى المركز الثقافي البغدادي كان فيما مضى عبارة عن مقر يتم تأدية الكثير من الوظائف فيه، وذلك قبل أن يتم تحويله في العهد العثماني إلى دائرة متخصصة في مجال وثائق العقارات، إلى جانب إجراء بعض الأمور المالية الأخرى التي تم اتخاذها في فترة عهد الولاة المماليك العثمانيين، وكان يطلق عليها اسم الدفترخانة، بمعنى مقر خاص بحفظ السجلات الرسمية، بما في ذلك العقارية منها.
تم تحويل بناء المركز عام 1869 إلى المدرسة الرشدية العسكرية على يد الوالي مدحت باشا خلال العهد العثماني، وذلك بعد أن تم إعادة بنائها لتصبح بالشكل الذي هي عليه الآن، وبذلك كانت تُمثل أول مدرسة عسكرية ضمن خطة الدولة العثمانية حينها بهدف تحديث جيشها، وإدخال الأنظمة الأوروبية في تنظيمه، وبعد الانتهاء من المرحلة الدراسية، يلتحق الخريجين بالكلية العسكرية الموجودة في مدينة إسطنبول، ولاحقاً تم استكمال بناء المدرسة على يد قائد الفيلق العثماني المشير فوزي، وذلك قبل أن يتم افتتاحها من قبل الوالي عبدالرحمن باشا عام 1879.
الجدير بالذكر أن هذه المدرسة آنذاك خرجت العديد من الضباط الذين شغلوا مناصب هامة في الدولة عند تشكيل الحكومة، ومن أبرزهم: ياسين الهاشمي، وعبد المحسن السعدون، ونوري سعيد، وجميل المدفعي، وجعفر العسكري، وجميل الراوي، والمورخ محمد روؤف الشيخلي مؤلف المعجم الجغرافي لمدينة بغداد القديمة، ومولود مخلص، ورشيد الخوجة.
إضافةً إلى ما سبق؛ نشير إلى أنه تم تحويل المدرسة خلال الحرب العالمية الأولى إلى مستشفى، ثم اتخذها الإنجليز بمثابة مقراً للمحاكم المدنية عام 1919، أما عام 1921 بعد تأسيس المملكة العراقية، فقد تم تحويلها إلى مقر المحاكم المدنية والجزائية لغاية عام 1978.
تم إجراء أول ترميم على البناء عام 1992 من قبل دائرة الآثار، حيث استمر العمل على ذلك لمدة ثلاث سنوات، أي إلى عام 1995، حافظت خلالها على البناء مع التخلص من الأبنية المستحدثة، أما في القرن العشرين؛ تم تحويلها إلى معهد للقرآن والسنة النبوية، إلا أنها تعرضت للتخريب فيما بعد، وبقيّ مهملاً حتى عام 2011، إذ تم إجراء صيانة عليه وإعادة افتتاحه كمركز ثقافي من قبل محافظة بغداد.
وصف بناء المركز الثقافي البغدادي
تم بناء المركز الثقافي البغدادي على أرض مستطيلة بأبعاد تبلغ 76×58م، وتضم بالمنتصف مساحة مُطلة على بناء يتألف من طابقين، بحيث يضم الطابق الأرضي عدة غرف أمامها أروقة تستند على 42 دعامة مستطيلة، أما الطابق العلوي، فهو يتميز بأروقة ذات أعمدة خشبية، وفي أعلاها 42 تاج خشبي، بينما نجد مدخل يتمركز عند الجانب الشمالي من البناء، يؤدي إلى دهليز واسع يرشد إلى ساحة البناء الداخلية، حيث تصل مساحة البناء إلى 6000م تقريباً، ويضم ما يزيد عن 15 غرفة بمساحة تتفاوت ما بين 16-36م.
تم استخدام الطابوق الفرشي والعقود والقواطع في تشييد بناء المركز الثقافي البغدادي، بالإضافة إلى مادة الجص، والرماد في ربط أسس الجدران بارتفاع يبلغ متر واحد؛ الهدف منه حماية الجدران من التعرض للرطوبة، وهو من الأساليب المتبعة والمتوارثة من العهد العباسي، كما تم استخدام الجص المسلح بجريد النخيل من أجل بناء القواطع داخل غرف المركز، والخشب في السقف.
لاحقاً تم استعمال الشيلمان والأسمنت والكونكريب المسلح في بناء الأعمدة والجسور خلال فترة أربعينات القرن الماضي.
محتويات المركز الثقافي البغدادي
يضم المركز الثقافي البغدادي مجموعة من القاعات المعنونة بأسماء الشعراء والفنانين والعلماء العراقيين، أمثال: جواد سليم، ونازك الملائكة، ومصطفى جواد، وحسين علي محفوظ، وعلي الوردي، كما يضم قاعة مخصصة للفنون التشكيلية باسم النحات العراقي محمد غني حكمت، وأخرى باسم ألف ليلة وليلة، إلى جانب وجود مسرح الشنانيل للمقام العراقي، وسينما، ومسرح سامي عبد الحميد للمهرجانات.
يحتوي المركز كذلك على مجموعة من المكتبات، مثل: مكتبة ومتحف العلامة الدكتور أحمد سوسة، والدكتور عماد عبد السلام، والعلامة ميخائيل عواد، ومكتبة المفكر، والعلامة عبد الحميد الرشودي، ومكتبة الدكتور والفنان التشكيلي علاء بشير، والشهيد عزيز السيد جاسم، ومكتبة الدكتور والفنان التشكيلي علاء بشير، بحيث تشمل هذه المكتبات على مجموعة من الوثائق والنوادر والمخطوطات الهامة، إلى جانب بعض المقتنيات الشخصية.
إضافةً إلى ما سبق؛ نشير إلى أن المركز الثقافي البغدادي يحتوي كذلك على بعض المتاحف الشخصية، مثل: متحف دار السلام للمؤرشف محمد سيد علوان، ومتحف أرض الرافدين للمؤرشف صباح السعدي، ومتحف دليل الجمهورية العراقية للمؤرخ هادي الطائي.
أما الطابق الأرضي من المركز فهو يضم مركز المتنبي الصغير المخصص لإقامة الفعاليات الموجهة للأطفال، ومعارض الكتب، ومعارض الصناعات اليدوية والتراثية، والبازارات، كما يُقام به أيام الجمعة ندوات ولقاءات علمية وأدبية وفنية.