كان يا مكان في قديم الزمان كان هناك راعي يقوم برعاية أغنامه في قرية جميلة خضراء وكان سكانها يشتهرون بصدقهم وحب مساعدتهم لبعضهم البعض وكرم أخلاقهم، لكن هذا الراعي لم يكن بنفس أخلاقهم كان يحب الخداع والمزاح ويعتقد أن الحيل والخدع مسلية. في ليلة من الليالي وهو يحرس الأغنام كان يجلس وحيدا ويشعر بالملل وفي هذا الليل الطويل خطر على باله خدعة يقوم بها ليشعر بالتسلية؛ فأخذ يصيح ويصرخ يا أهل القرية ساعدوني النجدة! ساعدوني الذئب يأكل الأغنام الذئب يأكل الأغنام !
استيقظ جميع السكان مفزوعين وخرجوا مسرعين يحملون عصي بأيديهم لإنقاذ الأغنام ما أن وصلو الى الراعي والأغنام حتى وجدوه يضحك ويقول لهم لقد خدعتكم لا يوجد ذئب. قالو له ما المضحك بالموضوع لقد أيقظتنا من نومنا مفزوعين الكذب ليس بأمر مسلي كيف تضحك وتستمتع بتخويف الناس.
لكنه لم يستمع إليهم وقرر وعاد الخدعة في ثلاث ليال متواصلة وفي كل مرة كانوا يذهبوا لإنقاذه خوفا عليه وعلى الأغنام؛ فقرروا واتفقوا أنهم لن يستمعوا إليه مهما صرخ.
في الليلة التالية كان الراعي غارق في النوم وفجأة استيقظ على صوت الذئب يهجم على الأغنام فقام يصرخ ويصيح كما كان يصيح من قبل لكن ما من أحد استجاب لندائه وقالوا أنه كاذب لن يقوم بخداعنا هذه المرة لعله يمل ولا يكررها؛ حاول الراعي أن يبعد الذئب وحده؛ لكنه لم يستطيع.
أكل الذئب جميع الأغنام وجلس الراعي الكاذب يبكي وحيدا يشعر بالندم على كذبه وعلى الأغنام التي خسرها ولم يستطع حمايتها؛ وفي صباح اليوم أتوا أهل القرية عليه وجدوه غارقا في دموعه ولا يوجد حوله إي غنمة تعجبوا وسألوه عما حدث فأخبرهم وهو بقمة الندم والأسف على ما حصل، شعروا بالحزن لأجل الاغنام وقالوا له كان عليك أن تسمع كلامنا وتترك الكذب نتمنى ان تكون تلك الخسارة درسا لك؛ فقال لهم لقد تعلمت الدرس وفقدت الكثير لن أعود للكذب ابدا.
تخبرنا هذه القصة عن نتيجة وعواقب الكذب؛ لا يجوز الكذب مهما كانت الغاية، لن يثق بك أحد ما دمت كاذبا.