غارقاً في البحرِ يصارعُ
الأمواج
من بعيدٍ يبدو انّها تصارعه
قد لاعب البحر من قبل
وها هو البحر قد أصرعه
القى المراسيَ قبلَ أن
يصل السواحل
حوريّة البحرِ في الأعماق
تشدو وتغنّي ثمّ تضحك
تناهى الصوتُ لمسمعهْ
وحدها في الأطلسِ
تنشدُ ترنيمةَ الأطالسة
بلسانٍ لا يعرفهُ القوم
ولكنّ الصوتَ ساحرٌ
جعل الطاقم يرمونَ بأنفسهم
في البحر ..!
وحدهُ القبطانُ من لم يرمي بنفسه
لكنّهُ مدّ يداً في البحرِ
علَّها تمدّ يداً فتلامسه
أنزلَ قاربهُ وراحَ يمشّط البحر
بالمجدافِ
ويصيحُ بأعلى اصواته
علّها تسمعه.!
يا حوريّةَ البحرِ هل تسمعي
والبحرُ زاخرٌ والسماء هادئة
والبدرُ زاهرٌ والنجومُ لامعة
اخرجَ كفّهُ من المياهِ
خالَ أن الحوريّةَ قد تخاف
فمدّ هذي المرّةُ اصبعه
والسفينة تجري بلا هوادة
تحرّك الرياحُ الأشرعة
تاهت سفينته في البحرِ
وهو الصوتُ ضيّعه
حينما أبصرَ نفسهُ في الماء
ظنّ أنّها لبّت ندائهُ
لكنّما هو لم يرى شيئاً
سوى ظلالهُ ، فالقى بنفسهِ
كما فعل الطاقم قبله
فأبحرَت بعيداً سفينته
نحو الشاطيء
أمّا هو فالبحرُ قد ابتلعه.!
العيلامي