مدينة الحرية في محافظة النجف

مدينة الحرية
مدينة الحرية واحدة من المناطق الشعبية الكبيرة التابعة للإدارة المدنية في محافظة النجف إحدى أبرز المدن التي تقع على حافة الهضبة الغربية من العراق وتقع إلى الجنوب الغربي للعاصمة بغداد، كما تعتبر من أهم المحافظات التي تنتشر فيها العتبات المقدسة، اتسع نطاقها وازدحم سكانها بسبب وجود قبر الإمام علي الذي أعطى للمدينة طابعاً خاصاً ومميزاً فأصبحت مركزاً للزعامة الدينية ومحطاً لأهل العلم.

تسمية مدينة الحرية
تعود تسمية الحرية إلى التغييرات التي طرأت بعد ثورة 14 تموز 1958م، كانت تسمى مدينة (الهادي) قبل خمسين عاماً تقريباً اقترانا باسم مالك أرضها الأصلي وهو الشخصية الاجتماعية المعروفة عبد الهادي بن عبد الحسين الجلبي نقيب عائلة الجلبي البغدادية الكظماوية، ووالد السياسي العراقي أحمد الجلبي، كان أول من وزع قطع الأراضي السكنية على محبي السكن في تلك المدينة في أواخر الخمسينيات وبداية الستينيات من القرن الماضي، لكن مازال بعض المخضرمين من الحي يطلقون عليه اسم مدينة الهادي، حتى إن بعض المناطق فيها ما زالت تتخذ من أسماء العاملين مع الجلبي في ذلك الوقت اسما لها.

موقع مدينة الحرية الجغرافي
الحرية واحدة من المناطق الشعبية المعروفة تتميز بموقعها الإستراتيجي، وتتبع الكاظمية التاريخية، فيعد حي الحرية من أكبر أحياء بغداد، كما يؤدي إلى الكثير من المناطق مثل الكاظمية شرقاً وفي الجنوب الشعلة ومن الغرب حي العدل، ومن أمامها حي السلام، هذا إذا قسنا خارطة الحرية من جهة مدخلها الرئيسي وهو الشارع الذي يؤدي الى ساحة باتا.

تاريخ الحرية
إن موقع المدينة على أطراف وحدود المدينة الكيشية كان يشكل حقلها أو مزارعها، فاحتضن في حينها مجاري المياه الساقية للمدينة، وكان ذلك بسبب انخفاض منسوب أرضها عن مستوى ماء نهر دجلة القريب منها، ولاسيما عند دورانه في منطقة العطيفية، وتمكن ملوك الكشيون من حكم تلك الأصقاع منذ القرن الخامس عشر قبل الميلاد وضم مدينة الحرية والكاظمية لأملاكهم دون أن ترد لها أسماء معينة في مدوناتهم.

إن للاتصالات الدولية الواسعة لقوم الكشيون مع الملوك المثيانيين والحثيين والفراعنة والشعوب المجاورة دوراً في ازدهار التجارة في عصرهم وعم الرخاء في البلاد خلال عهود بعض ملوكهم، ومنهم الملك كاريكالزو، الذي عثرت مديرية الآثار العامة في محيطه على قطع أثرية نفيسة من مصوغات وأوانٍ من الفخار إضافة إلى كتابات يشاهدها الزائر معروضة في القاعة البابلية للمتحف العراقي.

يمكن اعتبار المدينة أحد الأحياء الجديدة لبغداد، بعد التوسعة المقترحة من خطة المعمار ومخطط المدن اليوناني -والأمريكي دوكسياديس الذي أختير لمهمة توسعة بغداد، وبداية المشروع كان عام 1985م، فكان إرساء هذا الحي وظهوره إلى الوجود بعد بداية متعثرة قبل ذلك بعامين.

سكان الحرية
في الإطار الاجتماعي فإن حي الحرية يعد نموذجياً عراقياً صميماً، حيث لم يقترن بفئة أو قبيلة أو حمولة أو نحلة أو ملة بعينها، لأنه احتوى في ثناياه أطيافاً عراقية شتى وأغلب سكانها من عشائر مسلمة عربية سنية وشيعية تعيش بتوافق وحسن جيرة وأهلها تغلب على طبعهم الطيبة والمحبة والكرم، كان أول من سكن المدينة من المراتب الدنيا للجيش والشرطة والطبقات الفقيرة القادمة من جنوب العراق، ثم توالى تزاحم السكان، القادمون من وسط بغداد وأيضاً من بادية بغداد الشمالية والغربية طمعاً بإرتقاء وضعهم.

تشتهر المدينة بكثرة المثقفين الذين عاشوا فيها وطبعوا أسماءهم في شتى المجالات الإبداعية ومنهم الأدباء والفنانين والرياضيين وأصحاب الرأي والصحفيين والسياسيين من أعلام العراق، ويعد شارع الحرية الأولى أهم المناطق الذي يجتمعون فيها الشباب والمثقفين والأكثر شعبية، حيث اشتهر بتوفر المكاتب والمطاعم والأكلات الشعبية والمحلات والملابس وغيره، وله عدة مداخل منها مدخل دور نواب الضباط ومدخل الحرية الثالثة ومدخل الدولعي، ويطلق على الحرية المنطقة الشعبية الثقافية نسبة الى مشاهيرها كما ذكر سابقاًال.