مدينة الحيدرية في محافظة النجف
مدينة الحيدرية
تعتبر مدينة الحيدرية إحدى أهم مناطق الفرات الأوسط بمحافظة النجف. تقع المدينة بين خطي طول 43، 43.20 في الاتجاه الشمالي، وبين دائرتي عرض 35.74، 35.77 درجة، كما تحدّها مجموعة من المناطق؛ أبرزها: محافظة بابل من الجهة الشرقية، ومحافظة كربلاء من الغرب، وناحية الجدول الغربي من الشمال.
تبلغ مساحة مدينة الحيدرية 419 كم²، ويُقدّر عدد سكانها من حيث مجموع القرى والتوابع؛ حوالي تسعين ألف نسمة وفقًا لإحصاء عام 2019. يعتمد سكان المدينة على العمل الريفي باعتباره وسيلة للكسب المادي، بالإضافة إلى بعض الوظائف الحضرية باعتبارها أساس اقتصادي للمدينة. تُعرف المدينة بكثرة ما تشتمل عليه من مساجد؛ حيث يصل عدد المساجد والحسينيات إلى أربعمائة وخمسين مسجدًا وحسينية؛ يعتبر جامع حجي نعمة أبرز تلك المساجد.
سكان مدينة الحيدرية
تشتهر مدينة الحيدرية من بين الأقضية والنواحي العراقية بالتباين في الطبيعة الديموغرافية، ويرجع السر لهذا التباين إلى أمور شتى أبرزها: النوازل التي طرأت على دولة العراق كحرب الخليج الأولى؛ حيث نزح إلى المدينة عدد هائل للغاية من سكان مدينة البصرة، واستطاع البصريون نقل العادات والتقاليد الخاصة بهم إلى سكان الحيدرية بعد الاندماج معهم، ثم انتقل بعض سكان الناصرية أيضًا إلى المدينة؛ لما تتمتع به من أراضي صالحة لزراعة الخضروات وازدهار النشاط الزراعي بها.
نتيجة التغيرات السياسية التي مرّ بها العراق في الألفية الجديدة من الغزو الأمريكي، والتهجير الإجباري؛ وفد إلى المدينة بعض الأهالي من الموصل بسبب موقعها الجغرافي الممتاز بين النجف وكربلاء، الأمر الذي أدّى إلى امتزاج أعداد كبيرة من محافظات وبيئات مختلفة تحت مظلّة مدينة الحيدرية.
خريطة الحيدرية
الخدمات التعليمية والصحية بمدينة الحيدرية
تتميز المدينة بوجود الخدمات التعليمية التي تساهم في إبراز الطاقات الفكرية والعقلية التي يمتلكها الطلاب، كما يتّسم النظام التعليمي بأنه وظيفي يُكمّل بعضه بعضًا بحيث يتعيّن ترابط عناصره. تضم المدينة ما يقارب الثلاثين مدرسة ابتدائية؛ وذلك بسبب كثرة عدد التلاميذ في المرحلة الابتدائية، وتنحصر مؤسسات المرحلة المتوسطة في أربع مدارس فحسب، بينما تصل مؤسسات التعليم الثانوي إلى ست مؤسسات بواقع 164 معلمًا و2180 طالبًا. يتبع الطلاب الجامعيين في المدينة الجامعات والكليات الواقعة في محافظة النجف مثل الكلية الإسلامية الجامعة، وكلية الدراسات الإنسانية الجامعة، أما بالنسبة إلى الخدمات الصحية: تتميز المدينة بوجود مستشفى الحيدرية العام، ومركز الرعاية الصحية في الحيدرية، ومركز بين الحرمين للرعاية الطبية.
الخدمات الطرقية والنقل في الحيدرية
تعاني مدينة الحيدرية من تدهور شبكة المواصلات؛ وذلك لإدخال أعداد هائلة من السيارات في الفترات الأخيرة، الأمر الذي قاد إلى اهترائها، والحاجة الماسة إلى أعمال الصيانة المتتابعة؛ لكي تكون ذات فاعلية وكفاءة ملائمة. تتميز طرق الحيدرية بقدرتها على الربط بين عدد من النواحي والمناطق في العراق مثل ناحية الشبكة والكفل على الجانبين الغربي والشرقي، وناحية أبي غرق والحر في المنطقة الشمالية.
العمران في مدينة الحيدرية
في القرن الثالث عشر الهجري قام عدد من المشايخ بناء الخانات في المدينة؛ نظرًا لتوافد أعداد كبيرة من العلماء والتّجار لزيارة الإمام الحسين، فاقترح الحاج محمد صالح كبة إنشاء عدد من بيوت الاستراحة، وأنفق على تأسيسها من نفقته الخاصة. تتيح تلك الخانات للزوار والسكان الأمان من اللصوص وقُطاع الطرق المنتشرين بالصحراء في طريق النجف وكربلاء، بالإضافة إلى الحيوانات غير الأليفة التي كانت تهاجم المسافرين. تعتبر الخانات الأثرية الموجودة في الحيدرية هي أشهر آثار المدينة، كما تشتهر بتعدد الأبنية السكنية. ويوجد في الحيدرية فندق الحيدرية.