منكَ أنا
من دموعِ ياسمينك
من زفراتِ قيامتِك
حين وأدوا فيك صرختي
فتشقَّقَ الطريق
وانتفخَ بطنُ النار
لم أكن صوتكَ يوما
ولا نفحةً عابرةً من صداك
ولا حتى... عشبةً منسيَّةً
على ضبابِ ضفافك
ربما لم ترَ خطوتي القصيرة
وهي تحبو إليك بين أقدامِ الركام
لمْ تسمع نحيبي...
حين قطفوك من أحلامي
ومنعوا عني ثديَ حنانك
نعم... كنتُ خلفَ الزجاج
عندما كتموا عنك حفيفَ ألمي
وحشرجةَ أديمي
ورسموك مبتسماً
من قاسيونِ سناك
هل تذكرني؟
أنا...
زقاقُك المهجور
عبقكَ المنسي
معناكَ الضائع
بين سطور الخراب
قمحك المسروقُ من سنابلك
قطرةٌ مهدورةٌ منك
سالت في أقداحِ سكرتهم
وأنت...؟
أنت الوهمُ الخائفُ من ظلي
الصورةُ المقلوبةُ... لأتساقطَ منها
الورقةُ التي حرقوها
لئلا تكتشفَ أنني
من صلبك
وأني وريثُ غيثكَ الشرعي
أنت... الجدارُ الذي أقحموه بيني و بيني
كي لا أعبرَ منِّي إليك
و لا تعبرَ إليَّ منِّي
لكنك كنتَ نبرتي
بحَّةَ قصيدتي
لونَ عيني
لم تكن ذنبي...
حين احتساني ترابك
وذرفني إلى فم الغرق
لكنني خطيئتك
عندما صبغتني بوجعك
ورششتَ عليَّ دمَ أساك
....
أشبهك...
مهما وضعوا على وجهي
من لغاتٍ غريبة
و مساحيقَ نسيان
و خيوطِ دخان
حتى لو أنكرتْني شفاهُ أمسِك
و تبرَّأَ من إثمي غدُك
ما زلت تحت أجفاني
بكاملِ ضحكِك وبكائك
لي سحنةُ شجنك
ملامحُ كبريائك
تجاعيدُ صبرك
غصَّتُك التي لا تنحني للذبول
جرحك الذي لا يتخثر
لك نفسُ بسمةِ حزني
ولي نفسُ دمعةِ فرحك
من يسلخُني منك
و أنت جلدي؟
من يسحبُك مني
و أنا لحمُك
آه يا وطني
أيُّ غفوةٍ فرَّقتنا
فبتنا نسائمَ حنينٍ متكسِّرة
في دربِ رمادٍ عقيم
تتخطَّفنا كلماتُ الريح
تعربدُ بنا أرصفةُ الندم
و نمضي ...الى دجانا
بلا مصير
أؤوبُ إليك
و الأشواقُ تحملني الى ضوئي
متحررا مني
من غرقي
وانهماري على سرابي
طيناً مؤجَّل العبق
قلباً تشققَ عطشا
وما بدَّل نغمته
روحاً... تكسَّرت أجنحتها
و ما أغمضتْ عينَ الحلم
شمعةّ... عربدَ بها الليل...
ولم
ت ن ط ف ئ
محمد الدمشقي