همسة شاردة
قالت تجاعيدُ السّنينِ الماضيَة
إنّي لفعلِ الدهرِ أصدَقُ راويَة
قد كنتَ في حسن الرَّواءِ كآيةٍ
تُتلى على سمعِ الزَّمانِ مُناديَة
من شاءَ وصلَ النّبعِ فليَنبُتْ هُنا
فهُنا ربيعُ الأمنياتِ الزاهيَة
والآنَ غادرَكَ الشّبابُ وطَلَّةٌ
كانت لأعلامِ الجمالِ كساريَة
هبّت أعاصيرُ البلاءِ بجَذرِها
وأَتَتْ عليها الرّيحُ صُراً عاتيَة
وقَسَتْ عليها كلُ مُزمنةٍ بَدَتْ
منْ كُلِّ أزمنَةِ النّوائبِ آتيَة
للهِ أعوامٌ قَضَينَ .. قميصُها
لبِسَتهُ أنفاسُ الوجودِ مُحابيَة
من مَرَّ فيها يَستَدِلُّ بلونِهِا
فقد اكتفى منها الضَّميرُ بقافية
ستار الزهيري