مدينة بصية في محافظة المثنى
مدينة بصية
في أقصى الجنوب الشرقي للبلاد وضمن محافظة المثنى العراقية تقع مدينة أو ناحية بصية التي تعدّ واحدةً من أقدم النواحي وأعمقها في الصحراء وأكبرها مساحة، وتمتاز بأطرافها المترامية التي تحتوي على كميّاتٍ هائلةٍ من الأحجار المختلفة وحقول النفط الممتدّة بالقرب من مركز الناحية وصولاً إلى الشريط الحدودي مع الكويت والسعودية.
تعريف مدينة بصية في محافظة المثنى
تأسّست مدينة بصية في العام 1920 ميلادي على يد الجنرال الإنجليزي جون كلوب الملقب ب “كلوب باشا”، وقد أصبحت ناحيةً في العام 1958 ميلادي وذلك بموجب مرسومٍ جمهوريٍّ لتصبح بعد ذلك واحدةً من نواحي قضاء السلمان، تبعد هذه المدينة مسافة 240 كيلومتراً جنوب محافظة المثنى وتزيد مساحتها عن 24.000 كيلومترٍ مربع، ويقطنها ما يزيد عن 1000 نسمةٍ وفقاً لنتائج الإحصائيات الأخيرة.
الملامح العامة لمدينة بصية
كان لموقع هذه المدينة أثرٌ كبيرٌ وملموسٌ على نمط الحياة فيها وأسلوب معيشة الأهالي، فبسبب وجودها في وسط البادية وقربها من المملكة العربية السعودية ولكون بادية العراق الجنوبية امتداداً طبيعياً للجزيرة العربية امتاز أهالي المنطقة بلكنتهم الخليجية التي تختلف بشكلٍ ملحوظ عن اللهجات العراقية المحلية جميعها، واكتسبوا عاداتٍ وتقاليد اجتماعيّةً من منطقة شبه الجزيرة العربية.
منذ القدم عُرفت مدينة بصية بنباتاتها وأشجارها وشجيراتها الحوليّة والمعمّرة حيث تمتاز بخصوبتها العالية ووجود مخازن هائلةٍ للمياه الجوفية العذبة والغزيرة، ولذلك فقد عمل سكّانها في المهن الملائمة لهذه الظروف مثل: الزراعة، وتربية الأغنام والإبل، بينما عمل بعضهم الآخر في وظائف حكومية، من ناحيةٍ أخرى تشهد مدينة بصية زياراتٍ موسميةً لهواة الصّيد من الخليجيين برفقة صقور الصّيد المدربة خاصّتهم وذلك بسبب هجرة الطيور النادرة إليها، ومن هذه الطيور: طيور الحباري، والسمان، والقطا، والبط البري.
السياحة في مدينة بصية في محافظة المثنى
تمتلك محافظة بصية جميع مقومات السياحة وذلك لحفاظها على طبيعتها البيئية وكهوفها ودهاليزها وأشجارها وتربتها وعلى الكثير من الكائنات الحية الموجودة فيها مثل: الطيور، والذئاب، والثعالب، والضباع، والصقور، والشواهين وغيرها، ممّا ساهم في جذب الكثير من السيّاح العرب القادمين من الجزيرة العربية للاستمتاع بجمال طبيعتها الخلّابة وممارسة هواية الصّيد فيها، حيث ينصبون خيامهم بالقرب من مركز الناحية و يهيئون سياراتهم وبنادقهم وصقورهم المدربة لتبدأ رحلة الصيد التي تستهدف كلاً من: الحباري، والقطا، والأرانب، والبط البري، والسمان، وبعض الطيور الأخرى. أما عن حركة السوق في المدينة فتنشط في فترة الصّيد وذلك بسبب أفواج السيّاح الوافدين إليها وهذا يشمل كلّاً من: أسواق الخضار والفاكهة، والمياه المعدنية، وأسواق الخراف، وورش تصليح السيّارات ومحال الأدوات الاحتياطية وغيرها.
بهدف رفد الاقتصاد في مدينة بصية يسعى الأهالي إلى تنشيط الحركة السياحيّة فيها وذلك عن طريق تفويج السيّاح إليها والتعريف بإرثها الثقافي والحضاري، والتعريف بالفلكلور الأصيل الذي ما زال حاضراً ليشهد على البيئة الحقيقية لهذه المدينة والذي يتمثل بمجموعةٍ من الأمور منها: الآلات المستخدمة في النسيج والحصاد، والرقصات الشعبية، والعادات والتقاليد والأعراف العشائرية، والصّناعات التراثية والشعبية مثل صناعة الحصران والربابة.
مدينة بصية في الوقت الحاضر
يوجد في مدينة بصية اليوم العديد من الدوائر الحكومية والخدمية ومنها: مديرية ناحية بصية، ومديرية البلدية، ودائرة كهرباء الناحية، ودائرة ماء بصية، ودائرة جنسية وأحوال بصية، ودائرة كهرباء الناحية وغيرها.
أما عن التعليم في مدينة بصية فكانت بدايته سنة 1958 ميلادي عندما أنشئت مدرسة الفراقد الابتدائية لتكون أول مدرسةٍ في الناحية، وكانت مبنية من القصب وفيها صفٌ واحدٌ فقط يضم 12 تلميذاً، ومع مرور الزمن تطورت هذه المدرسة وتغير اسمها ليصبح مدرسة بصية الابتدائية المختلطة وذلك في العام 1968 ميلادي، ويُقدَّر عدد تلاميذها حالياً ب 108 تلميذاً وتلميذة يقوم على تدريسهم 3 معلمين فقط.